رئيس التحرير
عصام كامل

من المسئول الأول عن مشكلة التنمر

تحدثنا فى المقال السابق عن ظاهرة العنف في المدارس وحاولنا بقدر الإمكان إلقاء الضوء على الأضرار التى يتعرض لها الطفل نتيجة العنف في المدارس ومدى تأثيره على العملية التعليمية وأضراره النفسية على الطفل. واليوم سوف نلقى الضوء عن شكل آخر من أشكال العنف وهو التنمر.


ما هو التنمر؟


هو أحد أشكال العنف الذى يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال ضد طفل آخر أو إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة كنشر الإشاعات أو التهديد أو مهاجمة الطفل المتنمر عليه بدنيا أو لفظيا أو عزل الطفل بقصد الإيذاء أو حركات أو أفعال أخرى تحدث بشكل غير ملحوظ.

Advertisements


وتوضيحا لما سبق فهناك ثلاثة معايير تجعل التنمر مختلفًا عن غيره من السلوكيات والممارسات السلبية، وهى التعمد والتكرار واختلال القوة، فلا يوجد طفل لم يتعرض للمضايقات من أخ أو زميل له فى المدرسة وهذا لا يعتبر شيئًا ضارًا إذا تم بطريقة تتسم بالود والحب المتبادل والمقبول بين الطرفين، ولكننا نعتبره تنمرًا عندما يكون الكلام جارحًا ومقصودًا ومتكررًا..

 

بحيث يتعدى الخط الذى يفصل بين الدعابة والمضايقات البسيطة خاصة وأن بعض الأطفال يستخدم قوتهم سواء كانت هذه القوة جسدية أو معرفتهم بمعلومات محرجة عن الطفل المتنمر عليه للتحكم أو لإلحاق الأذى بالآخرين.


أشكال التنمر


للتنمر أشكال كثيرة أولها التنمر البدنى مثل الضرب أو اللكم أو الركل أو سرقة وإتلاف الأغراض، وأيضا التنمر اللفظى مثل الشتائم والتحقير والسخرية وإطلاق الألقاب والتهديد، بالإضافة إلى التنمر الاجتماعى مثل التجاهل أو إهمال الطفل بطريقة متعمدة أو استبعاده أو نشر شائعات تخصه، وهناك التنمر النفسى مثل النظرات السيئة والتربص والتلاعب وإشعار الطفل بأن التنمر من نسج خياله، ونتيجة للتطوير أصبح هناك التنمر الإلكترونى، مثل السخرية والتهديد عن طريق الانترنت عبر الرسائل الالكترونية أو الرسائل النصية أو المواقع الخاصة بشبكات التواصل الاجتماعى، أو أن يتم اختراق الحساب الشخصى.


الآثار التى يتركها التنمر على الطفل


الاختلافات الشخصية وشدة الفعل المسيئ للطفل وحدته قد ينتج عنها بعض الآثار السلبية على الطفل المتنمر عليه، مثل فقدان الثقة بالنفس وفقدان التركيز وظهور التأخر الدراسى والخجل الاجتماعى، والخوف من المواجهة بشكل عام بالإضافة إلى حدوث مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق.


ويعتبر الأطفال المختلفين فى المظهر والحالة الاجتماعية والثقافية أو ممن لديهم مشاكل صحية أو إعاقات، وكذلك الأطفال الموهوبين بشكل استثنائى والطفل المنطوى والخجول اجتماعيا وأيضا الطفل الجديد بالمدرسة هو أكثر الأطفال الذين يتم اختيارهم ليكونوا هدف للتنمر والأفعال المسيئة.


أسباب التنمر


من الأسباب الشائعة التى تجعل الأطفال يتنمرون أنهم أنفسهم تم ممارسة التنمر عليهم من قبل، وأحيانًا يكون هؤلاء الأطفال جزء من اتفاق عن طريق الانضمام لمجموعة من المتنمرين طلبًا للشهرة، أو الاحساس بالتقبل من الآخرين أو لتجنب تعرضهم للتنمر، بالإضافة إلى الشعور بالإهمال والتجاهل فى المنزل، أو وجود علاقة سيئة من الأبوين وأحيانًا تكون الغيرة والبحث عن الاهتمام لجذب الانتباه والافتقاد إلى الأمان النفسى والعاطفى..


كيفية مواجهة ظاهرة التنمر المدرسي


أولا:على مستوى الأسرة
لابد من تنمية الوعى واستخدام أساليب التربية الحديثة للطفل، والاطلاع على كل ما هو جديد في علم التربية، وعلى أولياء الأمور زيارة المدرسة كل فترة للاطلاع على سلوك أبنائهم، والتنسيق مع إدارة المدرسة في كيفية التعاون المشترك لمعالجة أى سلوك عدوانى في بدايته والقيام بتدريب الأبناء على التخلص من كافة الأمور التى قد تسبب السلوك العدوانى عند الطفل، مثل مشاهدة الأفلام العنيفة كما يجب على الأسرة عدم الإسراف في أسلوب العقاب اللفظى أو البدنى.


ثانيا: على مستوى المدرسة
يجب على المدرسة التعرف على الاحتياجات النفسية والاجتماعية لكل مرحلة عمرية وإشباعها بالأساليب والبرامج التربوية التى تناسب كل مرحلة، مع الاهتمام بالأنشطة وإشراك الطلاب فى إعدادها وتنفيذها والإشراف عليها، وعلى جميع العاملين بالمدرسة الظهور بالقدوة الحسنة والمثل الأعلى فى التعامل، وإظهار تأكيد الجانب الايجابى في جميع أوجه السلوك وتطبيق لائحة النظام والانضباط المدرسى للحد من العنف بكافة أنواعه وتفعيلها على جميع الطلبة.

 


وفى الختام لابد أن نؤكد على ضرورة التواصل المستمر بين الأسرة والمدرسة وإلى أهمية الدعم الاجتماعى لمواجهة الاضطرابات السلوكية والانفعالية، من خلال وضع خطط لضبط السلوك التنمرى بجميع أشكاله، مع تقديم التوعية والإرشاد لدى كل القائمين على العملية التعليمية والسادة أولياء الأمور، حتى يتحقق لنا جميعًا الهدف وهو تخريج أجيال قادرة على النهوض بالمجتمع في المستقبل من خلال اشباع ميولهم وتزويدهم بالقدر الضرورى من القيم والسلوكيات والمهارات.
وللحديث بقية.

الجريدة الرسمية