رئيس التحرير
عصام كامل

خطة بوتين للاستفادة من عقوبات الغرب على روسيا

بوتين
بوتين

رأت صحيفة ”التايمز“ البريطانية أن العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا بسبب الحرب ستضعف من قدرات البلاد الاقتصادية، لكنها لن تضعف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بل ستقويه، حيث تزيد العقوبات من اعتماد السكان والنخبة على الكرملين حتى لو كانت تسبب الألم.

وقالت الصحيفة في تحليل إخباري إنه على الرغم من أن العقوبات والتغييرات الدراماتيكية التي شهدتها روسيا خلال الأشهر القليلة الماضية كان لها أثرها الفوري، إلا أن البلاد بدأت تتكيف ببطء مع ظروفها الجديدة، مشيرة إلى أن السقوط السريع لروسيا كما كان متوقعًا في الغرب  بات شيئًا من الخيال.

وذكرت أن روسيا لا تزال تمتلك المقومات التي تجعلها باقية في حربها ضد أوكرانيا. وأن الخطأ الأكبر للعقوبات يأتي في دفعها عن غير قصد  النخب الروسية إلى الاقتراب من الدولة وتسريع تحولها إلى الصين.

وأكدت أنه إذا كانت هناك صلة قوية بين الألم الاقتصادي والنتائج السياسية المواتية، لكانت إيران  أوقفت طموحاتها النووية منذ سنوات، ولن تستمر كوريا الشمالية في اختبار صواريخ بعيدة المدى تعيش روسيا نفسها تحت العقوبات منذ 2014، لكن احتمال فرض قيود أكثر صرامة لم يمنعها من شن هجومها في فبراير.

وتحت عنوان ”سجل إنجازات سيئ“، أوضحت الصحيفة أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل العقوبات تميل إلى أن يكون لها سجل إنجازات ضعيف في إجبار البلدان على تغيير مسار السياسة، أولًا، غالبًا ما تخلق العقوبات فرصًا لتعزيز سلطة النظام. يرتفع سعر السلع الخاضعة للعقوبات بشكل حاد، ما يوفر للقيادة السياسية في البلد المستهدف فرصة لتحويل الموارد إلى الحلفاء السياسيين الرئيسيين الذين يعدون بتوريد هذه السلع، وثانيًا، كلما طال بقاء العقوبات سارية، زادت قدرة البلد المستهدف على التكيف مع الظروف الجديدة. هذا يحدث بالفعل في روسيا. ومثال على ذلك، أصبح الروبل قويًّا للغاية عكس ما كان عليه في مارس.

وفيما يتعلق بالزعيم الروسي، قالت إن بوتين يشاهد الدول الغربية الآن وهي تعاني التضخم والأزمات الاقتصادية التي تهدد القادة الغربيين، وهو أمر تمناه الرئيس الروسي منذ اليوم الأول من فرض العقوبات ضد بلاده ويعد انتصارًا لروايته التي يروج لها بأن العقوبات ”ستؤثر على الغرب أكثر من روسيا“.

وأردفت أنه حتى قبل الحرب، كان هناك ميل لرؤية قيمة أكبر في إقامة علاقات أقوى مع غير الغرب، بقيادة الصين، أكثر من السعي لإصلاح علاقات روسيا المتوترة مع أوروبا. الغرب كما يراه الكرملين في حالة انحدار، لذلك تعتزم روسيا إعادة توجيه مركز ثقلها نحو الشرق ولن تؤدي العقوبات إلا إلى تعزيز هذه القناعة.

واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول: تعمل العقوبات على ترسيخ القطيعة الروسية عن الغرب، وسيواصل بوتين بذل قصارى جهده لتحويل العقوبات لصالحه واستخدام وجودها لتبرير مزيد من القمع في الداخل، وسياسة أكثر عدائية للغرب في الخارج.

الجريدة الرسمية