رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لماذا تتفوق علينا تركيا سياحيا؟!

فى الوقت الذى نشكو فيه من تراجع السياحة الاجنبيةَ لبلدنا بعد اندلاع أزمة التضخم العالمى فإن بلدا مثل تركيا يتدفق عليها السائحين الأجانب ومنهم نسبة لا بأس بها من العرب! فلماذا تتفوق علينا تركيا سياحيا رغم إنها لا تحظى بمقاصد سياحية تفوق ما لدينا، إبتداء من الآثار العظيمة والشواطىء البديعة والأماكن التاريخية العظيمة؟! 


قد يجيب البعض بأن تركيا تنافس بالأسعار الرخيصة لرحلات زيارتها.. وهذا صحيح بالفعل لدرجة أن رحلة سياحية من القاهرة لمدينة إسطنبول لنحو ثمانية أيام تشمل ثمن تذكرة الطيران ذهابا وعودة والإقامة في فندق أربع نجوم بالإفطار والانتقالات من المطار إلى الفندق والعكس تكلف ربع ثمن رحلة ثلاثة أيام للإقامة في الساحل الشمالى، وبعض الشركات المصرية تعرض دفع ثمن رحلة إسطنبول بالتقسيط.. 

 

تفوق الأتراك

 

غير أننا نبيع أيضا رخيصا رحلات سياحية لبلدنا بأرخص الأسعار مثل الأتراك.. وقد شاهدت بنفسي اعلانات على واجهات مكاتب وشركات سياحية في عدد من المدن الاوروبية لتسويق رحلات الغردقة وشرم بأسعار رخيصة كذلك! وبذلك ليس رخص الأسعار هو سبب تفوق تركيا علينا سياحيا على النحو الذى نراه الآن بشكل صارخ!

 
وذات الأمر لا ينطبق على انخفاض الليرة التركية تجاه الدولار الامريكى وبقية العملات الأخرى الذى يخفض ضمنا تكلفة الرحلة السياحية لتركيا.. فهو لا يصلح سببا لتفسير تفوق الأتراك علينا سياحيا.. فإن الجنيه المصرى إنخفض بعد إندلاع حرب أوكرانيا بنسبة تزيد عن نسبة انخفاض الليرة التركية.. فإن الدولار الأمريكى يساوى الآن نحو ١٧،٥ ليرة بينما يقترب الدولار الآن من ١٩ جنيها مصريا.


لذلك.. لابد أن ثمة سبب آخر لتفوق الأتراك علينا سياحيا.. ومن يفتش ويبحث سيجد أن هذا السبب يكمن في أن الأتراك لا يتعاملون مع السائح الأجنبي باعتباره فريسة وقعت في براثنهم وعليهم أن يحلبوه، أو كأنه آخر سائح أجنبى سوف يزورهم وبالتالى عليهم أن يسلبوه آخر دولار في جيبه قبل أن يعود إلى بلده! إنما يسعون إلى جذب معارف وأقارب وأصدقاء هذا السائح إلى بلادهم، بل وتشجيع السائح نفسه على زيارة بلدهم مرة أخرى.. ولذلك هم يوفرون له كل ما يحتاج بدء من الفندق الرخيص وحتى إستعادة ضريبة القيمة المُضافة على مشترياته، مرورا بوسائل التنقل العادية بذات الأسعار التى يدفعها المواطن التركي.

 


وهكذا نحن نستطيع أن نستعيد حركة السياحة الأجنبيةَ بل وتضاعف هذه الحركة ونريد إعداد السائحين إذا تعاملنا مع السائح الاجنبى بطريق مختلفة، مشجعة ومحفزة له بدلا من أن نعامله كفريسة وقعت في أيدينا علينا أن نجهز عليها.. وهذا دور أجهزة الدولة لتهيأة تعامل جديد للمجتمع مع السائح الأجنبى.. ووقتها سوف تتضاعف مكاسب كل من يتعاملون مع السائح الأجنبى. 

Advertisements
الجريدة الرسمية