رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

من مصر إلي الأردن مبروك ودامت أفراحكم !

زرنا الأردن الشقيق عدة مرات.. أولها كنت جامعيا صغيرا ذهبت لمؤتمر للشباب العربي حيث تشرف عليه منظمات وجمعيات قومية عربية تستهدف الوحدة بين العرب، ولجأت إلي الشباب لترسيخ الفكرة علي أن يعقد كل عام في أحد الأقطار العربية.. 

 

وكان من حظنا أن وافقت المملكة الأردنية علي استضافة المؤتمر بعنوانه الشهير "المخيم القومي العربي" وكنت رئيسا للوفد المصري.. رعاية المؤتمر كانت للأمير الحسن بن طلال وكان وليا للعهد مسئولا عن مهام عديدة.. 

 

الأمير الحسن بن طلال مثقف عروبي تمتد اهتماماته إلي متابعة التيارات الثقافية العربية بما فيها الشعر والأدب، وظل شريكا في رعاية الأردن مع شقيقه الملك الراحل حسين بن طلال أكثر من خمسة وثلاثين عاما، حتي قرر الملك حسين أن يتولي جيل جديد صناعة مستقبل الأردن وبناء بلد عصري حديث!


في عجلون، واحدة من أجمل مدن الأردن حيث الطبيعة خلابة للغاية، وكان بالقرب منها مقر إقامة الشهيد البطل عبد المنعم رياض وقت القيادة العربية العسكرية المشتركة! ومع ذلك زرنا كل الأردن.. مدنه وقراه.. من العقبة إلي البحر الميت.. ومن إربد إلي الزرقاء وغيرها بما فيها ريف الأردن الطيب ومؤسساته.. برلمانه وجامعاته وصحفه الشهيرة وغيرها وغيرها!


في العاصمة وفي الزيارات التالية كانت الساحة الهاشمية -أقرب إلي حي الحسين والسيدة زينب بالقاهرة- برائحتها الزكية الرائعة حيث تختلط فيها رائحة القهوة بمرفقاتها التي تتميز بها الأردن برائحة أجمل البهارات مع روائح الطعام القادمة من توابع الساحة (الميدان) والشوارع المحيطة..

 

كانت صورة الأميرة هيا وغرامها بالفروسية في أماكن عديدة.. الأردن بلد إذا زرته أحببته.. وشعبه إذا تعاملت معه أحببته أيضا.

 

والخلاصة كانت: نقف أمام شعب غاية في الطيبة والكرم.. محب للعرب.. يحتضن اليوم مليون وربع المليون مصري، وأسرة حاكمة رفعت كلفتها -تقريبا كاملة- بينها وبين شعبها.. تقل إلي حد التلاشي صور التميز عن الشعب، ويبدو جليا الالتزام العائلي الصارم وربما كان هناك مجلس للعائلة الهاشمية يتصدي لأي أزمات -عائلية وسياسية- ويحاصرها بسرعة وذكاء وبما يحافظ علي هيبة العرش ومن يعتليه ووحدة العائلة ومصلحة البلاد! 

 

ويبقي التسامح أحد ملامح الحكم هناك خصوصا مع المعارضين والمختلفين حتي نعرف أسماء عديدة لمسئولين ووزراء من زيد الرفاعي إلي طاهر المصري إلي الدكتورة ليلي شرف وغيرهم، ونعرف -كصحفي- معارضين ونقابيين من كافة الاتجاهات خصوصا الاتجاه القومي والناصري وليس -طبعا- الإرهابي والإخواني طبعا! 

ونعرف عشائر وعائلات الأردن عربيات والرواشدة والعايد والعوازم والشواكرة وشبيلات ومجالي وغيرها وغيرها!

  
بعيدا عن السياسة.. والخلافات فيها قانونها الرئيس.. يستحق الأردن  - وقد استفاد من تجارب الماضي- الفرحة.. وهو بإمكانياته البسيطة يصنع بلدا متقدما حتي لو عاني من أزمات عديدة.. لكنه يمتلك قدرات بشرية هائلة وإمكانيات علمية كبيرة وبنية أساسية تعليمية صاعدة وواعدة ولو امتلك حقل بترول واحد -واحد فقط- لتغير الأمر تماما!

 


من الشعب المصري إلي الأردن كله.. مبروك للأردن.. العائلة الحاكمة وجلالة الملك عبد الله وزوجته جلالة الملكة رانيا وأسرته وللأميرة الجميلة وللزوج المحترم.. ومبروك للأهل في الأردن الشقيق.. وحمى الله الأردن وحفظه وكل بلادنا العربية..  

Advertisements
الجريدة الرسمية