رئيس التحرير
عصام كامل

محمد على راشد: شهرة المنشدين تراجعت بعد النقشبندى وطوبار.. وهذا هو مؤسس فن الابتهال ( حوار )

الشاعر الدينى محمد
الشاعر الدينى محمد على راشد ( أرشيفية )

فن الإنشاد بدأ مع هجرة الرسول
كل مبتهل من السهل أن يكون منشدا ولكن ليس كل منشد يستطيع أن يكون مبتهلا
كتابة الابتهالات تختلف تماما عن كتابة الأغانى الدينية
المبتهلون يتقاضى مقابلا ماديا 80 جنيها فقط  وقارئ القرآن الكريم 180 جنيها
الأناشيد الدينية للمبتهلين العرب بالمشاهدة لأن  إمكانات الإنتاج لديهم عالية


يعتبر الشاعر الديني محمد على راشد من أهم روافد المبتهلين والمنشدين الدينيين. يمدهم بأشعاره الدينية المتنوعة والخاشعة التي تذخر بالكلمات راقية والمعاني سامية. وفي هذا الحوار يتحدث “راشد” لـ"فيتو"عن تجربته الشعرية، وعن رؤيته لواقع وحاضر مدرسة الابتهالات الدينية وسبب تراجعها الحاد وسبل الارتقاء بها:

 

ــ ما مدارس الإنشاد والابتهالات فى مصر؟
يعرف الإنشاد بأنه ينتمى إلى مدرسة التلحين، وهو أحد وجوه الغناء الدينى، حيث يلزمه قالب موسيقي وكلمات، ويلتزم المنشد التزاما كليا بما جاء به الإنشاد من كلمة ومن لحن، أما الابتهال فيعتمد على المبتهل كليا من حيث قدرته على الغناء، ولذلك دائما نقول إن كل مبتهل من السهل جدا أن يكون منشدا، ولكن ليس كل منشد يستطيع أن يكون مبتهلا، لأن الابتهال يحتاج إلى كفاءة عالية، حيث يتطلب المبتهل أن يرتجل من مقام إلى مقام، وهنا يبرز المبتهل براعته فى الأداء ولو بذات الكلمات، بالإضافة إلى أن طبيعة كتابة الابتهالات تختلف تماما عن كتابة الأغانى الدينية.

 

ــ من المؤسسون الحقيقيون لدولة الإنشاد فى مصر؟
بدأ تاريخ الإنشاد منذ هجرة الرسول على الله عليه وسلم، وتحديدا عندما استقبلت بنات بني النجار الرسول عليه الصلاة والسلام بالابتهالات الدينية، وبعد ذلك تجددت المدارس فى الابتهال مع ظهور الشيخ على محمود وهو يعتبر مكتشف الكثير من المبتهلين منهم: الشيخ محمد الفيومى، وطه الفشنى وأمثالهم، ولكنه لم يأخذ حظه تماما، وهو صاحب المدرسة التأسيسية فى فن الإنشاد والابتهال، وله العديد من الأعمال سواء فى الابتهالات أو التسجيلات القرآنية التى لم تذع.


ومع شديد الأسف هو لم يأخذ حظه رغم أنه وجه الكثيرين مثل الشيخ محمد رفعت للإذاعة، ويقال أيضًا إنه وجه أم كلثوم للغناء. ومن بطانة «على محمود» ظهر العديد من المدارس، منها مدرسة الشيخ النقشبندى، ونصر الدين طوبار، وغيرهم، أمثال مصطفى إسماعيل، والشيخ الحصرى، والمنشاوى، والبنا، وغيرهم.

 

- هل تراجعت شهرة المبتهلين فى مصر بوفاة النقشبندى وطوبار؟
علينا أن نعيد النظر جيدا قبل هذا السؤال فى وضع الابتهال قديما وحديثا، وذلك يجعلنا نطرح تساؤلا مهما: هل كان الاهتمام قديما بالابتهال هو نفس الاهتمام الآن؟ ستكون الإجابة: لا. لذا فعلا تراجعت شهرة المنشدين بعد وفاة النقشبندى وطوبار، وذلك لأن البحث عن المواهب لم يعد موجودا كما كان يحدث فى الماضى، وذلك رغم أن مصر من الدول الغنية بالمواهب، حتى المواهب الشعرية التى تفرز مبتهلين عظاما.

ولكن البحث عن المواهب تراجع بسب الإهمال والكف عن البحث عن الكلمة الجادة، بالإضافة إلى تخلفنا عن قيمنا الأصيلة ولو أردت أن أوضح هذا أكثر فائتونى بنص قديم، نجد أن له معنى ورسالة، ولذلك تعيش هذه النصوص إلى الآن، ويعيش أفرادها إلى الآن، رغم رحيلهم جسدا عن مجتمعنا، ولو آمنا بهم وجددنا فى الكلمة بمنظور جديد مع الحفاظ على أصالتها مع استهداف الوجدان واستهداف العقل المصرى والعربى الذى يحب دينه ويحب قيمه وأصوله لنعيد هذه الروح مرة أخرى، هنا سنجد أنفسنا في اتجاه آخر وقد تركنا الغثاء الذى عم وانتشر بسبب الكلمة الهابطة والخلاعة.

 

- هل تراجع فن الابتهالات والإنشاد فى الفترة الأخيرة؟
لعل السبب فى هذا التراجع هو عدم البحث عن المواهب والكلمة الجيدة والسعى وراء المال، بسب عدم وجود ضوابط لتقديم الأعمال الهادفة فى ظل عصر السماوات المفتوحة والفضائيات مع عدم وجود رقابة.

بالإضافة إلى التوقف عن البحث عن المواهب الحقيقية ودعمها وعدم وجود إنتاج، كما أن المبتهلين يعانون من ضعف المقابل المادى لأعمالهم والذى يبلغ 80 جنيها، و180 جنيها لقارئ القرآن الكريم.

 

- ما المطلوب لإعادة الروح إلى الإنشاد والابتهال مرة أخرى؟
يجب أن ينشط الإنشاد بواسطة عمل المزيد من الأعمال الدينية والأنشطة بواسطة وزارة الثقافة وإطلاق تلك الأنشطة بقصور الثقافة وبيوت الثقافة المنتشرة بكافة أنحاء الجمهورية.

 

- هل المساحة المخصصة للابتهالات تكفى؟
بالطبع لا تكفى تلك المساحة وتحتاج إلى إعادة جدولة وتوزيع على مدار اليوم الإذاعى مع تنوعها لتكون فى خدمة الدعوة وخدمة دين الله.

 

- ما رأيك فى المستوى العام للمبتهلين الجدد؟
هو مستوى رائع وكل منهم له طابع الخاص ومن أبرزهم الشيخ شعبان عبد الجيد، عبد اللطيف العزب وهدان، والشيخ سعيد هزاع والشيخ فرحان عبد المجيد، الشيخ محمد على جابين وهؤلاء أصوات حقيقية، بالإضافة إلى الأصوات الشابة مثل الشيخ بلال مختار والسرساوى، فتعدد مدارس الإنشاد تعتمد على صدق المؤدى.

 

- لماذا تحظى الأناشيد الدينية التى يغنيها ماهر زين وسامى يوسف وسعيد كرتس بالمشاهدة والاهتمام الأكبر؟
بسبب أن إمكانات الإنتاج لديهم عالية بخلاف ما نحن عليه، وأتمنى أن تخرج تلك الأعمال الخاصة بنا إلى النور.

 

- ما المصادر التى تعتمد عليها فى كتاباتك للابتهالات؟
تلك المصادر تكمن فى التلاحم مع الأحداث والتواصل مع المناسبات الدينية وبالقراءة عنها وبالرجوع إلى التوثيق الدينى ومن خلال الاطلاع المستمر ومتابعة أهم الأحداث والصحف، فلا بد أن يكون للشاعر تحديدا التحام مع وجدان مجتمعه بالكلمة التى يجد فيها الصدق ولا تكون فيها صعوبة وتكون فيها أمانة.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

الجريدة الرسمية