رئيس التحرير
عصام كامل

الاحتياطي الاستراتيجي للقمح، استيراد 240 ألف طن، تطبيق منظومة الزراعة التعاقدية، والحكومة تستهدف زيادة المخزون إلى 6 أشهر بدلا من 4

القمح، فيتو
القمح، فيتو

تستهدف الحكومة المصرية زيادة الاحتياطي الاستراتيجي للقمح إلى 6 أشهر بدلا من 4 أشهر في إطار خطة الدولة لزيادة إنتاجية القمح، إذ أعلن وزير التموين والتجارة الداخلية، الدكتور علي المصيلحي، أن الاحتياطي الاستراتيجي من القمح يكفي حتى 4.7 شهر.

استيراد 240 ألف طن من القمح في ممارسة دولية

وأعلنت الهيئة العامة للسلع التموينية، الأربعاء الماضي، أنها استوردت 240 ألف طن من القمح في ممارسة دولية، تشمل نحو 120 ألف طن من القمح الفرنسي، و120 ألف طن أخرى من رومانيا.

تطبيق منظومة الزراعة التعاقدية لزراعة محصول القمح

وأعلن وزير التموين أنه جاري تطبيق منظومة الزراعة التعاقدية فيما يتعلق بزراعة محصول القمح.

 فما تأثير تطبيق الزراعة التعاقدية في توفير محصول القمح، وهل تستطيع مصر تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح خلال السنوات المقبلة، فضلًا عن مستقبل سوق القمح العالمي والمحلي بعد إنضمام مصر لدول مجموعة البريكس؟

القمح المحلي، فيتو

القمح من الملفات الشائكة للحكومة لأنه ملف تجاري وسياسي وأمن قومي

يقول الدكتور أحمد غريب، خبير الاقتصاد، عضو شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية لمحافظة القاهرة، إن القمح من الملفات الشائكة بالنسبة للدولة المصرية  لأنه ملف تجاري وسياسي وأمن قومي، ومثل كل العالم التي تنظر إلى الطاقة والمحروقات على أنها آمان للصناعة خلال العقد الحالي إلى أن يظهر بدائل لها، القمح هو أمان لكل الشعوب التي تعتمد عليه.

Advertisements

علاقة المصريين بالقمح معقدة بعيدة عن تأمين الدولة المصرية لمخصصاته

وأضاف «غريب»، أن علاقة المصريين بالقمح علاقة معقدة بعيدة عن علاقة الدولة المصرية بمخصصات القمح وتجارته وتأمينه، المصريين منذ القدم وهم يربطون القمح بالجنة.

نظرة المصريين للقمح أزلية مع ربط الحضارة المصرية القديمة الجنة بالقمح والشعير

وأوضح أن  الحضارة المصرية الجنة بالقمح والشعير، وكان يقول المصريون القدماء عن الجنة «هي الحقول الخضراء الممتدة من الحنطة أي القمح والشعير »، فهذه نظرة المصريين للقمح منذ قديم الأزل.

القمح كان السبب الرئيسي لاستعمار مصر حيث كانت سلة الغذاء للشعوب قديمًا

وأشار إلى أن المصريين في عهود السابقة كان لديهم اكتفاء ذاتي من القمح، إذ كانت مصر سلة غذاء الإمبراطورية الرومانية بالكامل، وكان سبب استعمار روما لمصر هو تأمين القمح للإمبراطورية الرومانية.

أول شحنة استيراد مصر للقمح مؤرخة بعام 1945 

وتابع: أنه في العهود اللاحقة كان هناك صعودًا وهبوطًا في إنتاجية القمح في مصر لكن كان هناك اكتفاء ذاتي منه، ومن بعد عصر محمد على، وفي الدولة الحديثة وبالمستندات أول تاريخ لاستيراد مصر القمح كان 1945، عندما اضطرت الظروف مصر لاستيراد القمح  لسد الاحتياج، ومن هذا التاريخ إلى يومنا هذا الفجوة الاستيرادية للقمح في تزايد.

د. أحمد غريب خبير الاقتصاد، فيتو

القمح مرتبط بالعقلية المصرية وبروتينهم اليومي في عدة أوجه

وأوضح أن أهمية القمح للمصريين تتمثل في أنه يمد الأسرة المصرية من  25 إلى 27% من احتياجها من البروتين، فهو ليس مادة غذائية هامة فقط بل هو مصدر للبروتين لعوام المصريين، القمح مرتبط بالعقلية المصرية، حيث يربط المصريين حياتهم اليومية بالقمح، إذ عندما يداعب مصري أخر يقول له «كل عيش»، وعند ذهابه للعمل يقول «أنا رايح مشوار في أكل عيش» فالعيش هو جزء من المكون الثقافي المصري، ونحن لدينا عشرات الأنواع منه وإن كان الخبز البلدي أهم نوع.

الدولة المصرية توفر نحو 25 نوعًا من بذور القمح المعتمدة 

وأشار «غريب »، إلى أن مواعيد الزراعة هي من منتصف شهر نوفمبر وإلى حد أقصى أول  شهر ديسمبر، وهي مواعيد لها علاقة بدرجة الحرارة وحجم الضوء المتاح للحصول على أعلى إنتاجية من القمح، الدولة المصرية توفر نحو 25 نوعا من البذور المعتمدة التي منها سخا 94 و98 وجميزة من 9 إلى 13، وبني سويف 1 و3 و5 و7، كل منطقة تجود بنوع واحد من أنواع الأقماح وهناك أنواع تجود زراعتها بشكل عام في مصر.

الأقماح المستوردة من الخارج لا تنافس القمح المصري في جودته

وقال إن حجم الإنتاج المصري يكفي لسد احتياجات المصريين  من 30 إلى 40% سنويًا، وعليه نستورد من 60 إلى 70% من احتياجنا من الخارج، الأقماح التي تستورد من الخارج جيدة، لكنها لا تنافس القمح المصري لأنه غني جدًا بالجلوتين وأغلب العناصر الغذائية، ولا يتم صناعة الخبز من القمح المصري فقط، لأنه إذا تم صناعة الخبز منه فقط سيصبح لون الرغيف أسود ومختلف تمامًا وبه جزء كبير من اللدونة، لذلك يتم خلط القمح المصري مع أقماح أخرى بنسب مختلفة، تختلف باختلاف حسب المنتج والاستهلاك الخاص به. 

الصين تستورد القمح من الخارج بالرغم من أنها أكبر منتج في العالم

وقال «غريب»: إن خريطة الأقماح على مستوى العالم بها أكبر المنتجين إضافة إلى أكبر المستهلكين، أكبر المنتجين هي دولة الصين، لكن استهلاكها المحلي يفوق إنتاجها بكميات قليلة، وعليه تستورد قمح بكميات محددة بالرغم من أنها أكبر منتج في العالم، لكن أكبر فاعلين في تجارة القمح عالميًا، هو دول الاتحاد السوفيتي قديمًا وهم روسيا وأوكرانيا وكازخستان، وعلى استحياء تليهم بعض دول الآسيان، ثم الولايات المتحدة الأمريكية، هؤلاء هم الفاعلين الأساسيين في تجارة القمح عالميًا.

حجم الإنتاج والاستهلاك العالمي من القمح، فيتو

مصر استطاعت «خلخلة» سوق تجارة القمح في العالم بانضمامه لمجموعة بريكس

وتابع: روسيا وأوكرانيا يحتكرون نحو 35 % من التجارة الخارجية للقمح في العالم، والباقي موزع نسبة وتناسب على بقية دول العالم، وبعد إنضمام مصر لدول مجموعة البريكس، استطاعت مصر «خلخلة» سوق تجارة القمح في العالم.

انضمام مصر لمجموعة بريكس ضمن لها سوق ثابت ومنتج للقمح 

وأوضح «غريب» إذ كانت في السابق تفرض بعض الدول شروطًا على توريد القمح لمصر، خلال المرحلة المقبلة مصر عضو ضمن تجمع به منتجين كبار للقمح، ومصر ستستورد وتصدر بالعملة المحلية، التي سيتم تقييمها على أساس الذهب أو سلة عملات، فمصر لم تعد تحتاج إلى توفير النقد الأجنبي للشراء من الأسواق الخارجية، إضافة إلى هذه الأسواق التي منها روسيا والهند، فمصر لديه الأن سوق ثابت ومنتج للقمح يستطيعون الاعتماد على بعضهم في حركة التجارة الداخلية التي ستتعدى مئات المليارات من الدولارات.

الحرب الروسية الأوكرانية على مشارف النهاية بحلول 2025 

وقال «غريب»: إن الحرب الروسية الأوكرانية على مشارف النهاية، أغلب المؤسسات ومراكز الأبحاث العالمية تتوقع أنه بحلول 2025 ستكون انتهت بالكامل، وذلك سيحدث اتزانا في الوضع العالمي، إذ ليس من المهم أو معادلتنا من سيفوز بالحرب، لكن إنتهاء الحرب في مصلحة مصر ودول العالم.

الأسعار العالمية للقمح مهددة بالارتفاع السريع مع تصاعد حجم انتشار فيروس كورونا

 وأضاف أن الأسعار العالمية للقمح مهددة بالارتفاع السريع مع تصاعد حجم انتشار فيروس كورونا،  إذ ارتفعت الأسعار في وقت سابق 100 دولار مرة واحدة وهذا أصاب الموازنة المصرية بمشكلة كبيرة، ولكن إذا استمرت الأمور والوضع كما هو عليه فمن المتوقع أن تظل الأسعار مستقرة.

الزراعات التعاقدية للقمح، فيتو

مصر أكبر المتضررين بالعوامل الخارجية المؤثرة في تجارة القمح عالميًا

وأشار إلى أن مصر هي أكبر المتضررين والمتأثر بالعوامل الخارجية المؤثرة من تجارة القمح، فمصر أكبر مستورد قمح عالميًا، ومن المفيد وجود مصر مع روسيا والهند المنتجين للقمح، وأيضًأ وجودها في تحالف فيها البرازيل وهي من الاقتصاديات الناشئة في العالم، لكن مصر لا يستطيع أن تعتمد على دولة منشأة واحدة أو اثنتين في توريد القمح، فمصر لديها سلة من موردين القمح  وإن كان وجود روسيا والهند في التحالف معنا يسهل الأمور ويجعلها أكثر يسرًا.

الزراعات التعاقدية أحد أهم ركائز الأمن الغذائي المصري

وفيما يخص الزراعات التعاقدية بين الدولة المصرية والمزارع المصري، قال «غريب» هي أحد أهم ركائز الأمن الغذائي المصري، فالدولة تشتري من السوق المصري بالجنيه، وما ندفعه بالجنيه يعود إلى البنوك المصرية والاقتصاد المصري، وعلى أقصى تقدير.

ما أثير حول شراء مصر القمح من شركات عربية على أراضي مصرية مجرد «زوبعة»

 وأشار إلى أن ما اثير حول وجود شركات تابعة لبعض الدول العربية تستثمر في مصر، وأن مصر ستشتري منها القمح، فالذي أثير حولها «زوبعة» لا تستدعي القلق والخوف، فنحن بكل حال من الأحوال كنا نشتري هذه الكميات من الخارج، وكانت تخرج الأموال خارج مصر، اليوم جزء كبير من هذا المال سيتم الإبقاء عليه في صورة مرتبات وحوافز واستثمارات مباشرة وغير مباشرة في الدولة المصرية.

مصر لديها نصف مليون طن مخزون آمن من القمح داخل حدود الدولة المصرية

 وأشار إلى أنه لدينا نحو نصف مليون طن مخزون آمن داخل حدود الدولة المصرية، قد نكون نحتاج من 9 إلى 11 مليون طن، لكن تأمين نصف مليون طن داخل مصر هي خطوة مهمة يتبعها خطوات أخرى أكثر أهمية وهي أن نؤصل لهذه الزراعة.

يصعب وصول مصر إلى الاكتفاء الذاتي من القمح خلال الـ 20 عامًا المقبلة

وردًا على سؤال هل تستطيع مصر الوصول لمرحلة الاكتفاء الذاتي من القمح، قال «غريب» لا أستطيع أن أقول أنه من المستحيل ولكن من الأرجح أنه يصعب الاكتفاء الذاتي من القمح في خلال الـ 20 عامًا المقبلة، لأننا بهذا الأمر سنركز على زراعة القمح، وإذ حدثت المعجزة واستطعنا أن نستكفِ خلال العقدين القادمين من القمح فهذا سيكون على حساب تركيب المحصول المصري، وعلى حساب كتير من المحاصيل الأخرى، فهل من العقل أن نكتفي بزراعة القمح ونصيب المحاصيل الأخرى التي تزرع في العروة الشتوية بشلل أو بعطب، نحن يجب أن نتبنى سياسة زراعية رشيدة، نركز ونكثف من زراعة القمح في المساحات الجديدة مع الإبقاء على النمو المطرد في الزراعات المماثلة في المحاصيل الأخرى، حتى لا نكتفي من القمح ويحدث لنا عجز في محاصيل أو منتج آخر.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية