رئيس التحرير
عصام كامل

عن ما جرى في نقابة المهندسين!

أخطأ الذين سعوا إلى سحب الثقة من نقيب المهندسين مرتين.. مرة عندما فكروا في ذلك، توقيتا وموضوعًا.. فهم اختاروا أن يقوموا بمحاولتهم هذه فى توقيت تطغى فيه لهجة الحوار على نهج الصدام السياسى، حيث بدأت فعاليات الحوار الوطنى بنشاط وفعالية مؤخرا.. 

 

كما أن الدوافع الخاصة كانت ظاهرة في دعوتهم لسحب الثقة من نقيب المهندسين الذى تمسك بقرار للجمعية العمومية للنقابة يقضى بعدم الجمع بين عضوية مجلس النقابة وعضوية مجالس إدارات الشركات التابعة لها لوجود تضارب للمصالح.. 

Advertisements

 

أما المرة الثانية التى أخطا فيها هؤلاء فقد جاءت بعد أن أوضحت صناديق الانتخابات أنهم أخفقوا في محاولاتهم لسحب الثقة من النقيب فأعلنوا رفضهم بعنف للنتيجة! وهكذا.. كانت خسارة هؤلاء مزدوجة!

 
وخسارة مجموعة أعضاء لنقابة مهنية أمر عادى ويحدث في كل مرة يتم فيها الاحتكام لصندوق الانتخابات.. غير أن ما حدث في نقابة المهندسين مؤخرا تجاوز نطاق تلك النقابة و(طرطش) على المجال السياسى كله.. 

 

فإن السعى لسحب الثقة من نقيب المهندسين جاء بعد حديث تم تداوله عن التبكير بالانتخابات في البلاد، رغم أننا لم نفعل ذلك إلا في يونيو2013، بعد أن سعى حكم الإخوان الفاشى لسلبنا هويتنا الوطنية واستهداف كيان دولتنا الوطنية.. 

 

ولذلك إختار هؤلاء أسوأ توقيت لدعوتهم لسحب الثقة من نقيب المهندسين، دون مراعاة لمحاولات القيادة السياسية للتوصل إلى توافق وطنى عبر حوار سياسى شامل يشارك فيه الجميع إلا من تلوثت أيديهم بدماء المصريين أو حرضوا على ممارسة العنف.

  


وهذا كله يؤكد كم نحن في حاجة لعقليات سياسية تتسم بالحنكة والحكمة والمهارة، ولا نحتاج لهواة السياسة الذين لا يجيدون فنون العمل السياسى، وكل ما يهمهم فقط هو فرض إرادتهم  وحدتهم بالقوة على الغير! نحن نحتاج لمن يغلب مصلحة الوطن على المصالح الخاصة.

الجريدة الرسمية