رئيس التحرير
عصام كامل

السلفيون وحفل محمد رمضان بالإسكندرية.. ما الحقيقة؟!

هل حملة مقاطعة محمد رمضان وإفشال حفله بالإسكندرية عمل منظم من السلفيين هناك؟ هنا السؤال لا يطرح نفسه إنما يطرحه عدد من المثقفين المصريين علي خصومة مع التيار السلفي كله وليس سلفيو العاصمة الثانية.. وكونه لا يطرح نفسه تعني عدم انسجام الطرح مع المنطق.. فالأسئلة المنطقية وحدها هي التي تفرض نفسها.. لماذا؟ لأن فكرة الحشد الجماهيري لفرض الإرادة بسبب خلاف السلفيين مع الفن تحمل تناقضا من هؤلاء.. إذ تعتبر ما يقدمه محمد رمضان فنا! 

 

ولو كنت من السلفيين لشجعت في الخفاء علي إقامة الحفل وليس العكس.. الأجواء التي يخلقها محمد رمضان تعد المجال الحيوي لحركة التسلف.. فكل دليل يمتلكونه علي التدني وغياب الذوق العام والانهيار الأخلاقي تدعم حملاتهم وإثبات مزاعمهم في انحراف المجتمع عن الطريق القويم!


الإسكندرية شهدت -يا حضرات- الأشهر الماضية نشاطا فنيا هائلا.. دون حرف اعتراض واحد في أي حملة أو حتي في غير حملات! تامر حسني -مثلا- كامل العدد قبل موعده غدا السبت وقبله في ٥ سبتمبر أحيا مطرب الأردن الشقيق عزيز مرقة حفلا غنائيا بمكتبة الإسكندرية، وقبله في ٤ سبتمبر شهد حفل محمد حماقي زحاما كبيرا بدأ بهجوم معجبيه عليه وهو يغني "نفسي أبقي جنبه".

 

فن محمد رمضان

 

وفي ٢٥ أغسطس شهدت الإسكندرية أيضا حفل تدشين الفرقة القومية لمبدعي الإسكندرية للفنون الشعبية والاستعراضية والتي تدمج بين الأسوياء ومتحدي الإعاقة للفنون وقبلها في ٢٥ يوليو أحيت الأوبرا علي مسرحها بالإسكندرية حفلا للنجمة الكبيرة حنان ماضي.. وقبلها بيومين حفل كبير جدا -رغم سوء تنظيمه- لفريق كاريوكي، وقبله بأيام الحفل الذي تأخر لعشر سنوات للنجم الكبير محمد منير والذي أقيم ١٠ يوليو بسيدي جابر، ولمواهب الأوبرا نصيب أواخر يونيو علي مسرح سيد درويش! وهكذا في موسم المسرح والفنون الشعبية حدث ولا حرج وزحام لا آخر له! 


السؤال: من وراء إشاعة وقوف السلفيين خلف منع محمد رمضان؟ وهو يعلم أن الإشاعة تقدر علي تفكيك الكتلة التي تحشد ضد حفل محمد رمضان؟! علي كل حال.. هاجمنا محمد رمضان ومارسنا حقنا في التعبير عن الرأي.. وهاجمناه بعنف نعم لأننا نمتلك إثبات أي اتهام قلناه.. وهاجمناه مرارا نعم لأن المصلحة العامة نراها في ذلك فليس بيننا وبينه أي خلاف شخصي.. بل طالبنا بتوظيفه ضد المخدرات لتأثيره علي قطاع من الشباب ونصحنا إنها حيلة لإبعاده عن نوعية الأفلام التي يقوم بها وقتها.. وبالتالي لا نتربص به..

 

ولذلك حتي في ظل الخلاف معه نلتزم بالقانون وبقيم الخلاف.. الحشد ضده سلميا لمنع الحفل مشروع.. الهجوم علي الحفل مشروع.. أما منعه بالقوة.. أو نسج إشاعات مهينة وجارحة مرفوض.. مخالفة القانون بأي صورة مرفوض.. ولذلك سنكون أول من يتصدي للسلفيين لو كانوا وراء الحملة.. لكن لا يقدم محمد رمضان فنا لندعمه.. ولا يعرف السلفيون الفن أصلا لندعمهم.. والحل في الالتزام بالقانون والقيم.. 

 

 

لو عشرة من شعبنا يريدون مشاهدة محمد رمضان حقهم وحقهم علي أجهزة الأمن حمايتهم.. ولو نجح أبناء الإسكندرية الجدعان إفشال الحفل سلميا بإقناع الناس بالتراجع عن متابعته فالقرار للناس ولا يصح استكثار فكرة رفض الإسكندرانية الأحرار -الشعب الجميل- لفن محمد رمضان!
لا للسلفيين.. لا للبلطجة وقد روج لها محمد رمضان في أعماله.. ولا لما يقدمه محمد رمضان نفسه ويعتبره غناء. ولا لدعمه بأي وسيلة حتي لو كانت إرهابنا بفرضية رفض الإرهابيين له! 

الجريدة الرسمية