رئيس التحرير
عصام كامل

مازال الحلم يراودني

منذ أكثر من أربعين سنة مضت وهناك حلم يراودني ومازال. حلم متعلق بالنهوض ب المشيخة العامة للطرق الصوفية وتفعيل دورها في المجتمع الصوفي بصفة خاصة والمجتمع المصري والعالم الإسلامي بصفة عامة، وأذكر في الثمانينات أن عرضت على المرحوم الشيخ حسن الشناوي شيخ مشايخ الطرق الصوفية في ذاك الوقت خطة للنهوض بالمشيخة ووعدني رحمه الله تعالى بدراسة الخطة ولكنه إنتقل إلى جوار ربه عز وجل دون أن نلتقي.  

 

وبعدها تولى المشيخة الدكتور أبو الوفا التفتازاني وكانت له بصمة متواضعة تجلت في أحاديثه عن منهج التصوف الصحيح وتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة الملصقة بالتصوف. ثم تولى المشيخة من بعده الدكتور أحمد عبد الهادي القصبي محافظ الغربية رحمه الله تعالى وأعتقد أنه دوره كان شرفي. ثم تولى نجله الدكتور عبد الهادي القصبي المشيخة إلى الآن وهو شخصية محترمة إتصلت به منذ عدة سنوات وطرحت عليه فكرة عمل ورشة عمل لتفعيل دور المشيخة والنهوض بها فرحب بالفكرة وكان على سفر في ذاك الوقت أعتقد إلى ألمانيا ووعدني باللقاء بعد العودة ونظرا لإنشغاله وضيق الوقت لم يتم اللقاء.

 

ومنذ ٥ سنوات قابلته مصادفة بالمسجد النبوي الشريف وذكرته بالفكرة فرحب مرة ثانية ولكن لم يتم الإتصال نظرا لإنشغاله. ثم تحدثت مع أخي الحبيب الشيخ طارق يس شيخ عموم السادة الرفاعية بجمهورية مصر العربية والعالم الإسلامي والسيد اللواء مدحت القائم بأعمال الإدارة بالمشيخة بناءا على طلبهما بعد أن كتبت عدة مقالات أشرت فيها إلى تقصير المشيخة في دورها تجاه أبناء الطرق الصوفية وإلى دورها الغائب تجاه الوطن. ووعدني الشيخ طارق يس بتحديد موعد مع الدكتور القصبي ولم يتم ذلك للآن. 

خطة للنهوض بالمشيخة 

 

المهم.. منذ أيام قليلة تم إنتخاب أعضاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية وكم سعدت بنجاح ووجود أعضاء في المجلس من أصحاب القامات الدينية الرفيعة ومن أقطاب التصوف في هذا العصر على رأسهم فضيلة الدكتور العلامة/ علي جمعة وفضيلة الدكتور العالم الجليل/ محمد محمود أبو هاشم وغيرهما. كم سعدت لوجود مثل هذه القامات ذات القدر والقيمة وتجدد في نفسي الأمل الذي كاد أن يضيع  في تفعيل دور المشيخة العامة للطرق الصوفية والنهوض بها. 

 

ومن هنا أوجه رسالة إلى السادة أعضاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية وأقول لهم ماذا نريد منهم بإيجاز شديد.. أولا، نريد إنشاء معهد ديني صوفي يٌدرس فيه علم الشريعة على الأقل ما تصح به العقائد والعبادات والمعاملات بالإضافة إلى تدريس علوم منهج التصوف السني الصحيح. وتأهيل مشايخ للتربية. وهذا أمر هام لندرة شيوخ التربية. ثانيا، نريد إقامة ندوات أسبوعية بمقر المشيخة لأبناء الطرق الصوفية للتنوير والتوعية.. إنتقاء وكلاء المشيخة إنتقاء جيد وعمل ندوات شهرية لهم لتثقيفهم دينيا وصوفيا وتعريفهم الدور المنوط بهم. 

 

ثالثا، نريد العمل على تنقية المجتمع الصوفي من الدخلاء والمتسوفة والأدعياء.  رابعا، نريد متابعة الحضرات ومجالس الذكر. خامسا، نريد تأهيل المثقفين وأبناء الطرق المحترمين للدعوة والخطابة في المساجد بإتفاق مع وزارة الأوقاف ومنحهم التراخيص اللازمة، ومعلوم أن فكر المتصوفة فكر وسطي معتدل مستنير وهم من أنجح الناس في الدعوة إلى الله تعالى لخلو فكرهم من الغلو والتشدد..

 

 

سادسا، نريد مشاركة الأزهر الشريف وعلماء الأوقاف في تجديد الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم المغلوطة الخاطئة.. هذا بالإضافة إلى تفعيل الدور الثقافي والاجتماعي والخدمي لخدمة أبناء الطرق الصوفية والمجتمع المصري.. سابعا، نريد عمل مسابقات دينية دورية أسوة بوزارة الأوقاف وتكريم المتفوقين. ومتابعة الإحتفالات الدينية وتنقيتها مما يسئ للطريق والتصوف.. هذا ولابد أن يكون للمشيخة العامة للطرق الصوفية دور في مواجهة التيارات الفكرية الهدامة وخاصة مواجهة الفكر الوهابي والعلماني واللذان تسببا في شق صف الأمة.

الجريدة الرسمية