رئيس التحرير
عصام كامل

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

العلم الضروري من الدين هو ما تصح به العقائد والعبادات والمعاملات ويجب السعي لمعرفته وتعلمه وهناك أمور ومسائل ليست هي بالضرورة من الدين علمها لا يفيد والجهل بها لا يضر.. مثل: ما إسم أم سيدنا موسى وأين ذهبت زوجته بعدما بدء تلقيه للوحي. وما إسم كلب أهل الكهف المشرفة. وما إسم فيل أبرهة الذي قدم به عندما أراد هدم الكعبة. وتساؤلات أخرى كثيرة لا طائل من وراءها ولا زيادة في الدين بعلمها ويتساوي العلم بها مع جهلها.  

 

وللأسف هناك أُناس يجعلون من مثل هذه العلوم قضايا ويثيرون حولها الجدل وهناك من أعداء الإسلام والمتربصين به من الملاحدة والعلمانيين والمأجورين لمحاربة الإسلام والمسلمين وللأسف أنهم مسلمون شكلا ويقدَمون على أنهم عباقرة ومفكرون وفلاسفة العصر وأنهم أهل الفهم والعلم والدراية بصحيح الدين وهم أبعد ما يكونوا عن ذلك بل هم أهل الفساد والإفساد والضلال والتضليل والتخريب في العقائد والمشوهين لصحيح الدين والمنكرين لفضل الصحابة والأئمة رضى الله تعالى عنهم.  

 

وكم أساءوا لأزهرنا الشريف وكم  حاولوا تشويه صورته وعدم صلاحيته للعلم. وكم أساءوا لشيخه الجليل السيد الشريف الدكتور أحمد الطيب..  وكم وكم وكم..المهم  فضيلة الشيخ علي جمعة بارك الله في عمره في حديث له على إحدى القنوات الفضائية قال: أن فيل أبرهة الذي قاده لهدم الكعبة المشرفة.  إسمه محمود وهو ما  ذكره إبن جرير الطبري وكثير من أهل السير والتاريخ منهم: مقاتل بن سليمان في تفسيره. ومنهم: إبن سعد في الطبقات الكبرى. ومنهم: الأزرقي في أخبار مكة. ومنهم: أحمد بن داود الدنيوري.  ومنهم: إبن الجوزي في المنتظم في تاريخ الملوك والأمم. ومنهم إبن الأثير في الكامل. وذكره أيضا إبن كثير في البداية والنهاية.. 

 

ثوابت الدين

 

ولم يخطأ فضيلة الشيخ علي جمعة فقد ذكر معلومة لها أكثر من عدة مصادر. وهي  مجرد معلومة نقلها وذكرها كثير من أهل السير والتاريخ كما ذكرنا ولنا أن نصدق أو لا نصدق ولن نُضار بها ولا تستحق أن يثار حولها جدلا وأن يعمل منها قضية وخاصة أنها لا تتعلق بالعقيدة أو بأمر تعبدي.. ولكن المتربصين والكارهين للتراث الإسلامي والمشككين في السنة والسيرة وفي كل شئ يخص الدين من العلمانيين ومن يسمون أنفسهم بالتنويرين والمتصيدين لأقوال علماء الأمة متأهبون للهجوم على الدين ورجاله وهم ممن يحاربون الإسلام ويشككون في ثوابته.

 

وطلع علينا واحدا منهم -لا أحب أن أذكر إسمه- وهو على كل حال معروف للناس وإذ به لا يكتفي بالتكذيب بل ينكر حادثة أبرهة وهدم الكعبة من أصلها وينسبها إلى الإسرائيليات المدسوسة على الدين. وهو بذلك قد أنكر حادثة ثابتة جاءت في القرآن بنص آيات محكمات في سورة كاملة بإسمها وهي سورة الفيل. هذا ومن المعلوم أن هذا الرجل له أكثر من سابقة في إنكار ثوابت الدين وتشويه صورة عظماء الأمة وأعلامها منهم فاتح القدس الناصر صلاح الدين وتشويه التاريخ الإسلامي والإساءة إلى أعلام الأمة ورموزها.. 

 

والطامة الكبرى أنه وأمثاله مرحب بهم ضيوفا على بعض القنوات المشبوهة والتي أظن انها تعمل تحت مظلة الإعلام الصهيوني المسيطر على الإعلام العالمي. وهنا لي أن أتساءل: لماذا يترك مثل هؤلاء دون محاسبة ودون محاكمة؟ ولماذا تتاح لهم الفرص للظهور على قنوات مسمعة لتضليل وإضلال المسلمين؟ من وراءهم ومن يحميهم؟ هل كما يقال إنها حرية الرأي والرأي والرأي الآخر؟ 

 

يا سادة ليس في ثوابت الدين رأي. وليس في أحكام الدين ومصادره الصحيحة رأي. وعلم الدين ليس لكل من قرأ وإطلع يحق له أن يحلل ويحرم وينكر ويكذب ويتحدث ويضلل على هواه. بل له أهله ورجاله وعلماؤه الذين أنفقوا أعمارهم منذ نعومة أظافرهم في تعلمه وتحصيله على يد مشايخ وأساتذة وعلماء أجلاء وهم أهل القرآن الذين أمرنا الحق سبحانه وتعالى بالرجوع إليهم والأخذ منهم حيث قال تعالى (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ).

 

 

هذا والدين سواء ما يتعلق بالكتاب أو السنة النبوية المطهرة أو السيرة النبوية الشريفة غير قابل للأهواء والأراء وقول أصحاب النفوس المريضة الكارة للدين من الأصل.. من هنا ولأجل ذلك أتوجه إلى السادة المسؤولين أوقفوا هذه المهزلة وأصدروا قرارا يمنع غير المتخصصين في علوم الدين من التحدث والظهور في وسائل الإعلام  المختلفة حفاظا على الدين وعقول وعقائد البسطاء والعامة من الناس ولسد باب البلبة والحيرة والشتات لدي نفوس المسلمين.

هذا ومن المعلوم أن  ديننا الحنيف مٌحارب ومعادي من لحظة ظهوره وإلى يومنا هذا وسيظل كذلك إلى أن تقوم الساعة.. يا سادة: كفانا ما نٌعانيه من أعداء الإسلام  من الخارج. الصهاينة الملاعين ودول غربية كثيرة.. وأعتقد  إن  هؤلاء المتزعمين للعلمانية والفكر المسمى بالتنويري يعملون تحت مظلة اللوبى الصهيوني لمحاربة الإسلام وعلماؤه..

الجريدة الرسمية