رئيس التحرير
عصام كامل

حمام الهنا !

يتداول كثيرون معلومات على مواقع التراث  الاجتماعى تتضمن مناشدات من السلطات الهولندية للمواطنين باختصار فترة الاستحمام لنحو خمس دقائق ترشيدها لاستخدام الطاقة، نظرا لآن بلادهم والعديد من بلاد أوروبا مقبلة على أزمة طاقة شديدة خلال فصل الشتاء المقبل، نتيجة التطورات الجديدة التى تشهدها الحرب الأوكرانية. 


فبعد أن كانت روسيا تأمل في إنهاء عمليتها العسكرية في البداية خلال أقصر وقت ممكن فإنها بدلت خططها وصارت تسعى إلى إطالة أمد الحرب حتى حلول الشتاء المقبل لكى تستخدم سلاح الغاز ضد أوروبا بوقف تدفقه لها لتعانى من برد الشتاء القارس وتضطر للضغط على أوكرانيا لكى تستجيب للمطالب الروسية التى تستهدفها من هذه الحرب، خاصة وأن إستمرار دعم الدول الاوربية عسكريا بدأ يثير اعتراضات واحتجاجات داخلها.

بدائل الغاز الروسي

 
وهذا التغير الاستراتيجى الروسي أدركته أوروبا بالفعل مبكرا، بعد أن تلقت إنذارات متعددة من روسيا، حينما اشترط ضخ الغاز إلى الدول التى تسدد ثمنه بالروبل، وحينما أوقفت ضخ الغاز لبعض الوقت بدعوى إجراء صيانة في الخطوط الناقلة له.. لذلك لجأت الدول الاوربية إلى البحث عن بدائل للغاز الروسي، جزائرية وقطرية ومصرية أيضا، ولأنها كلها  بدائل لا تكفى لتعويض الغاز الروسي فإنها لجأت في ذات الوقت إلى إتخاذ اجرءات لترشيد إستخدام الطاقة، كان منها تخفيض إنارة الشوارع بل وحتى المنازل، وأيضًا تخفيض فترة الإستحمام إلى خمس دقائق! 


وحتى هذا الترشيد في استخدام الطاقة إذا نجحت فى تنفيذه أوروبا فإنها لن تحمى نفسها بشكل كامل من برد الشتاء القادم.. وربما هذا يفسر الدعم العسكرى الكبير الذى حظيت به أوكرانيا من قبل الامريكان والاوربيين حتى يتمكن الأوكرانيين من أحداث تغيير كبير ومؤثر على الأرض يدفع روسيا إلى تقديم تنازلات وإنهاء الحرب بدون أن تحقق كل أهداف عمليتها العسكرية.. 

 

 

لكن من تابع تصريحات الرئيس الروسي علي هامش قمة شنغهاي فإنه سيخرج باستنتاج مهم وهو أن الرئيس الروسى، رغم انسحاب قواته من مساحات شاسعة من الأراضى الاوكرانية، ورغم تعرضه لمحاولة إغتيال، فإنه مصر على استمرار عمليته العسكرية.. وبهذا المعنى ربما مع بداية الشتاء يخفض الهولنديين فترة الإستحمام إلى ثلاثة دقائق فقط! 

الجريدة الرسمية