رئيس التحرير
عصام كامل

ما أحوجنا لإعلام قوى!

افتقاد المعايير ومقومات المهنية الحقة فيمن ينخرطون في مهنة الإعلام والصحافة أضر ضررًا بليغًا بخريجي الإعلام وأقسامه وما أكثرها فوق طاقة سوق العمل التي تشبعت وتراجعت متأثرة بالظروف والكوارث والتحديات العالمية من جهة، وهو ما أضاع عليهم كثيرًا من المال والجهد اللذين بذلوهما أملًا في الالتحاق بوظيفة طالما حلموا بها وتحرقوا شوقًا لبلوغها.. ومن جهة أخرى تطور وسائل التواصل الاجتماعي التي زاحمت وسائل الإعلام التقليدية بل وسحبت البساط من تحت قدميها، ومن جهة ثالثة تراجع الموارد المالية للصحف والفضائيات ولاسيما الإعلانية وأرقام التوزيع في الصحف كافة وتراجع جاذبية المحتوى وهو ما أضر بالمنظومة الإعلامية برمتها.


غياب الحس الإعلامي ولا أقول الوطني ناتج عن غياب العلم والموهبة والخبرة وانعدام التدريب وعدم تناقل الخبرات أو تواصل الأجيال، والجهل بدور الإعلام ورسالته؛ بحسبانه علمًا لا فهلوة، بل إنه أخطر المجالات قاطبة إذا ما نظرنا للأثر الذي يمكن أن يحدثه في تنمية وبناء المجتمع أو تخريبه وتشويش وعيه ونشر الإحباط بين أبنائه، وهو فوق ذلك كله جزء أصيل وكاشف لمنظومة ثقافية وفكرية وفنية تحدد وجهات الدولة وأولوياتها وتعكس المحتوى الفكري والسلوكي والثقافي لشعبها.


ما أحوجنا لإعلام قوي ذي مصداقية أكبر وأكثر قدرة على الجذب والتنافسية؛ إعلام يقوم على العلم والموضوعية والاحترافية والانحياز للوطن والمواطن ويكون ظهيرًا للدولة في الشدائد والملمات والتحولات الكبرى والتحديات، وهو ما يحتاج لشخصيات تملك من الموهبة والخبرة والمقبولية ما يؤهلها للتربع فوق عرش القلوب والعقول قبل أن تتربع على عرش الميكروفون أو صفحات الصحف والمواقع.. 

 

 

فهل نجد مساحة أوسع لمناقشة قضايا الإعلام والصحافة على جدول أعمال الحوار الوطني الذي يدير دفته ابن المهنة نقيب الصحفيين الذي لا يخالجنا شك في انحيازه للمهنة وانتصاره لقضاياها ومصالحها ومستقبل أبنائها الذي بات على المحك أكثر من أي وقت مضى.

الجريدة الرسمية