رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة.. بدء الانتداب البريطاني على فلسطين

الانتداب البريطاني
الانتداب البريطاني على فلسطين

في مثل هذا اليوم من عام 1923 بدأ الانتداب البريطاني على فلسطين، أو الاحتلال البريطاني لفلسطين واستمر لما يزيد عن عقدين ونصف (1920-1948)؛ إذ كانت فلسطين ضمن الحدود التي قرَّرتها بريطانيا وفرنسا بعد سقوط الدولة العثمانية إثر الحرب العالمية الأولى بموجب معاهدة سيفر.

 

عن الانتداب وبدايته 

في عام 1917 احتلت القوات البريطانية القادمة من مصر القسمَ الجنوبي من فلسطين واقتطعته من الدولة العثمانية، وفرضت عليه حكمًا عسكريًّا. 

دخل أنذاك قائد القوات البريطانية الجنرال إدموند اللنبي مدينة القدس من باب يافا، ووقعت القدس لأول مرةٍ تحت سيطرة الأوروبيين منذ 1187 بعد تحريرها من الصليبيين على يد صلاح الدين الأيوبي. 

كانت بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية قد اتفقت على تقسيم بلاد الشام بينها في اتفاقية سايكس-بيكو السرية في 16 مايو 1916، وجرى الاتفاق على أن تكون منطقة فلسطين (من بئر السبع جنوبًا إلى عكا شمالًا تقريبًا) منطقةً دوليةً مراعاةً لروسيا.

لكن بعد انتهاء الحرب عَدَلَتْ بريطانيا عن هذا البند من الاتفاقية؛ حيث أرادت إنشاء معبرٍ أرضيٍّ متصلٍ بين الخليج العربي وميناء حيفا، فضلًا عن هدفها تأسيسَ دولةٍ صهيونيةٍ في فلسطين.

في أبريل 1920 اجتمع مندوبو دول الاتفاق أي فرنسا وبريطانيا بعد خروج روسيا المنتصرة في الحرب العالمية الأولى فيما سُمّيَ مؤتمر سان ريمو لتعديل اتفاقية سايكس-بيكو وتقرير الشكل النهائي لتقسيم الأراضي التي احْتُلت من الدولة العثمانية. 

اتفق الطرفان على منح فلسطين لبريطانيا وتعديل المتفق عليه سابقًا، وكان التعامل التجاري في فلسطين يتم بالجنيه المصري بداية الانتداب، لكن سُرعان ما تم تشكيلُ مجلسٍ يقوم بدور مصرفٍ مركزي لإصدار العملة المحلية سُمّي بمجلس فلسطين للنقد، والذي بدوره قام بإصدار أول عملةٍ فلسطينيةٍ عام 1927 وهي الجنيه الفلسطيني.

أصرَّت الحكومة البريطانية على إدراج تصريح بلفور ضمن صك الانتداب على فلسطين لتصبحَ السياسةُ البريطانيةُ في فلسطين الداعمةُ للهجرةِ اليهوديةِ تحت غطاءٍ دولي، وعيّنت أول مندوبٍ سامٍ لها وهو هربرت صموئيل الوزير البريطاني السابق واليهودي الذي دخل ابنه القدس متطوعًا مع الفيلق اليهودي في حملة الجنرال اللنبي. 

 

عن أحوال فلسطين

في تلك الفترة كانت فلسطين ولاية تابعة للدولة العثمانية المسلمة، وكان غالبية سكانها من العرب، لكن الانتداب غيَّر الأوضاع؛ حيث طبع الإعلان الأول بالإنجليزية والعبرية والعربية، وكذلك الأوامر الصادرة للأهالي.

استخدمت الانتداب العبرية في لافتات الإدارة الحكومية وإيصالات البلدية والإيصالات الرسمية الأخرى مع تعيين موظفين ومترجمين يهود في المكاتب الرسمية، ليطابق أهداف الاحتلال مع هدف الصهيونية.

الجريدة الرسمية