رئيس التحرير
عصام كامل

إلياس بن جامع الإربلي، الرحالة في خدمة تدوين المذهب الشافعي

إلياس بن جامع، الإمام
إلياس بن جامع، الإمام المخلص للشافعية، فيتو

في مثل هذا اليوم من عام 1204 توفى العالم المسلم إلياس بن جامع الإربلي، أحد رموز العلماء المسلمين في القرن السادس الهجري ـ الثاني عشر الميلادي، والإمام الشافعي الكبير. 

 

حياة إلياس بن جامع الأربلي ونشاته 

 

هو إلياس بن جامع بن علي بن أبي كامل بن أبي طالب العبدي، أبو الفضل الإربلي، ولد في 14 أكتوبر 1156 بمدينة إربل وتفقه فيها ثم رحل إلى بغداد طلبًا للفقه فأقام بها زمانًا طويلًا وكتب الكثير من حديثها بيده، وسمع من رجال الحديث وروى عنهم.

 

وصف ابن الشعار إلياس بن جامع الإربلي  أن كان وافر الهمّة كثير الكتابة والتحصيل.» سافر إلى بغداد طالبًا للحديث النبوي في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة وأقام بها مدة يتفقه بمدرستها النظامية على مذهب الشافعي.

 

رحل إلياس بن جامع الأربلي  كثيرا في طلب العلم وتدوين كل ما يخص الشافعية وعاد إلى بلده، وسمع منه جماعة من الإربليين والواردين إليها، وانتفع به طلاب. وكان «صدوقًا ثقة مأمونًا».

 

توفي إلياس بن جامع الإربلي يوم الإثنين 9 ديسمبر 1204 بإربل ودفن بظاهرها في شرقيها قريبًا من مقبرة أحمد الزرزاري الزاهد.

 

عن الشافعية 

 

الشافعية أو المذهب الشافعي أو الفقه الشافعي اشتهر هذا المصطلح منذ البدايات المبكرة لنشوء المدارس الفقهية السنية المختلفة، وظهر في حياة الإمام محمد بن إدريس الشافعي (150-204 هـ) الذي ينسب إليه المذهب الشافعي.

 

ويعتمد المذهب الشافعي في استنباطاته وطرائق استدلاله على الأصول التي وضعها الإمام الشافعي بشكل عام، لكن ليس بالضرورة أن تتوافق آراء المذهب الشافعي مع آراء الإمام الشافعي نفسه، بل قد يكون المذهب استقر على ورجّح خلاف ما رجحه الشافعي، لكن الأصول وطرائق الاستدلال واحدة.

 

ومما يُذكر أن الإمام الشافعي يُعد أول من دوّن كتابًا متكاملًا في العلم المعروف بأصول الفقه وذلك في كتابه الشهير الرسالة، كما دوّن كتبًا أخرى منها: الحجة وهو الكتاب الفقهي الذي دوّنه أولًا في العراق ثم أعاد تأليفه وغير مذهبه في بضع عشرة مسألة فقهية فيه عندما سكن القاهرة وسمى الكتاب الأم.

 

بدأ الطور الأول والتكوين والنضج في المذهب عند زيارة الإمام الشافعي الثانية إلى بغداد سنة 195 هـ إلى وفاته سنة 204 هـ، إذ تطور المنهج في مرحلتين أساسيتين؛ هما  المرحلة الأولى: ما بين عامي (195 هـ) و(199 هـ)، وهي مدة إقامته في العراق؛ وفيها ظهر مذهبه القديم؛ مستقلًا به عن اجتهادات شيخه الإمام مالك بن أنس في أصوله وفروعه.

أما المرحلة الثانية فكانت ما بين عامي 199 و204 هـ، وهي مدة إقامته في مصر؛ وفيها نَقَّح مذهبه القديم وحرَّره؛ فغيَّر عددًا من اجتهاداته، وصحَّح بعض أقواله؛ وقد ضمَّنها كتبه التي ألَّفَها في مصر، وهو ما سُمِّي بعد ذلك بـالمذهب الجديد، وتمثَّلت في كتابَيْهِ الأم في الفقه، والرسالة الجديدة المصرية في أصول الفقه.

الجريدة الرسمية