رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا نحتاج إلى دراسات إسلامية تناسب تحديات العصر؟

لافتة ترفض خلط الدين
لافتة ترفض خلط الدين بالسياسة

خلال السنوات الماضية نادى الكثير من الخبراء بأهمية تقديم دراسات إسلامية ضمن الوجبات المعرفية للطلاب في مستويات الدرسة المختلفة، إذ  تعرضت البلدان الإسلامية لأقوى تحديات ربما في تاريخها كله، تطرف وقتل وعنف وإرهاب وجحافل من التيارات التي تريد خنق المستقبل لصالح أفكار عفى عليها الزمن. 

دراسات إسلامية جديدة من أجل المستقبل 

 

يقول الدكتور خليفة مبارك إن إعادة النظر في ما يقدم من دراسات إسلامية للطلاب إحدى القضايا التي تفرض نفسها بشكل كبير على الجامعات والمعاهد والمراكز الدينية، فلقد أصبحت الحاجة ملحة في استثمار المعارف الإنسانية والعلمية في تنمية الأوطان وبناء الإنسان.

 

أضاف: يجب إقامة مؤتمرات علمية بما يساعد على تقديم دراسات إسلامية في الجامعات ترسخ لدى الأحيال الجديدة قيم المواطنة والتعايش، لافتا إلى ضرورة مشاركة ممثلي المؤسسات الدينية الكبرى في عالمنا العربي والإسلامي كالأزهر الشريف و«القرويين» و«الزيتونة» وممثلي جامعات من مختلف دول العالم كالسعودية وموريتانيا والجزائر والبحرين والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وغيرها. 

 

يوضح الباحث أهمية مناقشة محاور أساسية عدة تتعلق برؤية ومضمون وتقدم دراسات إسلامية، انطلاقا من مجال العلوم الشرعية بحيث تبرز علاقة الدين  وتعزيزه للعلوم الإنسانية. 

 

لفت الكاتب إلى وجود أهمية كبرى لاستثمار في بناء دراسات إسلامية على ضوء الحاجات الواقعية، لخلق رؤية وطنية ودينية تنبني بها العلاقة مع الأوطان على قيم الحب والوفاء والصدق والأمانة والمواطنة الصالحة. 

 

وتابع: أي دراسات إسلامية من هذا النوع ستساهم في احترام الوطن وقوانينه، وتجعل مصلحته فوق أي اعتبار، وتحافظ على مكتسباته الفكرية والمادية.

 

أهمية إيجاد دراسات إسلامية للواقع العربي 

 

وأشار الباحث إلى وجود ما يستدعي تجديد وتطوير دراسات إسلامية في الجامعات لتقديم تفسير حضاري للقرآن الكريم يعتني بالقيم الخلقية وتكون قيمة الرحمة أصلًا في تفسير النصوص الشرعية، عبر النظر إلى القرآن نظرة كلية شمولية، تُعين على نقض جملة من القراءات التفسيرية التي تتخذ الاجتزاء مسلكًا لها.

 

تابع: تستدعي فكرة إعادة بناء دراسات إسلامية ان تكون هناك قراءةً جديدة للسيرة النبوية بما يعكس قيم المواطنة والتعايش في سيرة النبي، كما ينبغي إعادة قراءة الفقه وفق واقع الدّولة الوطنية أو بعبارة أخرى الانتقال من دولة الفقه إلى الدولة الوطنية.

 

اختتم: يجب تجديد فهم المادة الفقهية لأي دراسات إسلامية في سياقها التاريخي، من غير إسقاط حرفي لها على الواقع جملة من المفاهيم التاريخية، كالخلافة، والخليفة، وكجهاد الطلب، والجزية، وأهل الذمة، وغيرها من المفاهيم التي أصبحت صناعة تاريخية لا تمت للواقع بصلة. 

الجريدة الرسمية