رئيس التحرير
عصام كامل

التغير المناخي والعلاقات الدولية

إن تغير المناخ هو أحد أهم القضايا الحاضرة والمستقبلية، واذ كان من المتوقع طبقا لدراسات الباحثين والعلماء أن تكون هناك آثارا سلبية غير مسبوقة نتيجة تغير المناخ على الأماكن التي يستطيع الناس الاستقرار فيها وعلى قطاعات كثيرة منها ترتبط بمعيشة الإنسان واستقرار المجتمعات والبيئة المحيطة، ولكن هناك قضية أخرى يجب الإشارة إليها والاهتمام بها ألا وهى قضية أثر تغير المناخ على العلاقات الدولية؛ بمعنى لم تعد السياسة المناخية مجرد سياسة بيئية، ولكنها أصبحت منذ فترة طويلة محور السياسة الخارجية. 


سيؤدي التغير المناخي إلى تغير إحداثيات السياسة الخارجية الأساسية خلال السنوات والعقود القليلة القادمة؛ لأن ازدياد الاحتباس الحراري العالمي سيجعل من التغير المناخي والعلاقة بين المناخ والأمن المجتمعي محوري السياسة الخارجية بشكل كبير؛ فهناك تحديات لتلك الإشكالية، بل إنها تخلق مجالات للبحث والعمل المستقبلي لسياسة خارجية للمناخ ومن ضمنها: تنفيذ اتفاقية باريس؛ إذ يجب وضع تنفيذ اتفاق باريس للمناخ بشكل أكبر في بؤرة الاهتمام في العلاقات الدولية؛ حيث تعد الاستراتيجية الجديدة للسياسة المناخية الخارجية ذات أهمية محورية.

تغير المناخ وآثاره

ومن ضمن التحديات التي ستقابل العديد من الدول هو أن التغير المناخي يشكل خطرا على السلام والاستقرار؛ إذ يزيد من أهمية البعد الأمني للتغير المناخي في السنوات القادمة. ولذا يجب تطوير آليات وأدوات السياسة الخارجية للكثير من الأطراف والدول المعنية، وذلك من أجل توفير الدعم المستهدف للشركاء والحلول في التعامل مع المخاطر الأمنية الناتجة عن التغير المناخي.


كما أن هناك علاقة بين تغير المناخ والنمو السكاني والهجرة؛ إذ يمثل تحديا هاما؛ فهناك تأثيرا متبادلا بين التغير المناخي والنمو السكاني والهجرة، مما يتسبب في وضع المجتمع الدولي أمام تحديات هائلة. بل يضع الجميع أمام طرح الأسئلة: كم سيؤثر النمو السكاني وزيادة التحضر في تغير المناخ؟ وما الذي يمكن للمجتمع الدولي القيام به لحماية ومساعدة الأشخاص الذين يضطرون إلى مغادرة منازلهم  وأوطانهم بسبب الأثار الناجمة عن تغير المناخ؟

 

بل هناك الأكثر أهمية ألا وهو أن التغير المناخي يتضمن تغيرات جيوسياسية تهدد مصدري الوقود الأحفوري بفقدان النفوذ. وهذا يزيد من خطر حدوث أزمات مستقبلية في البلدان المصدرة للطاقة اليوم. ولذا ووفقا لما سبق يجب مستقبلا مراعاة التغير المناخي في جميع جوانب العلاقات الخارجية والقضايا التجارية والاقتصادية، وعلى العمل متعدد الأطراف في الأمم المتحدة؛ فقضية المناخ وتغيره وآثاره قضية عالمية متشابكة الأطراف والعلاقات، والتي سوف تؤثر بدورها سلبا على بعض الدول، وإيجابا على دول أخرى.

الجريدة الرسمية