رئيس التحرير
عصام كامل

نصيحة الزمر للإخوان!

عبود الزمر أحد قيادات تنظيم الجهاد الموحد والمتورط في اغتيال السادات غرد إلكترونيا ناصحا الإخوان بنبذ خلافاتهم، واستعادة وحدتهم والتخلي تماما عن التفكير والسعي لاستعادة السلطة، والاكتفاء فقط باستعادة الأوضاع التي كانت عليها جماعتهم قبل يناير ٢٠١١، من خلال حوار بلا شروط إخوانية مع الحكم المصري ترعاه قوى إقليمية..

 وجاءت هذه النصيحة لأحد شيوخ الاٍرهاب في البلاد، بعد أن تصاعدت الخلافات بين ثلاثة فرق إخوانية مؤخرا أعلنت بيانا تؤكد فيه تبنيها للعنف لاستعادة السلطة، وهى الفرقة التى تنهج نهج محمد كمال مؤسس التنظيم الإخواني المسلح  فى ٢٠١٣.. بينما أعلنت فرقة إبراهيم منير القائم بأعمال مرشد الجماعة، المعروفة بفرقة لندن أنها طلقت السلطة طلاقا بائنا!

 الإخوان والسلطة

  
وهذه النصيحة التى يقدمها عبود الزمر للإخوان سبق أن قدمها مؤسس الجماعة ذاته حسن البنا لاتباعه، في إطار المناورات والتراجعات التي أقدم عليها لإنقاذ جماعته من الحل في الأربعينات من القرن الماضى.. لكنهم لم يتبعوها ربما لانهم كانوا يعرفون إنها من قبيل التراجع التكتيكى فقط الذى إضطر إليه حسن البنا، والأغلب لآن رغبتهم في السلطة ظلت دوما جارفة لإنهم يتم تربيتهم داخل الجماعة على تنميتها!.. ولعل عبود الزمر ذاته يعرف ذلك بحكم مشاركته في قيادة تنظيم إرهابى كان واحدا من التنظيمات التى أفرختها لنا جماعة الإخوان.

 
ثم ماذا يعنى عبود الزمر أولا بأن يسعى الإخوان إلى حوار بلا شروط مع الحكم في مصر؟.. فإن الفريق الإخواني الذى أعرب عن رغبته فى المشاركة بالحوار الوطني الذى دعا إليه الرئيس السيسى لم يطرحوا أصلا شروطا، لأنهم يدركون منذ اللحظة الأولى أنهم ليسوا مدعوين لهذا الحوار، وأن مشاركتهم به في حد ذاته هو مكسب كبير لهم.

 
وماذا أيضا يقصده عبود الزمر بدور إقليمى في الحوار الذى ينصح به ببن الإخوان والحكم في مصر، خاصة وأن كل القوى الإقليمية المهمة اعتبرت الجماعة تنظيما إرهابيا، اللهم إلا إن كان يقصد تركيا التى لم ينصلح حال علاقاتها بمصر حتى الآن، أو قطر التى توسطت بين طالبان والأمريكان! 

 


أما استعادة الجماعة وضعها قبل ٢٠١١، فهو كلام يثير الشكوك في نصيحة عبود الزمر ذاتها للإخوان بالتوقف عن السعى للسلطة.. فإن الجماعةَ قبل يناير ٢٠١١ كانت تعمل بهمة ونشاط وقوة للوصول إلى السلطة، بعد أن مضت قدما في تنفيذ خطة التمكين في المجتمع من خلال السيطرة على النقابات وإختراق العديد من التنظيمات والتشكيلات والجمعيات، وبعد أن حظيت بموافقة الأمريكان على حكم البلاد.. وإذا كان الزمر يريد للجماعة أن تعود إلى ما قبل ٢٠١١ فإنه بالتالى يطالب ضمنا أن تعود إلى حالة التأهب للوثوب إلى السلطة كما حالها وقتها.. أى أنه يضلل المصريين مجددا. 

الجريدة الرسمية