رئيس التحرير
عصام كامل

اليوم ذكرى رحيل أشهر خطباء السياسة مكرم عبيد.. قصته من الوزارة إلى السجن

مكرم باشا عبيد
مكرم باشا عبيد

كثيرا ماكان يستشهد فى كتاباته بالقرآن الكريم فهو القبطى صاحب المقولة الشهيرة: “نحن مسلمون وطنا ونصارى دينا، اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن انصارا، اللهم اجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمون”، وقال: “إن مصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطن يعيش فينا”.. هو أحد عمالقة الفكر السياسى والقطب الوفدى الكبير، مكرم باشا عبيد، الذى رحل في مثل هذا اليوم عام 1961.


كان مكرم عبيد مقربا من الزعيم سعد زغلول، وظل وفيا له، وعندما نفى الإنجليز سعد زغلول كان من بين المنفيين مع مصطفى النحاس، ويصا واصف، سينوت حليم وواصف غالى، وبعد رحيل سعد زغلول عين سكرتيرا لحزب الوفد وعرف في الوسط السياسى بأنه أشهر خطيب في التاريخ السياسي.

العيب فى الذات الملكية 

عمل مكرم عبيد سكرتيرا لجريدة الوقائع المصرية عام 1912، وفى عام 1919 انضم الى حزب الوفد وكان له نشاط بارز حتى لقب بالخطيب المفوه، وعندما شكل النحاس وزارته بعد وفاة سعد باشا عين مكرم وزيرا للمواصلات عام 1928، ثم عين وزيرا للمالية ومنح لقب الباشوية، وانتخب نقيبا للمحامين ثلاث مرات متتالية، وتبرع للدفاع عن الأديب السياسى عباس محمود العقاد في قضيته الشهيرة العيب في الذات الملكية وعرف بالخطيب المفوه.

جريدة الكتلة 

انشق عن الوفد عام 1942، واختلف مع النحاس فألف حزب الكتلة الوفدية وأصدر جريدة الكتلة، وشارك فى الوزارات التى شكلها احمد ماهر والنقراشي، كما عمل بالمحاماة ونذر نفسه للدفاع عن المقبوض عليهم في قضايا  سياسية.

مصطفى النحاس ومكرم عبيد 

قام برصد تصرفات وفساد وزارة الوفد وجمع الوثائق ودونها فى عريضة رفعها إلى الملك، ونشرت هذه العريضة ومستنداتها فى كتاب قدمه الصحفى جلال الدين الحمامصى عرف بـ “الكتاب الاسود”، ثم قدم مكرم فساد الوفد فى استجواب لمجلس النواب فتقدم العضو حسن ياسين باقتراح بإسقاط العضوية عنه من البرلمان، ووصف بأنه ليس جديرا بشرف النيابة.

 وعن طريق التصويت فصل عبيد من مجلس النواب رغم معارضة العضو الصحفى فكرى أباظة الذى طلب إحالة الموضوع إلى لجنة الشئون الداخلية للمجلس ورفض طلبه، وبعد عدة اسابيع اصدر النحاس باشا رئيس الوزراء أمرا عسكريًّا باعتقال مكرم عبيد وجلال الحمامصى ناشر الكتاب بمقتضى الأحكام العرفية وأودعا السجن.

نصير العمال 

مكرم عبيد هو صاحب فكرة النقابات العمالية، وهو اول من وضع  فكرة الحد الأدنى لأجور العمال فى مصر، وعمل على توفير التأمين الصحى والتأمين الاجتماعى للعمال، كما انه كان صاحب الأخذ بنظام الضريبة التصاعدية للدخل، وكان صاحب فكرة الاخذ بنظام الضريبة التصاعدية للدخل، وكان يقرن معنى الوطنية بتمصير ملكية الأراضى الزراعية ونزعها من الأجانب، وناضل ضد الاحتلال وحذف اسمه الأجنبى "وليم" من اسمه تعبيرا عن رفض كل ماهو أجنبي.


من كلماته المأثورة أيضا: إذا كان الحال يدعو لتضحية مليون قبطى فى سبيل حرية سائر المصريين.. فإن التضحية واجبة، وثمنها غير ضائع.

رمز النضال الوطني 

عند رحيله، أوفد الرئيس جمال عبد الناصر أنور السادات مندوبا عنه فى تأبينه بالكنيسة المرقسية بالأزبكية، مشيدا بالنضال الوطنى لمكرم عبيد من اجل الاستقلال، كما أطلق اسمه على أحد شوارع مدينة نصر عند تقسيمها. 

الجريدة الرسمية