رئيس التحرير
عصام كامل

باحث: اتفاق ميناء بربرة ينذر باندلاع حرب بين مقديشو‎ و"صوماليلاند"

الباحث محمد الجزار،
الباحث محمد الجزار، فيتو

الصومال ، قال الباحث محمد الجزار، المتخصص في الشأن الإفريقي: إن إعلان إثيوبيا توقيع اتفاق مع أرض الصومال (صوماليلاند)، وهي منطقة انفصالية تسعي لإقامة دولة مستقلة عن جمهورية الصومال الفيدرالية، يقضي باستحواذ إثيوبيا على حصة غير محددة من ميناء بربرة الصومالي الواقع على البحر الأحمر، ليوفر لها منفذ بحري، سوف يكون له تداعيات سلبية كثيرة على الصومال وعلى المنطقة ككل.

وأكد الباحث أن اتفاق ميناء بربرة ينذر باندلاع حرب  بين مقديشو‎ و"صوماليلاند".

 

تصاعد الخلاف بين إثيوبيا والصومال 

وأوضح فى تصريح لـ “فيتو” أن تأثير هذه الخطوة ستكون فى الآتى: هذا الاتفاق يأتي بعد أيام من توقيع اتفاق ينص على استئناف المفاوضات بين جمهورية الصومال وإقليم أرض الصومال بوساطة جيبوتي التي استضافت وفدا من حكومة الصومال برئاسة حسن شيخ محمود رئيس الصومال، وموسى بيحي عبدي رئيس إقليم أرض الصومال الانفصالي، حيث جاء هذا الاتفاق بعد تصاعد الخلاف بين الطرفين خلال السنوات الأخيرة والذي بلغ ذروة حدته خلال الاشتباكات المسلحة التي تم في منطقة لاس عنود، والتي راح ضحيتها عشرات القتلى من الطرفين، وكاد يشعل حربا كاملة لولا الوساطات الإقليمية والدولية، ولهذا فإن قيام حكومة أرض الصومال بإبرام اتفاق مع إثيوبيا بصورة منفردة عن حكومة جمهورية الصومال الفيدرالية سوف يكون له تداعيات سلبية بين الطرفين، بل من الممكن انسحاب أحد طرفي اتفاق استئناف المفاوضات المبرم في جيبوتي ردا علي تلك الخطوة، ومن ثم تصاعد الخلاف مجددا، واندلاع الحرب بين الصومال وأرض الصومال. 
 

Advertisements

 

حدوث حالة من التوتر السياسي

وواصل حديثة قائلًا: هذا الاتفاق سوف يؤدي إلى حدوث حالة من التوتر السياسي بين جمهورية الصومالية الفيدرالية، والحكومة الإثيوبية التي يبدو أنها لا تريد الاستقرار والأمن للصومال ودول الجوار المحيطة بها، وخاصة بعد استفادتها من انهيار الصومال في التسعينات واستيلائها علي منطقة أوجادين الصومالية، بل وسيطرتها على موارد الصومال في تلك المنطقة، وهو ما سمح لها بالصعود محل الصومال لتكون قوة إقليمية محورية في شرق أفريقيا والقرن الأفريقي حتي الآن، ورغم ما حققته الصومال من إنجازات خلال الآونة الأخيرة من مكافحة للجماعات الإرهابية، ورفع العقوبات المفروضة عليها، فإن دخولها مع إثيوبيا في صراعات سوف تكون له مخاطر وتداعيات سلبية على الصومال ويجعلها تعود للخلف مجددا، بل إن الحكومة الصومالية أبدت استياءها من ذلك الاتفاق الإثيوبي عقب الإعلان عنه مباشرة، وقامت باستدعاء السفير الصومالي في إثيوبيا للتشاور حول ذلك الاتفاق، فضلا عن إعلان رئيس وزراء الصومال حمزة عبدي بري أن الصومال ستدافع عن أراضيها بشتى السبل القانونية الممكنة، وتم عقد اجتماع طارئ للحكومة لبحث ذلك الاتفاق مصرحين أنه اتفاق ينتهك سيادتها بصورة فاضحة.. كما أن الرئيس الصومالي السابق فرماجو أشار إلى أن مثل ذلك الاتفاق يشكل مصدر قلق بالغ للصومال وتهديدًا لإفريقيا كلها، ويخل باحترام السيادة الصومالية. 
 

حدوث مشاكل وصراعات في منطقة القرن الأفريقي بكاملها 

وتابع: قد يؤدي ذلك الاتفاق إلى حدوث مشاكل وصراعات في منطقة القرن الأفريقي بكاملها، والتي تكتوي أصلا بنيران الحرب في السودان، حيث إن هذا الاتفاق ستكون له تداعيات سلبية على جيبوتي الدولة الجارة لإثيوبيا والصومال، حيث إن جيبوتي تستفيد اقتصاديًّا من قيام إثيوبيا باستخدام الموانئ الجيبوتية مقابل دفع مبالغ بالعملة الصعبة؛ مما يجعل دخل المواني من أهم الموارد المالية لجيبوتي، وفي حالة استغناء إثيوبيا عن موانيها سوف يؤدي ذلك لتداعيات اقتصادية سلبية على جيبوتي. 
 

الإضرار بالمصالح المصرية في البحر الأحمر

وأشار الى الإضرار بالمصالح المصرية في البحر الأحمر، وتشكيل مخاطر على المجرى الملاحي لقناة السويس، وذلك لأن ميناء بربرة محل الإتفاق يقع علي الساحل الجنوبي عند خليج عدن في مدخل البحر الأحمر، ووجود قوات عسكرية إثيوبية في تلك المنطقة، والسماح لها ببناء أسطول بحري يمكن أن يجعلها تتحكم في المجري الملاحي في البحر الأحمر، وتستخدم ذلك كسلاح لخنق مصر من الجنوب، وتحرمها من دخل قناة السويس، فضلا عن مساعيها الخبيثة لحرمان مصر من شريان النيل الحبيب. 
خامسا: تعاظم دور قوي الشر العربي المتحالفة مع إثيوبيا والمتدخلة في الصراعات في القرن الأفريقي وعلى رأسها دعم المتمردين في السودان، حيث أن هناك قوى إقليمية تسعي للسيطرة على الموانئ العربية والأفريقية، ومن بينها مواني الصومال وأرض الصومال مقابل اعترافها باستقلال أرض الصومال، وهو ما أعلنته إثيوبيا خلال الاتفاق بأنها ستكون أول دولة تعترف باستقلال أرض الصومال، ومن المتوقع أن تتبعها قوى الشر في المنطقة لضرب المصالح المصرية في القرن الأفريقي. 
 وكان  مجلس الوزراء الفيدرالي في الصومال قد عقد، أمس الثلاثاء، اجتماعًا طارئًا بشأن الاتفاقية الموقعة بين إقليم أرض الصومال وإثيوبيا، لإنشاء قاعدة عسكرية إثيوبية وميناء على البحر الأحمر، واصفًا الاتفاقية بأنها غير مشروعة، ولا أساس لها من الصحة.

وبحسب وكالة الأنباء الصومالية الرسمية، اعتبر مجلس وزراء الصومال الاتفاقية بأنها اعتداء سافر على السيادة الداخلية لجمهورية الصومال الفيدرالية، حيث دعا في بيانها كلا من الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأوروبي، والهيئة الحكومية للتنمية إيجاد، والشركاء الدوليين، إلى اجتماع طارئ بشأن التدخل السافر التي تقوم به دولة إثيوبيا الفيدرالية ضد  جمهورية الصومال الفيدرالية.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية