رئيس التحرير
عصام كامل

فرض حالة الطوارئ.. ماذا يعني قرار بوتين بشأن المناطق الأوكرانية؟

بوتين
بوتين

منعطف جديد تتجه اليه الحرب الروسية الأوكرانية اليوم الأربعاء بعد ما يقرب من 8 أشهر من اجتياح موسكو للأراضي الأوكرانية  وإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضم 4 مناطق اوكرانية للسيادة الروسية عقب استفتاء أجري الشهر الماضي، للتصاعد الأوضاع من جديد ويتم إعلان حالة الطوارئ في المناطق الأربع من أوكرانيا، التي ضمتها موسكو مؤخرًا.

 

ويشمل إعلان بوتين كلًّا من خيرسون وزابوريجيا ودونيتسك ولوجانسك، وهي المناطق الأربع، التي انضمت إلى روسيا، بعد استفتاءات شعبية، أشرف عليها مسؤولون موالون لموسكو الشهر الماضي.


فرض حالة الطوارئ

وتقضي حالة الطوارئ الجديدة، منح حكام المناطق الأربع صلاحيات إضافية لضمان الأمن.

 

ويتيح مرسوم الطوارئ الروسي لحكام تلك المناطق بحسب تقارير إخبارية، تسخير السكان للعمل بصناعة الأسلحة ومنعهم من السفر، ويمنحهم صلاحية تطبيق الرقابة العسكرية والتنصت على المحادثات الهاتفية الخاصة، سبيلًا إلى استتباب الأمن.

 

ضمان أمن روسيا

ويرى مراقبون أن فرض الإجراءات الجديدة يدخل في إطار ضمان أمن روسيا من أي تسلل، عبر المناطق الحدودية، كما أنه محاولة لضبط إيقاع المعارك من خلال تشديد القبضة في المناطق الانفصالية.

 

ويلاحظ محللون ذلك بين ثنايا حديث الرئيس الروسي، لا سيما أن القرارات الجديدة صدرت في أعقاب اجتماع بمجلس الأمن القومي، وكان عنوانه البارز "التصدي لأخطار تهدد الأمن القومي الروسي".

 

وفي تأكيد لهذا التوجه أصدر الرئيس الروسي بالتزامن مع فرض حالة الطوارئ مرسومًا سمح بفرض قيود على التنقلات في 8 مناطق روسية على الحدود الأوكرانية.

 

وشملت القيود مدنا في جنوب روسيا على الحدود الأوكرانية، مثل كراسنودار وبلجورود وبريانسك وفارونيش وكورسك وروستوف، كما طالت منطقتي القرم وسفاستوبول، وهما منطقتان ضمتهما روسيا عام 2014.

 

وتشير تقارير أولية إلى أن قرار فرض حالة الطوارئ، يعني سلطات موسعة لرؤساء الجمهوريات المعلنة، في المناطق الأربع.

 

استعادة المناطق

ومنذ إعلان المناطق الأوكرانية الأربعة روسية، تكثف القوات الأوكرانية تسخير قوتها العسكرية لاستعادة المناطق الأربع، وتضاعف شن الهجمات على القوات الموالية لروسيا.

 

وتأثرت بالفعل سيطرة روسيا على المناطق الأربع خلال الأيام الأخيرة، بحسب تقارير ميدانية، تواكب تطورات الصراع الروسي الأوكراني.

 

وباتت منطقة خيرسون في مواجهة ساخنة مع القوات الأوكرانية، التي حشدت عشرات الآلاف من الجنود لاستعادة السيطرة عليها، في وقت تتحدث تقارير عن فرار مدنيين إلى روسيا.

 

وحيال ذلك ربما جاءت إشارة بوتين في تبرير القرارات اليوم، حين قال إن العالم يشهد تغيرات ديناميكية في مجال الهجرة، ومن الضروري الاستجابة السريعة لتلك التغييرات.

 

وفي زابوريجيا كادت القوات الأوكرانية تسيطر على المحطة النووية، لكن القوات الروسية بعد ساعات من القتال حافظت على بسط نفوذها هناك، وفقا لوسائل إعلام روسية.

 

وتواصل القوات الأوكرانية منذ أيام محاولة التقدم في منطقتي دونيتسك ولوجانسك، وسط دفاع مستميت من القوات الروسية، والمسلحين الموالين لها.

 

إعلان حرب

من ناحية اخرى أعلن الرئيس توقيع مرسوم إعلان حالة الحرب في المناطق والمقاطعات التي انضمت حديثا إلى روسيا بدءا من يوم  20 أكتوبر، حسبما أفادت وسائل الإعلام الروسية.

 


ووفقا لوكالة "سبوتنيك" الروسية، جاء في المرسوم الرسمي المنشور على موقع الكرملين أنه: "بالنظر إلى استخدام القوة المسلحة ضد وحدة أراضي روسيا الاتحادية، ووفقًا للجزء 2 من المادة 87 من الدستور الروسي والمادتين 3 و4 من القانون الدستوري الفيدرالي رقم 1 المؤرخ 30 يناير 2002 "بشأن حالة الحرب تقرر إعلان حالة الحرب ابتداء من 20 أكتوبر 2022 من الساعة صفر على أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوجانسك الشعبية ومقاطعتي زابوروجيا وخيرسون".

 

ووفقا لـ "روسيا اليوم"، عقد بوتين، اليوم الأربعاء، اجتماعا لمجلس الأمن الروسي تم تكريسه للتصدي للأخطار التي تهدد الأمن القومي في مجال الهجرة.

 

جسر القرم

وقال بوتين أن نظام كييف يقف وراء العملية الإرهابية في جسر القرم.

 

وأضاف: "وقعت مرسوما باعلان حالة الحرب في  دونباس (في جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك) وخيرسون زابورويجيا".

 

وقال بوتين إنه تم منح صلاحيات أكبر لحكام الأقاليم الروسية الأربعة لضمان الأمن وتنظيم عمل المصانع والمؤسسات لدعم العملية العسكرية.

وأشار إلى أن كييف ترفض أي عرض للتفاوض وتستمر في قصف المدنيين.

 

كما أوعز بوتين بإنشاء مجلس خاص برئاسة رئيس الوزراء ميشوستين لتنسيق العمل بهدف مزيد من ضمان الأمن.

 

وشدد الرئيس الروسي على أنه يعمل على حل المهام المعقدة والواسعة النطاق لضمان أمن بلاده وحماية شعبها.

الجريدة الرسمية