رئيس التحرير
عصام كامل

علاء الأسواني وإذاعة الاحتلال الصهيونى!

منذ أكثر من 30 عاما أعرف المدعو علاء عباس الأسواني، وسبحان الله منذ رأيته لأول مرة لم أشعر براحة له، ومشاعر ترفضه بالرغم مما كان يقال عن موهبته، المرة الوحيدة التي رأيته فيها، كانت فى جريدة الشعب التى كان يرأس تحريرها في ذلك الوقت المفكر عادل حسين، وكانت جريدة الشعب قد فتحت له أبوابها في كتابة عمود أسبوعى، تمر الأيام وتتعمق صداقتى بالدكتور محمد مورو وهو كاتب سياسى ومؤلف قصص أطفال، وفوجئت بالدكتور محمد مورو في أحد اللقاءات ونحن نتحدث عما يتردد عن الكاتب الروائى الذى قدم قصة عمارة يعقوبيان، وكتب عنها الراحل الدكتور يحيى الجمل أن علاء الأسواني هو نجيب محفوظ هذا الجيل، قال الدكتور محمد مورو: عمارة يعقوبيان هى فكرتى!   

 

عمارة يعقوبيان

 

كان طبيعى أن أندهش ثم أكمل، الدكتور محمد مورو: أنا وعلاء الأسواني أصدقاء من سنوات وكنا كثيرا ما نلتقى في وسط البلد، وفي أحد هذه اللقاءات قلت له تخيل إحدى هذه العمارات وهى تضم نماذج كثيرة من البشر ماذا يمكن أن نقدمه في رواية تحكى حياتهم، وتحدثنا كثيرا عن هذه الفكرة، الغريب أن علاء الأسواني بعدها إبتعد عنى ولم يعد يسأل حتى فوجئت براويته عمارة يعقوبيان في الأسواق!

 

أما حكاية إنه نجيب محفوظ هذا الزمان، فقد طرحت هذا الكلام على الأديب الكبير سعيد الكفراوى، فقال: أعجبتنى عمارة يعقوبيان، ولكن مقارنته بنجيب محفوظ لا يليق، مستحيل يكون علاء الأسواني نجيب محفوظ تانى، علاء الأسواني يكفيه الروايات الأربعة التى صدرت له، كان لى ملاحظات عديدة مثلا على رواية نادى السيارات وإعترف إبراهيم المعلم بأخطائها في وجود علاء الأسواني نفسه.. 

 

ولا أريد التطرق إلي ما يحاول البعض ترويجه بأن الأسواني وجد أوراق خاصة بوالده المحامى الكاتب عباس الأسواني، ولكن أريد التأكيد على أن نجيب محفوظ كان منشغلا بالقضايا الكبرى، الكلمة، العدل، قضية الموت، الحياة، حققها من خلال مجموعة الفتوات، آخر أعماله "أحلام فترة النقاهة" التى كتبها وهوعلى أبواب التسعين، إنه كاهن مصرى مثل كهنة الفراعنة!  

 

الحقيقة لم أشعر في يوم من الأيام بصدق كتاباته، وإنه فعلا يكتب من أجل مصر والصالح العام، وللأسف الشديد هناك من الطيبين من يصدق مثل هذا النموذج الذى تؤكده الأيام إنه باع نفسه لأعداء الوطن، كنا في حوار منذ أيام نتحاور حول الكاتب الصحفى صلاح منتصر ولماذا فشل في النجاح نقيبا للصحفيين، فقد أعلن أمام الباحث ابراهيم عبدالعزيز إن السبب الذى أطاح به في الانتخابات هو استخدام منافسيه زياراته للكيان الصهونى!   

إذاعة الاحتلال الصهيوني

 

أى أن التطبيع مع العدو الصهيونى شعبيا جريمة لا تغتفر، أما السيد علاء الأسواني الذى باع نفسه للصهاينة من زمن، عندما وافق على ترجمة قصته عمارة يعقوبيان في الكيان الصهيوني، وإشترط أن يكون الناشر أمريكى صهيونى طبعا ويحصل على حقه بالدولارات الامريكية وليس الشيكل، منتهى الوطنية والإنتماء!  

 

أما آخر مواقفه مع الكيان الصهيونى كان حواره مع إذاعة الإحتلال الصهيونى ليعلن لهم أنه بصدد كتابة رواية تقع أحداثها في الخمسينيات والستينيات، وتدور احداثها في الإسكندرية، وكما قال: إن الهدف من الرواية نظام الرئيس جمال عبدالناصر، النظام العسكرى الذى عمل على تطوير الكره للأجانب.. الأمر الذى أدى إلى هروب المصريين من أصول أوروبية. 

 

ويؤكد علاء الأسواني لإذاعة الإحتلال الصهيوني: إن الإسكندرية كانت أكثر تسامحا من الأندلس التى عاش فيها أبناء الديانات الثلاث معا، ولكن وصلنا إلى نقطة تحول، النظام الذى كان عسكريا -يقصد ناصر وثورة يوليو– رعى ونما بمنهجية الكره للأجانب، وأقدم هذا النظام على تهجير المصريين الأوربيين الأصل لإنهم شعرو إنهم غير مصريين.

 

لست ضد أى وجهة نظر لأى إنسان، ولكن مجرد التواصل مع العدو الصهيوني تعتبر خيانة لدماء الشهداء في حروبنا معهم، خيانة وأهلنا الفلسطنيين لا وطن لهم، أما الأمر الثانى فإنه عندما يتحدث عن المصريين الأوربيين والأجانب وطبيعى سيتحدث عن اليهود ومؤكد سيكتب ما يريده أعداء الوطن، ولن يمانع في نشر روايته في الكيان الصهيوني وممكن يكون الناشر يهودى صهيونى ألماني أو بولندى لأنه متوضأ ولا يمكن أن يحصل علي حقوقه مباشرة من الصهاينة!  

 

للأسف البعض الذين على  خلاف مع النظام يتأثرون بكلام هذا الخائن وغيره، ولكن لا يمكن أن نصدق من قام بالتطبيع مع العدو الصهيونى وأصبح معهم الصديق الصدوق الذين يدفعون له بالدولار الأمريكى تارة وبالجنيه الإسترلينى مرة ولا مانع اليورو.

 

 

إننى لا يزعجنى الملحد والكافر بكل الأديان، ولكن الخيانة والتطبيع مع الكيان الصهيونى مرفوض شكلا وموضوعا، وأذكر هنا في عام 1981 عندما قرر السادات إعتقال كل المعارضيين كان من بينهم  الدكتورة عواطف عبدالرحمن التى كانت في رحلة لأوروبا، وقررت العودة إلى مصر، حاول بعض المصريين في باريس منعها من العودة لأنه سيتم القبض عليها، فقالت: السجن في مصر أشرف لى من الحرية في أوروبا!

تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر..

الجريدة الرسمية