رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تعقيم زبالة مصر!!

ملحمة إنسانية تدور وقائعها في شوارع وحوارى مدينة إدكو بالبحيرة، شباب يحملون على ظهورهم معدات تعقيم القمامة ضد الملاريا وذلك بقرار من السيد رئيس المدينة بارك الله فيه وعليه.. الشباب المنتشرون بأعداد غفيرة يقومون بعمل وقائي عظيم حيث انتشرت القمامة وأصبحت ظاهرة مرضية خطيرة تهدد الجميع بنشر مرض الملاريا بين المواطنين، فلم يكن من المدينة إلا قرار المواجهة، وبالطبع تم تجهيز الوحدة بالمعدات والأدوات والمواد اللازمة لتعقيم الزبالة خشية تكاثر الناموس وبالتالي يصبح الخطر أكبر.


وبالطبع فإن وحدة تعقيم الزبالة ستحصل على مكافآت نتيجة لعملها العظيم وجهودها الجبارة في مطاردة الناموس واغتياله بعد انتهاء موسم التعقيم.. وقد يصبح لزاما على الوحدة وضع خرائط تفصيلية بما جرى تعقيمه حتى لا يتكرر تعقيم ما جرى تعقيمه فيكون إهدارا للمال العام وإهدارا لجهود هؤلاء الشباب.


وقد يتصور البعض أن قرار التعقيم غريب وشاذ إذ إن رفع تلال القمامة وأهراماتها والتعامل معها في مدافنها المخصصة لهذا الأمر أولى من فكرة التعقيم.. ولهؤلاء السذج نقول: كيف ترضون لوحدة مكافحة الملاريا بمدينة إدكو أن تجد نفسها وهى تعانى من بطالة مزعجة وقد يتناولها البعض بأحاديث الإساءة لا سمح الله.

 

رفع القمامة من مواضعها هو التصرف الساذج لبعض المدن في مصر المحروسة أما فكرة التعقيم فهي اختراع متطور للسادة القائمين على مركز ومدينة إدكو حتى لا يقال إن "زبالة البلد" لا قدر الله غير معقمة.
 

 

ولك أن تتصور مدى سعادة أهالى إدكو بعد تعقيم "زبالتهم" وكيف يتركون أولادهم يلعبون دون خوف أو رهبة من فكرة انتشار الملاريا بينهم.. وكما قال الريحانى في فيلم أبو حلموس "شيء لزوم الشيء" فالتعقيم يعنى تكوين مجموعات ويديرها آخرون وأعمال تمتد لأيام ومكافآت وحوافز ومشتريات وهكذا تدور الدائرة ويتقدم الاقتصاد المصري ويعبر أزمته الطاحنة!!

Advertisements
الجريدة الرسمية