رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاده، موسوليني الزعيم الذي قتل 500 ألف ليبي وأعدم في ميدان عام بإيطاليا

موسوليني، فيتو
موسوليني، فيتو

في مثل هذا اليوم من عام 1883 ولد بينيتو موسوليني، ديكتاتور إيطاليا، وأحد مؤسسي الحركة الفاشية الإيطالية، والذي تولى الحكم في ظروف صعبة وقتل نحو 500 ألف ليبي، وانتهى أمره محكومًا عليه بالإعدام وشنق في ميدان عام بإيطاليا.   

 

عن حياة ونشأة موسوليني

ولد بينيتو موسوليني وترعرع في قرية دوفيا دي بريدابيو، وهي قرية صغيرة تقع في مدينة فورلي بإقليم إميليا رومانيا شمال إيطاليا، وولد موسوليني لأبوين إيطاليين وقد سمي بينيتو على اسم الرئيس الإصلاحي المكسيكي بينيتو خواريز.

Advertisements

 

يعتبر بينيتو الابن الأكبر لوالديه ولديه شقيقان أصغر منه سنًّا وكانت عائلته فقيرة للغاية وفي فترة طفولته كان همجيًّا ومتهورًا. ومُنع من دخول كنيسة والدته لسوء سلوكه، حيث كان يرمي رواد الكنيسة بالحجارة. 

 

الهجرة إلى سويسرا

في عام 1902 هاجر إلى سويسرا هربًا من الخدمة العسكرية، وخلال هذه الفترة لم يستطع العثور على عمل دائم فيها، وتم القبض عليه بتهمة التشرد وسجن ليلة واحدة، إذ لم يكن بحوزته حينها إلا جواز سفر وشهادة التخرج من مدرسة المعلمين و15 سنتيما.

 

قضى موسوليني الأشهر الأولى من عام 1904 بين جنيف وآنماس في فرنسا المجاورة، وكان يحضر اجتماعات ويلقي محاضرات ذات طابع سياسي ونقابي إضافة إلى مراسلات صحفية مع منشورات ومجلات اشتراكية وفوضوية.

 

وفي شهر أبريل من عام 1904، أفلت – بفضل تدخل حاسم من سلطات كانتون تيشينو – من الإبعاد مجددًا إلى إيطاليا التي حُوكم فيها بتهمة التقاعس عن أداء الواجب العسكري. ثم تحول إلى جامعة لوزان حيث سجل في كلية العلوم الاجتماعية وتابع لبضعة أشهر محاضرات عالم الاجتماع فيلفريدو باريتو والفيلسوف فريدريك نيتشه  وجورج سوريل.

 

 وأثرت أفكار الماركسي تشارلز بيجوي في بعض أعماله لاحقًا، حيث كان يركز على ضرورة إسقاط الديمقراطية الليبرالية والرأسمالية عن طريق استخدام العنف، وأَعجب ذلك موسوليني بشدة.

 

طريقه إلى السُّلطة

عندما أعلنت إيطاليا عام 1911 الحرب على الدولة العثمانية وتحركت لغزو ليبيا، اشترك موسوليني في مظاهرات ضد الحرب وحوكم وسجن لعدة أشهر، وبعد إطلاق سراحه رحب به الاشتراكيون وعينوه رئيسًا لتحرير جريدتهم الوطنية (إلى الأمام).

 

لكن فجأة ودون مقدمات أو مشاورات مع قيادة الحزب الاشتراكي نشر موسوليني مقالًا في الجريدة يطالب فيه إيطاليا بالدخول إلى جانب الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، فطُرِد من عمله والحزب واتُّهِم بالخيانة، وقد فُسِّر هذا التحول بأنه قبض مبلغًا سريًّا من الحكومة الفرنسية.

 

بدأت الحرب العالمية الأولى سنة 1914 ودخلت إيطاليا الحرب، وقضى موسوليني عامين بالجيش وبعد انتهاء الحرب كانت إيطاليا تشهد كثيرًا من المشاكل، حيث لم يكن العمل متوفرًا للجنود العائدين من الحرب، والأسعار عالية، ولم يكن باستطاعة الفقراء شراء حوائجهم، وكانت هناك الإضرابات في المدن وتشكلت العصابات من الفقراء وبيوت الأغنياء تُحرَق. 

 

استشعر موسوليني مزاج الشعب وحالته النفسية وغضب الجنود، ولم يكن راضيًّا عن حياة الفقراء وكان يريد تغيير ذلك وكان يؤمن بأن العنف هو السبيل الوحيد لتحقيق ذلك، ومن ولدت الحركة الفاشية كحركة سياسية منظمة في 23 مارس 1919 ومن خلالها تمكن موسوليني من دخول البرلمان عام 1921.

 

أخذت الفاشية تتوسع بشدة وشكلت فرق مسلحة من المحاربين القدامى والمجرمين وقطاع الطرق، وفي الوقت نفسه علا نجم موسوليني الذي أخذ يلقي الخطب النارية، وبدأ ينظم بتظاهرات كبرى شارك فيها نحو أربعين ألفا من أصحاب القمصان السود الذين جاءوا من مختلف المدن الإيطالية استجابته له.

 

خلال سنوات قليلة وصل تعداد الفاشيين تحت قيادة موسوليني إلى عشرات الألوف يحملون هوية الحزب الذي شكله موسوليني وينعمون بامتيازات كبرى وسط أوضاع متردية سياسيًّا واقتصاديًّا، وخلق موسوليني لحزبه أيديولوجية متعصبة إلى حد التطرف وحاول من خلالها ملئ الفراغ السياسي والأيديولوجي والروحي المتأزم بسبب عدم حصول إيطاليا على أي امتيازات بعد الحرب العالمية الأولى والتي قد وُعدت بها من قِبل دول الحلفاء بعد الحرب العالمية الأولى.

 

موسوليني رئيس وزراء إيطاليا

ونتيجة عجز الحكومة ظهرت زعامة وقوة موسوليني في كسر الإضراب ووقف الانتفاضات الثورية، وعندما فشلت الحكومات الليبرالية في وقف انتشار الفوضى، استجابت المؤسسات الحاكمة لموسوليني بعد أن اتضح تأثيره في إعادة الهدوء للبلاد، ومن هنا بدأ السيطرة على السلطة وأصبح في النهاية الحاكم الوحيد الذي لا يخضع إلا للملك.

 

تحالف هتلر مع موسوليني

كان موسوليني يريد لإيطاليا أن تكون دولة عظمى، وكان مستعدًا لخوض الحروب من أجل ذلك. صادق الزعيم الألماني أدولف هتلر الذي كان معجبًا به، وفي سنة 1939 عقدت إيطاليا وألمانيا معاهدة سميت بالحلف الفولاذي. 

 

سوق موسوليني لأحلام الفاشية بالسيطرة على كل حوض البحر الأبيض المتوسط، وجعله بحيرة إيطالية وإعادة إحياء إمبراطورية تمتد من الحبشة إلى ساحل غينيا الغربي، وغير بالفعل سياسة بلاه اللينة في ليبيا إلى الشدة، ونقض الاتفاقات المعقودة مع الليبين ورفض الاعتراف بالمحاكم الشرعية في المناطق التي يسيطر عليها الطليان. 

 

أثناء محاولاته اليائسة تنفيذ خطته في ترسيخ الاستيطان الاستعماري في ليبيا، قتل 200 ألف مواطن ليبي طوال ثلاث سنوات فقط قبل عثوره على الزعيم عمر المختار واعتقاله، وإعدامه  رغم سنه الذي جاوز الخامس والسبعين عام 1931 بمركز «سلوق» في بنغازي. وواصل الإيطاليون تحت راية أفكار موسوليني استباحتهم للشعب الليبي، إضافة إلى مصادرتهم الأراضي الليبية من أصحابها، وشجعوا هجرة الإيطاليين إلى ليبيا وأمدوهم بالأموال وفتحوا لهم المدارس.

 

غزا أيضا إثيوبيا أيضا في أكتوبر 1935، دون إعلان حرب على اعتبار أنها اقل من أن تستحق هذا الشرف، وكان لتوه قد انتهى من سحق ثورة عمر المختار في ليبيا بوحشية بالغة. 

 

الحرب العالمية الثانية

مع الوقت بدأ الأثر السلبي لأفكار موسوليني تظهر على البلاد، إذ زج بها في الحرب العالمية الثانية وتحالف مع ألمانيا واليابان (دول المحور) وإعلان الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية.

 

بحلول عام 1942 كانت إيطاليا على الهاوية. جيشها مهزوم وجائع ولديهم نقص في العتاد والسلاح، وكان هناك نقص في المؤن داخل إيطاليا نفسها. وغضب الشعب وزادت السخط على سياسة توريط البلاد في أزمات صعبة، ثم تحول الغضب نحو موسوليني نفسه، وسياسته التي جرت عليهم احتلال البلاد من قبل الجيوش البريطانية والأمريكية.

 

مع الوقت أصبح موسوليني عدو الشعب الأول وأمر الملك باعتقاله فاعتقل وسجن مع أغلب معاونيه، وجرى إعدامه يوم 29 أبريل مع 15 من كبار معاونيه وتم وضعهم مقلوبين من أرجلهم في محطة للبنزين في مدينة ميلانو. وتعتبر هذه الطريقة في الإعدام مخصصة للخونة في روما القديمة التي حاول موسليني إعادة أمجادها.

 

وعُرِضت في ساحة عامة بميلانو معلقة من الأرجل أمام محطة لتزويد الوقود، وجاءت الجماهير تسبهم وتشتمهم وتبصق عليهم وترميهم بما في أيديهم، وفقدت بعض الجماهير السيطرة على أنفسهم فأخذوا بإطلاق النار على الجثث وركلهم بالأرجل. 

 

بعد قتل موسوليني قُتِل كثير من الفاشيست في القرى والمدن، حيث وُضِعَت جثثهم في سيارات نقل الأثاث وتجولت بهم في شوارع ميلانو. بعد انتهاء كل شيء أُخِذَت الجثث ودُفنت سرًا في ميلانو. وفي سنة 1957 سُلمت جثة موسوليني لأهله لتُدْفَن قرب مدينته التي ولد بها.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية