رئيس التحرير
عصام كامل

السياسة والرياضة وجهان لعملة واحدة وقحة!

منذ أكثر من أربعين عاما كتبت أن الرياضة والسياسة وجهان لعملة واحدة، في الوقت الذى يروج فيه البعض أنه لابد من الفصل بين السياسة والرياضة، وأن الرياضة تقرب بين الشعوب بعكس السياسة تفسد العلاقة بين الشعوب، هؤلاء يرددون كلاما لترويج بضاعتهم الفاسدة، ولهؤلاء نقول كان استبعاد جنوب افريقيا من المحافل الدولية بسبب العنصرية، عندما حاول العالم تقريب المسافات بين الاتحاد السوفييتى وأمريكا كان ذلك من خلال مباراة للشطرنج..

 

وعندما حاولوا تقريب إذابة الجليد في العلاقة الصينية الامريكية كان من خلال مباراة في تنس الطاولة، وبالعودة إلى الأولمبياد في عام 1980 انسحب الغرب بقيادة أمريكا من الاشتراك في أولمبياد موسكو وللأسف مصر وقفت مع الأمريكان بلا مبرر، وفي أولمبياد لوس انجلوس 1984 قررت الدول الشرقية الانسحاب منها بقيادة الاتحاد السوفييتى ردا على انسحاب الغرب 1980، ماذا نسمى كل هذا؟ 

 

خلط السياسة بالرياضة

 

أليست القرارات السياسية تصب في الرياضة للتأكيد على أن الرياضة والسياسة وجهان لعملة واحدة، وما يحدث الآن مع روسيا من إستبعاد فرقها في جميع المجالات الرياضية في العالم أليس خلطا للسياسة مع الرياضة؟! والعجب كل العجب لو الأمر مس القضية الفلسطينية يكون الرد "السياسة شىء والرياضة شىء آخر".

 

وفى بداية الحرب الروسية الاوكرانية تم مطالبة البطل المصرى العالمى على فرج الحديث عن الحرب الروسية الأوكرانية إلا إنه قال: فلسطين محتلة من أكثر من 70 سنة وممنوعين من الحديث عنها فلماذا تطلبون منى الحديث عن روسيا وأوكرانيا؟ هذا حدث في مؤتمر صحفى وليس في لقاء محدود!

 

إذن لابد من التسليم بأن الرياضة تعد أحد أدوات السياسة غير شريفة، في المحافل الدولية لابد لأعضائها الاعتراف والتسليم بمذابح هتلر لليهود وإلا فلا مكان له، ولنا تجارب في ذلك الأمر لماذا فشل فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق في اليونسكو الذى رفض التطبيع مع العدو الصهيونى ونجح حسن مصطفى في إتحاد كرة اليد الدولى أول من طبع مع العدو الصهيونى رياضيا؟ لماذا نجح محمد البرادعى الذى رشحه الغرب بزعامة أمريكا في الطاقة النووية الدولية، الرجل الذى يحمل كل الفكر الأمريكى وفشل مرشح مصر السفير محمد شاكر الذى يرفض التطبيع مع العدو؟ إنها الصهيونية العالمية التى تحرك العالم وهى فى غرفة مظلمة لا أحد يراها ولا يسمع صوتها ولكن الخونة يقومون بهذا الدور جيدا.

 

نعود إلى مصر وفى عام 1973 وبالتحديد أثناء حرب أكتوبر المجيدة، حدث أمر في غاية الأهمية لم يمر مرور الكرام لدى الغرب، كيف يجتمع العرب على كلمة سواء؟ كيف إستطاعوا تنفيذ قرار قمة الخرطوم 1967 وقطعوا البترول عن العالم؟ كيف توحدت أفريقيا خلف العرب في هذه الحرب؟ بعد دراسة هذه الأسئلة جيدا، قرر الغرب تمزيق وحدة العرب مهما كان الثمن، قتلوا الملك فيصل لمجرد وقوفه مع مصر في الحرب وقطع البترول، أشعلوا الحرائق في لبنان بحرب أهلية، جندوا روؤساء وحكام دول، إستقبلوا مصر بالأحضان لفصلها عن الوطن العربى تماما وإتمام الصلح المنفرد مع الصهاينة..

 

 

وللأسف كان السادات يعتقد بسذاجة غريبة أن أمريكا ستكون خير عوض عن العرب وأفريقيا، وهناك الأهم إيقاظ الفتنة سواء الطائفية في مصر ولبنان، أو دعم الإخوان المجرمين وكافة الجماعات الارهابية تحت مسمى الجماعات الاسلامية والحقيقة أنهم جميعا كان يمولهم الصهاينة من غرفته المظلمة ماديا وسياسيا، خاصة أن انجلترا والغرب كان ولايزال الملاذ الآمن لكل الجماعات الارهابية، وفى عام 1981 كانت هناك خريطة للعالم العربى إعتمدها الكونجرس الامريكى سأكتب عن تفاصيلها في مقال مستقل، وأصبح عالمنا العربى كما قررت في 1973 بعد حرب أكتوبر المجيدة.. 

الجريدة الرسمية