رئيس التحرير
عصام كامل

هل تكسر منى زكي احتكار الرجال لشباك الإيرادات؟

لا جدال أن إيرادات الأفلام في شباك التذاكر عنصر مهم جدًا للمنتج والموزع ونجوم العمل وكل صناعه، فهي دليل واضح على نجاح الفيلم أو فشله جماهيريًا ولكنها قد لا تكون كذلك على تميزه فنيًا والأمثلة على النموذجين كثيرة جدًا على مدار تاريخ السينما المصرية حتى الآن، والتي شهدت أيضًا سيطرة شبه مطلقة  للنجوم الرجال على البطولات السينمائية وشباك التذاكر. 

 

كانت السينما منذ بداياتها ومازالت سينما ذكورية بامتياز اللهم إلا من بعض المحاولات من النجمات في العصر الذهبي لهذه الصناعة، أمثال الرائدة عزيزة آمير وفاطمة رشدي ثم ليلى مراد في سلسلة الأفلام التي تبدأ بإسمها، فسيدة الشاشة فاتن حمامة وماجدة والدلوعة شادية ومديحة يسري ومارلين مونرو الشرق هند رستم..

Advertisements

 

ثم حدث تراجع كبير خلال فترتي السبعينيات وبداية الثمانينيات التي لم تظهر فيها كنجمة مطلقة في السينما سوى السندريلا سعاد حسني وشمس البارودي بأفلامها الجريئة!حتى جاءت نجمة الجماهير كما كانت تطلق على نفسها نادية الجندي التي نافست بقوة الزعيم عادل إمام على تصدر شباك التذاكر ونبيلة عبيد أو نجمة مصر الأولى كما كان يحلو لها أن يطلق عليها بأفلامها التي أخذت عن روايات الأديب الكبير إحسان عبد القدوس.. 

 

كما كان للراحلة مديحة كامل نصيب من البطولات النسائية، أما فترة التسعينيات فكانت نجماتها يسرا وليلى علوي وإلهام شاهين بأفلام تصدرن فيها أفيشاتها وإن لم تحقق الإيرادات الجيدة في أغلبها.


حنان وياسمين ومي

وجاء بعد ذلك أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة المعتزلة حنان ترك، والموهوبة منى زكي بأفلام قليلة حاولتا فيها كسر احتكار الرجل البطل للبطولات المطلقة ولشباك التذاكر، ولكن لم تنجحا في ذلك وعادتا إلى مساندة البطل الأوحد من جديد، وسارت على نفس الدرب ياسمين عبد العزيز وحققت نجاحات جيدة في شباك التذاكر وبدرجة أقل مي عز الدين.. 

 

حتى جاءت منى زكي بأحدث أفلامها رحلة404 تأليف محمد رجاء وإخراج هاني خليفة لتحقق المفاجأة المدوية بحصد النجاح الفني والجماهيري، وتنافس بقوة في شباك التذاكر وتعيد إلى البطولات النسائية جزءًا من مجدها القديم في مواجهة السينما الذكورية، رغم أن  الفيلم ليس من النوعية التي تجذب الجمهور الذي يميل بقوة إلى اللون الكوميدي والأكشن بل أن موضوعه درامي فلسفي!


فقد نال ومازال الفيلم إشادات كثيرة من النقاد والجمهور وحقق إيرادات كبيرة وصلت إلى 17 مليون جنيه في 18 يوم عرض بمعدل إيراد يومي يقترب من المليون جنيه يحتل بها المرتبة الثانية في شباك التذاكر بعد الفيلم الظاهرة الحريفة الذي تتجاوز إيراداته اليومية ال 2 مليون جنيه!

 

ولعل أكبر دليل على حجم إنجاز منى زكي وفيلمها في مواجهة طغيان السينما الذكورية الفشل الذريع في شباك التذاكر لأفلام النجمات يسرا 'ليلة العيد'، ليلى علوي 'مقسوم'، إسعاد يونس 'عصابة عظيمة'، هالة صدقي 'الملكة' والمعروضة معها في نفس الوقت!


نجومية الشباك منحة للرجل

دأبت صناعة السينما في العالم منذ بداياتها على تفصيل الفيلم على نجم الشباك الرجل، وصار هذا بمثابة القانون الذي يحكم السينما في الولايات المتحدة، واقتبسته منها السينما المصرية واعتبرت أن نجومية الشباك وإيراداته منحة إلهية للرجال فقط! 

 

وذلك مبعثه من وجهة نظر صناع السينما من الرجال وبعيدًا عن التحيز الطبيعي لعنصر الرجل يعود إلى أذواق الجماهير، التي باتت منذ ظهور جيل المضحكين الجدد ولأكثر من ربع قرن تميل بشدة إلى تفضيل الأفلام الكوميدية والأكشن والجريمة والبطولات الخارقة والتي يبرع فيها الرجال بالطبع مقارنةً بالنساء.. وذلك عكس التليفزيون الذي أعطى المرأة النجمة فرصًا أكبر بكثير من السينما.. 

 

وهو ما تعكسه مسلسلات رمضان في السنوات الأخيرة التي كان للبطولات النسائية نصيب وافر منها، وعلى سبيل المثال أقل قليلًا من نصف عدد المسلسلات التي عرضت في رمضان الماضي بطولاتها نسائية بالدرجة الأولى فهناك يسرا، نيللي كريم، دنيا سمير غانم، ريهام حجاج، روجينا، غادة  عبد الرازق، ليلى علوي، منى زكي، منة شلبي، حنان مطاوع، آمينة خليل ودينا الشربيني وأغلبهن سيكون لهن بطولات مماثلة في رمضان المقبل إن شاء الله.. 

 

وهذا الوضع المختلف للنجمة المرأة في التليفزيون عكس السينما يعود إلى طبيعة التليفزيون، التي لاتحمل المشاهد أي عناء أو مشقة أو تكلفة لمشاهدة نجماته ونجومه المفضلين، كذلك كثرة كتاب الدراما التليفزيونية بشكل أكبر من السينما، ومن ثم توافر الموضوعات التي تصلح للمرأة النجمة أكثر والقنوات والمنصات التي تعرض هذه الأعمال طوال الوقت، وهو ما لا يتوافر في السينما بالتأكيد.

 


ولكن أخيرًا هل تصبح منى زكي وفيلمها 404 بداية لعودة أفلام البطولات السينمائية لتكسر احتكار البطولات الذكورية وتنافس بقوة في شباك التذاكر أم ما حدث كان بمثابة طفرة وقتية وحالة استثنائية لا أكثر؟!

الجريدة الرسمية