رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى وفاته.. من هو عبد الرحمن العبدلياني أشهر فقهاء العصر العباسي والمذهب الحنبلي

صورة متخيلة للإمام
صورة متخيلة للإمام أحمد بن حنبل

الإمام عبد الرحمن العبدلياني أحد أبرز فقهاء العصر العباسي وأكثر علماء المذهب الحنبلي شهرة في القرن السابع الهجري ودرس العلم والثقافة الإسلامية حتى وفاته في 29 نوفمبر من عام 1285. 

 

حياته ونشأة عبد الرحمن العبدلياني

هو الإمام نور الدين عبد الرحمن بن عمر البصري العَبدَليّاني (1 مارس 1227 - 29 نوفمبر 1285) ويختصر اسمه إلى عبد الرحمن العبدلياني ويعتبر أحد أبرز فقهاء ومفسري القرن السابع الهجري.

 

ولد عبد الرحمن العبدلياني في قرية عبدليا من نواحي مدينة البصرة العراقية وإليها نسبته، وفي صغره فقد نور عينيه وأصبح كفيفا  ومع ذلك أذن له بالإفتاء سنة 648 هـ/ 1250 م. 

 

رحل إلى بغداد سنة 657 هـ/ 1259 م وفوض إليه التدريس للحنابلة في المدرسة البشيرية ثم في المدرسة المستنصرية سنة 681 هـ/ 1283 م ومع شيوع صيته لقب بـالعلامة والعالم الحنبلي الكبير. 

 

عبد الرحمن العبدلياني في روايات أعلام الإسلام 

ذكره السيوطي في طبقات المفسرين وقال عنه «عبد الرحمن بن عمر بن أبي القاسم العلامة نور الدين البصري العبدلياني الحنبلي ولي تدريس المستنصرية بعد ابن عكبر وله تصانيف منها كتاب جامع العلوم في التفسير وشرح الخرقي والشافي في المذهب وله طريقة في علم الخلاف.

 

استمر عبد الرحمن العبدلياني يلقي العلم على طلابه حتى توفي في 1 شوال 684 هـ/ 29 نوفمبر 1285 م في بغداد ودفن بمقبرة الإمام أحمد بن حنبل بباب حرب.

 

عن الفقه الحنبلي 

ينسب الفقه الحنبلي الذي درسه  عبد الرحمن العبدلياني  للإمام أحمد بن محمد بن حنبل أبي عبد الله الذهلي (164هـ - 241هـ) وهو مذهب فقهي من المذاهب الفقهية الشهيرة الأربعة عند أهل السنة والجماعة كالمذهب الشافعي، والمذهب الحنفي، والمذهب المالكي.

 

وبخلاف عبد الرحمن العبدلياني ذكر ابن القيم الأصول التي بنى عليها الإمام أحمد فتاويه خمسة وأولها النصوص، فإذا وجد النص أفتى بموجبه، ولم يلتفت إلى ما خالفه، ولذلك قدم النص على فتاوى الصحابة.

 

الركن الثاني ما أفتى به الصحابة ولا يُعلم مخالف فيه، فإذا وجد لبعضهم فتوى ولم يعرف مخالفًا لها لم يتركها إلى غيرها، ولم يقل إن في ذلك إجماعًا بل يقول من ورعه في التعبير: «لا أعلم شيئًا يدفعه».

 

الركن الثالث، إذا اختلف الصحابة تخير من أقوالهم ما كان أقربها إلى الكتاب والسنة، ولم يخرج عن أقوالهم، فإن لم يتبين له موافقة أحد الأقوال حكى الخلاف ولم يجزم بقول، قال إسحاق بن إبراهيم بن هانئ: قيل لأبي عبد الله: «يكون الرجل في قومه فيُسأل عن الشيء فيه اختلاف»، قال: «يفتي بما وافق الكتاب والسنة، وما لم يوافق الكتاب والسنة أمسك عنه».

 

الركن الرابع، الأخذ بالحديث المرسل والحديث الضعيف إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه، وهو الذي رجحه على القياس، وليس المراد بالضعيف عنده الباطل ولا المنكر ولا ما في روايته متهم بحيث لا يسوغ الذهاب إليه وفي ذلك قال ابن قدامة: مراسيل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مقبولة عند الجمهور. 

 

الركن الخامس في المذهب الحنبلي القياس، فإذا لم يكن عند الإمام أحمد في المسألة نص، ولا قول الصحابة أو واحد منهم، ولا أثر مرسل أو ضعيفًا، ذهب إلى القياس، فاستعمله للضرورة كما قال ابن القيم.

وقد رُوي عن الإمام أحمد أنه قال: «سألت الشافعي عن القياس فقال: إنما يُصار إليه عند الضرورة». وقول أحمد بالقياس واعتباره حجة في الأحكام الشرعية يتمشى مع منهجه السلفي، واتباع الصحابة رضوان الله عليهم على وجه الخصوص، فقد استعملوا القياس.

الجريدة الرسمية