رئيس التحرير
عصام كامل

انتخابات الغد

دوما كانت انتخابات نقابة الصحفيين مناسبة طيبة لاجتماع أكبر عدد من الصحفيين مختلفي المشارب والأعمار والانتماءات السياسية والمواقع الصحفية.. ودوما كانت الانتخابات تتسم بالنزاهة وتعبر نتائجها عن إرادة الصحفيين حتى وإن حظى بعض المرشحين بدعم رسمي من هنا أو هناك.. 

 

ولذلك كان الصحفيون يفاخرون النقابات الأخرى بانتخاباتهم الحرة التي تعبر رغم حدة التنافس بينهم عن وحدتهم، ولذلك لم تتعرض النقابة لسيطرة خارجية مباشرة.. وهذا هو المأمول في انتخابات نقابة الصحفيين المصريين التي من المقرر أن تجرى غدا إذا اكتمل النصاب القانوني للجمعية العمومية التي تدعى للمرة الثانية.

 
فهذه الانتخابات تجرى وصحافتنا تعيش أكبر تحديات واجهتها منذ أن عرفت البلاد هذه المهنة التي يطلق عليها مهنة البحث عن المتاعب واعتبرها آخرون بمثابة سلطة رابعة.. 

 

ومن خلال متابعة دقيقة عن كثب للحملات الانتخابية للزملاء المرشحين يرى البعض أن أكبر التحديات يتمثل في تزايد الضغوط الاقتصادية على الصحفيين لأن دخولهم لم تعد تمكنهم من إحراز مستوى معيشي مناسب لهم.. بينما يرى آخرون أن التحدى الأكبر يتمثل في تراجع المهنية لدى قطاع واسع من الزملاء بعد توقف تداول الخبرات بين الأجيال.. 

 

وهناك فريق ثالث يرى أن التحدى الأولى بالاهتمام هو وجود زملاء محبوسون يتعين الإفراج عنهم مثلما يتعين أن تتوفر حرية النشر والتعبير لدى صحافتنا.

 
ولا شك أن كل هذا تحديات مهمة تواجه صحافتنا القومية والخاصة والحزبية، سواء الورقية أو الإلكترونية.. لكن في تقديري أن التحدي الأكبر الذى يواجه الصحفيون الآن يتعلق أساسا بالخطر الذي يتعرض له مستقبل صحافتنا.. 

 

 

ولذلك نحن نحتاج إلى نقابة قوية قادرة على مواجهة هذا الخطر بقوة وشجاعة والأهم بالتوافق بين أعضاء مجلس إدارتها وإن تباينت رؤاهم وتنوعت أفكارهم.. وهذا في أيدى كل الزملاء والزميلات غدا.

الجريدة الرسمية