رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الرياضة بين أقدام هؤلاء!

هل الرياضة عندنا الآن -كما تعلمنا زمان- أخلاق ومبادئ؟ هل غاب عنا الهدف، وغرقنا في المستنقع؟ تربينا أن هدف الرياضة ترسيخ الأخلاق الرفيعة وتهذيب الدوافع والنزعات الإنسانية خاصة العنيف منها.. وكان أطباء وخبراء علم النفس ينصحون الأباء بإدخال أولادهم من أصحاب السلوكيات العنيفة إلى مضمار الرياضة باعتبارها علاجا.

 

تعلمنا ان الرياضة تدفع إلى السمو وتعلم الذوق الرفيع ويكفى الجملة الشهيرة التي يقولها المنتصر أقصد الفائز للمغلوب وليس المهزوم: هارد لك ويقول المغلوب للفائز: مبروك وجود لك. لم يكن هناك منتصر ومهزوم بل فائز في جولة.. لآن الجميع فائز لآن الكل مارس الرياضة، وحصلت اجسادهم على الحيوية والقوة والنشاط، وارتقت وسمت النفوس للدرجة التي يبارك فيها المغلوب لمن فاز عليه وهذا هو الرقى الحقيقى..

 

كان الكل يخرج متعانقا، بل ورسخت ألعاب مثل الكاراتيه والجودو القادمة لنا من اليابان والصين بعض الحركات والإيماءات في نهاية المباراة حيث ينحنى الفائز أمام المغلوب ويسلم كل منهما على الآخر.. هذا هو جوهر الرياضة  الحقيقي والهدف منها.

 هدف الرياضة


والهدف الأكبر من الرياضة ضرورة انتشار الروح الرياضية الناشئة من ممارسة الرياضة إلى خارج ملاعب الرياضة أى ساحات الحياة من جهة يعنى إنتشار الممارسة الرياضية إلى جميع أفراد المجتمع وليس على فئة بعينها لان الهدف مجتمع رياضى وبصحة جيدة  للجميع ولا يقتصر الأمر على فئة بعينها.. لكن ماذ يحدث الآن؟! الرياضة غائبة عن الممارسة اليومية عن الجميع واقتصارها على فئة قليلة.

 
وما يشغلنى كثيرا أثناء متابعتى للرياضة أن هدف آخر توارى بسبب ممارستنا المجتمعية، على سبيل المثال الاهتمام بكرة القدم يفوق باقى الألعاب الجماعية رغم أن الكثير من الاخيرة يحصد الكثير من الجوائز التي لا تحصل عليها كرة القدم في المنتخبات والأندية رغم التفاوت الكبير في حجم الانفاق عليها.

 
والملاحظة المهمة أيضا أن أصحاب الألعاب الفردية هم الأكثر فوزا بالجوائز العالمية أكثر من الرياضات الجماعية رغم التفاوت في حجم الإنفاق أيضا. وهذة النقطة بالذات تطرح قضية أخطر: لماذا ينجح الأفراد عندنا أو المشروعات الفردية عن الأعمال الجماعية، ورغم أن التقدم مرهون أساسا بالعمل الجماعى، لكن عندنا يحدث العكس إلا قليلا فالباحث هنا ينجح بمفردة ويفشل الفريق البحثى، والشركة الخاصة تنجح عن العامة، وصاحب الكشك ينجح عن صاحب المتجر.. الخ.

 
والقضية الخطيرة أيضا أن ما نشاهده الآن من تلاسن انتقل من مرحلة الدعابة إلى العنف اللفظى وبشكل مخجل، ليس بين الجمهور فى مدرجات الثالثة والمقاهى والسوشيال ميديا ولكن بين الرياضيين أنفسهم أو ما نظنهم  قادة رياضيين يقودون مسيرة الرياضة بل والإعلام الرياضى ذاتة في أغلبة أصبح حوش بريخ وللدرجة التي جعلت لاعب سابق شهير يتلاسن في برنامج يقدمه إلى من اختلف معه بقوله: شوف أبوك مين وأبويا مين، أبويا كان الكل بيقف له وانت!!، وشتائم من كل نوع وتلميحات جنسية لآخرين وشتائم للآباء والأمهات بشكل صريح أو مستتر..


وما قاله هذا اللاعب السابق في وصلة الردح التي نشرها على الهواء مثلها الكثير للدرجة التي تجعلنى أقول بالفم المليان إن نسبة كبير من الإعلام الرياضى وراء انتشار العنف والتعصب بين الجماهير 
وبعد أن أصبحت الشتائم والسباب هي لغة أهل الرياضة وصل الأمر إلى التخوين ونزع الوطنية عن البعض ممن نختلف معهم.

 
عادى جدا أن يفوز الأهلى أو الزمالك أو أى فريق آخر، وعادى أن تحصل الدعابات والافيهات خفيفة الظل بين الجماهير لكن أن تصل إلى الشتائم والسباب ويغذيها بل ويشعلها بعض من يسمون أنفسهم اعلاميين رياضيين بعد أن كانوا في الماضي لاعبين فيجب علينا التوقف جميعا لانهم دخلوا ملعب الإعلام باخلاقيات ومدونات مهنية تختلف عن ملاعب كرة القدم.

الرياضة أخلاق


ومثلما انتشرت في فترة ما قنوات السحر والشعوذة والتداوى بالأعشاب.. تنتشر الآن القنوات التي تدعي أانها رياضية ولكنها في حقيقة الأمر أبواق للتعصب والعنف. ولا أعرف سببا لإمتداد بعض البرامج الرياضية لأكثر من 6 ساعات وطبعا البرنامج الذى يحدث به خناقات أو قلة أدب أكثر ويكون حديث السوشيل ميديا يكون البرنامج الأنجح!


وعلى سبيل المثال أنا زملكاوى قديم، يعنى مش متعصب أقولها بالفم المليان وأعلنها صراحة رفضي لأى إساءة للنادى الأهلى أو لرئيسه الكابتن محمود الخطيب.. وطبعا موقفى ينطلق من كون النادى الأهلى قلعة رياضية يتجمع الملايين داخلها سواء كانوا في مصر أو خارجها، ومنذ موت أم كلثوم  لا يوجد ما يجمع الكل أو الغالبية إلا الأهلى والزمالك، فهل يعقل أن نهدم ما يجمعنا أو نسيء إليهما، وفارق كبير طبعا بين النقد والهد، بين الكره والحب، وكل ذلك يأتي في إطار خطة ممنهجة لتشويه كل ما هو كبير ووطنى وتاريخى ودينى من مؤسسات أو زعماء أو شخصيات أو أحداث..

 

فإذا تم هدم كل هؤلاء أصبحت مصر بدون تاريخ أو رموز مثل جمهوريات الموز، يا جماعة عيب تشويه كل ما هو مصرى ووطنى لصالح من فى قلبه مرض أو فى عقله غرض أو منفذ خطة أو ترس في سيناريو.. الأهلى فرحة لنا جميعا وكم أسعد الملايين من المصريين من أهلوية أو غيرهم في المنافسات الافريقية والخطيب من ريحة الزمن الجميل والأخلاق الرفيعة أيام كانت الرياضة أخلاق وسلوك أيام طه بصرى وحسن شحاتة!

 


والسؤال إذا كان مستوانا الكروى الآن لا يصل لمستويات لاعبي الحوارى في أوروبا فلماذا ننفق ملايين الدولارات على مدربين ولاعبين أجانب.. مش أحسن  نحتفظ بهذه العملة الصعبة خاصة في هذا المرحلة لما هو أهم، لذلك لو كنت من الحكومة لأصدرت  قرار بمنع استيراد المدربين أو اللاعبين الأجانب باعتبارهم سلع استفزازية لا يحتاجها المواطن العادى.. لكن نروح فين من تجار العملة أقصد العمولات وخبراء ما يحدث تحت الترابيزات!

Advertisements
الجريدة الرسمية