رئيس التحرير
عصام كامل

لبلبة: وهبت عمري كله للفن واستحق تكريمي عن هذا التاريخ الطويل ( حوار )

الفنانة لبلبة
الفنانة لبلبة

"أمى" هي كلمة السر وراء كل نجاح فى حياتي وكانت تهيم عشقًا بالفنون
 

نيازي مصطفي وأبو السعود الإبياري وراء تحويل اسمي من “نونيا لـ ”لبلبة"
 

حسين صدقي علّمني التمثيل..و100 جنيه أول أجر حصلت عليه
 

قدمت مع محمد عبد العزيز أجمل الأفلام وكانت تجمعني به كيمياء حقيقية
 

تجمعني بعادل إمام علاقة خاصة جدًا وأحمد زكي كان ممثلًا جبارًا
 

فيلم "ليلة ساخنة" جلب لي الكثير وحصلت من خلاله على جوائز عديدة
 

الرياضة سر الشباب الدائم واشتريت جهازًا للمشي بالمنزل


 

كرّمت الدورة الـ44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي النجمة  الساحرة نونيا أو الشهيرة بـ"لبلبة"، ومنحها المهرجان جائزة الهرم الذهبي لـ"إنجاز العُمر"، إذ تُعتبر هى الفنانة الوحيدة على مستوى العالم التي لم تتوقف مسيرتها الفنية منذ سن الرابعة وحتى الـ 73 عامًا.


فعلى مدار سنوات وسنوات وثقت الشاشة المصرية والعربية مراحل عمرها منذ الطفولة مرورًا بمراحل المراهقة والشباب والنضح وحتى دور الجدة. 
برزت موهبتها الفنية منذ الصغر، إذ كانت تهوى تقليد كبار الفنانين، وتجيد الرقص والغناء، وشاركت لبلبة في بطولة ما يقرب من 88 فيلما أبرزها "ليلة ساخنة، مولد يا دنيا، البيت السعيد، عريس من جهة أمنية، ضد الحكومة، قاضي الغرام، حب فوق البركان، الشيطانة التي أحبتني، البعض يذهب للمأذون مرتين، محطة الأنس، النعامة والطاووس، وش إجرام، حسن ومرقص، وأخيرًا الفيل الأزرق".


كما قدمت لبلبة للتليفزيون 5 أعمال درامية هي "دايما عامر، وصاحب السعادة، ومأمون وشركاه، والحفار، والشارع اللي ورانا".. ويضم الأرشيف الفني للبلبة ما يقرب من 260 أغنية قدمتها عبر مسيرتها الفنية، ومن بينها 35 أغنية للأطفال.
للدخول أكثر فى عالم تلك النجمة التقتها "فيتو" للكشف عن كواليس اقتناصها جائزة الهرم الذهبي.. وكواليس رحلة سبعين عامًا بالفن.. وإلى نص الحوار:

 

*بدايةً.. كيف استقبلتِ خبر تكريمك بالهرم الذهبي لإنجاز العمر بمهرجان القاهرة السينمائي؟

اتصل بى صديقي الفنان الكبير حسين فهمي وبدأ حديثه بـ:"يا نونيا عملتي كام فيلم" فرددت قرابة الـ 88، ليخبرني بأن مهرجان القاهرة السينمائي الدولى سيمنحني جائزة “الهرم الذهبي” لإنجاز العمر.


وعقب حسين على هذا الخبر قائلًا: أنتي العمر كله، خدمتي الفن منذ صغرك وتستحقين هذا التكريم.. وما كانت مشاعري سوى الفرح والبكاء فى الوقت ذاته. 


لقد خدمت الفن العمر كله، وهبت عمري كله للفن، كل يوم كل ساعة وكل لحظة، طفولتي وشبابي  لذلك أستحق تكريمي عن هذا التاريخ الطويل في الفن.. فهذا التكريم جعلني أشعر بأن سنوات عمري التي وهبتها للفن لم تضع هباء.


وأتذكر تفاصيل تلك المكالمة بيني وبين حسين فهمي "رئيس المهرجان" وأتذكر عندما أُغلقت جلست طويلًا أتذكر إرثي الفني على مدار سنوات عملى المختلفة وأتذكر أفضل أدواري، وأستعيد مشواري الفني وكأنه شريط سينما يمر أمامي.

*رحلة ثرية ومتميزة.. كيف بدأ المشوار الفني لطفلة بعمر الـ4 سنوات؟


كلمة السر وراء كل نجاح فى حياتي هي "أمي"، تلك السيدة التي كانت تهيم عشقًا بالفنون على اختلاف تصنيفاتها، فهي أول من أخذتني لشركة إنتاج فى أوبرج الأهرام، وكانت تقُيم شركة الإنتاج مسابقة خاصة للهواة.


ورغم أن دوري لم يكن جاء لبدء العرض الخاص بي، ولكني عندما سمعت الموسيقى فى أرجاء المكان صعدت على إحدى الترابيزات ولفت أنظار الجميع، وحصلت على جائزة المركز الأول فى المسابقة. 


كذلك بدأ المشوار الفني عندما منح المخرج نيازي مصطفي "كارت" لأمي وسألها أجمل سؤال من وجهة نظري وهو: هل ابنتك تحب تطلع فى السينما؟.. وسرعان ما أخذتني أمي لشركة الإنتاج الخاصة بنيازي مصطفي وأبو السعود الإبياري وهما من حولا اسمي من “نونيا لـ ”لبلبة"، لأنه اسم فني أكثر


ووقعت أمي أول عقد فيلم لي بمبلغ 100 جنيه كمديرة أعمالي وكان ذلك فى فيلم “حبيبتي سوسو” بطولة الفنان حسين صدقي، الذي لعب دورا محوريا فى حياتي الفنية ولا أتذكره إلا بكل الخير، حيث أسهم نجاحي أمامه فى فيلم "حبيبتي سوسو" اسهاما كبيرا فى مسيرتى، وهذا التألق الذي ظهرت به ولد نجاحات متتالية معه ومع كبار النجوم كـ الفنانة ماجدة، والفنان أنور وجدي الذي صورت معه فيلم "أربع بنات وظابط"، وكذلك ليلى مراد. 


لكن الفضل كل الفضل فى مسيرتي الفنية بعد الله وبعد أمي هي مساعدات الفنان حسين صدقي الذي علمني فى بداياتي كيف يختار الممثل دوره، وكيف يتحول الفنان من ذاته إلى الشخصية التي يُجسدها


فهذا التحول الجميل لم يكن سهلًا على طفلة وإنما بإرشادات حسين صدقي أصبح أكثر يسرًا، كما أعطاني قواعد خاصة من أبرزها؛ أن الغرور أول أسباب فشل النجوم فلا أغتر مهما كانت نجاحاتي، وجملته الشهيرة من احترم نفسه الناس تحترمه.


فمن خلال أول فيلم معه تعلمت المعنى الحقيقي للسينما، وبالفعل تعلمت كيف أتحول من نونيا لـ لبلبة، ومن الأخيرة إلى سوسو أو توتو أو غيرهما من الشخصيات المختلفة، ومرت سنوات العمر ولم أدر بنفسي إلا وأنا فنانة.

*70 سنة فن.. ما هى أقرب الأدوار لقلبك.. وأبرز النجوم التي جمعتك بهم كيمياء خاصة؟


أنا دائمًا محظوظة بالعمل مع الكبار، سواء كبار المخرجين كـ يوسف شاهين، عاطف سالم، عاطف الطيب، سمير سيف، ومحمد عبد العزيز الذي يعد أكثر مخرج قدمت معه أجمل الأفلام، حيث كُنت احترمه وأُقدره كثيرًا وكانت تجمعني به كيمياء حقيقية.


وقدمنا سويًا  “البعض يذهب للمأذون مرتين”، ومنحني البطولة لأول مرة مع الزعيم عادل إمام في فيلم “خلّي بالك من جيرانك” تلاه الفيلم المُحبب لقلبي “عصابة حمادة وتوتو”، كذلك قدمت مع البديع يوسف شاهين فيلم “الآخر” وعلاقتي بيوسف شاهين لم تكن تجمعني بيه كيمياء وحُب فقط وإنما له الفضل الكبير على، فهذا المخرج هو من جعلني اتعلم كيفية التحضير العميق للدور الذي سأجسده، وعلمني أن اتبع طقوسًا خاصة قبل التصوير، ومنها مثلًا أن أجلس فى قلب ووسط ديكور العمل حتى أتشبع من إحساس المكان.


كذلك تجمعني بالزعيم عادل إمام كيمياء خاصة جدًا جدًا.. وهو ما يظهر  جليًا على شاشات السينما الذهبية أو الشاشة الصغيرة، كذلك العملاق الراحل نور شريف الذي جسدت معه واحدًا من أجمل أدواري الذي أعتز بيها للغاية وهو فيلم "ليلة ساخنة" أو كما أُطلق عليه ليلة القدر، فهذا الفيلم جلب لي الكثير وحصلت من خلاله على جوائز عديدة.


وأيضًا علاقتي مع الممثل الجبار "أحمد زكي"، والأفلام التي تشاركنا فيها معًا والتي اعتبرها علامات استثنائية فى مسيرتي الطويلة، وهما فيلمي "ضد الحكومة" و"معالي الوزير".. فأنا أحببت العمل معه وأحبني.

*أخيرًا.. كيف تحافظين على التألق والشباب الدائم؟

الرياضة هى كلمة السر، مهما استحدثت الوسائل التجميلية ومهما تطورت فلن تستطيع وحدها التجميل بدون الرياضة، وأريد أن أتجول بسماعة كبيرة وأتحدث لجميع الناس وأقول لهم لمن يسعى للحصول على الرشاقة والمحافظة على جسده مهما تقدم به السن أن يلجأ للرياضة فقط، هي قادرة على التغيير وهي وحدها تجعلك تعيش حياة أفضل.

وأنا بالأساس كنت راقصة باليه، وقد علمونا في بدايات اللعبة أن أمشي وأنا رافعة رأسي إلى أعلى، وأن يكون ظهري مستقيمًا حتى عندما أجلس لا يمكن أن أجلس منحنية.


كلها أُسس وخطوات نحو الجسد الصحي، وأبرز التمرينات التي أواظب عليها يوميًا هي رياضة المشي، لكن لصعوبة المشي في شوارع القاهرة فقد اشتريت جهازًا للمشي منذ فترة طويلة ووضعته بالمنزل أتمرن عليه يوميًا، كما ذكرت الرياضة وحدها تستطيع تغيير كل شيء.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

الجريدة الرسمية