رئيس التحرير
عصام كامل

أمين الصحة النفسية: المريض اللى مكسوف يروح مستشفى يتواصل معنا إلكترونيًا ( حوار )

جانب من حوار الدكتورة
جانب من حوار الدكتورة منن عبد المقصود مع صحفية فيتو

قريبا إجراء مسح شامل للأمراض النفسية لدى المصريين.. وفحص نفسى عبر "الفيديوكول" مجانا لأول مرة
المرض النفسى مظلوم والناس تسيء التعرف عليه
هناك ٢١ مستشفى ومركزا فى أنحاء الجمهورية تقدم خدمات الطب النفسى
اهتمام القيادة السياسية بملف الدعم النفسى للمصريين نعمة لا يجب التفريط فيها
العلاج الزواجى فى الطب النفسى يحل مشكلات العنف الأسرى ويتفادى قضايا الطلاق
زيادة العنف المجتمعى والجرائم بسبب الإحباط.. ومعظم حالات الانتحار ترجع اضطرابات نفسية
التنمر مرض نفسى اجتماعى والمتنمر شخص ضعيف ومسكين علينا أن نشفق عليه

استقبلنا ١٢ ألف زيارة فى الأسبوع الأول لإطلاق المنصة الإلكترونية للصحة النفسية


 

تعزيز وتحسين الصحة النفسية للمجتمع تساعد على الحد من المشكلات المجتمعية كما تؤدى إلى ظهور أفراد أسوياء ومنتجين ونافعين لمجتمعهم ليس لديهم ما يعيقهم عن أداء دورهم ووظيفتهم فى المجتمع، ومن هذا المنطلق تقدم الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة خدمات الطب النفسى للمواطنين فى سرية تامة وخصوصية وأيضا مجانية وهى تضم ٢١ مستشفى تفتح أبوابها لكل إنسان يشعر أن لديه أعراض مرض نفسى أو مشكلات نفسية.


ما هو المرض النفسى ومتى يجب أن يتم عرض المريض على طبيب نفسى؟،  وما هى خدمات الأمانة العامة للصحة النفسية؟.


أسئلة كثيرة طرحناها على الدكتورة منن عبد المقصود رئيس الأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة والسكان وأستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة عين شمس فى حوار خاص لـ"فيتو" والتى أجابت عنها، كما تحدثت عن المشكلات الحياتية فى المجتمع المصرى سواء الطلاق أو العنف الأسرى وما إذا كان وراءها دوافع نفسية أم لا.


وتطرقت أيضًا إلى كيفية تعزيز الصحة النفسية للمصريين، كاشفة عن أحدث منصة إلكترونية لتقديم الخدمة الطبية مجانا تسهيلا وتيسيرا على المرضى والوصول إلى أماكن تواجدهم، وإلى نص الحوار:

*بداية ما أهم خدمات الأمانة العامة للصحة النفسية؟
الأمانة العامة للصحة النفسية كيان يتبع وزارة الصحة والسكان المصرية تقوم بخدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان فى جميع المحافظات يتبعها ٢١ مركزا ومستشفى منهم مراكز متخصصة لعلاج الإدمان وأخرى تأهيل نفسى ومنهم مراكز تقوم بتقديم خدمة علاج الإدمان والتأهيل النفسى معا وتضم عيادات خارجية وأسرة، ويوجد ٥ مستشفيات فى القاهرة الكبرى وقريبا يزيد العدد لـ٦ مستشفيات.

*ما أهمية المنصة الوطنية للصحة النفسية وهل يوجد إقبال عليها من المواطنين؟
فكرة المنصة الإلكترونية لتسهيل الحصول على خدمات الصحة النفسية وتنقسم إلى شرائح منها الاستعلام عن الخدمة وتعتبر امتدادا للخط الساخن والاستفسار عن أقرب مكان لكل مواطن يتلقى فيه الخدمة النفسية، وثانيا اختبار نفسى للتعرف إذا كان الإنسان مصابا بأمراض نفسية أم لا، وإذا كان مصابا هل يحتاج لعلاج أم نصائح فقط ويتوفر على المنصة نصائح لكل درجة يحصل عليها من الاختبار النفسى.
ويمكن من خلال الخدمة أن يتواصل أي مواطن مع الطبيب المعالج ويحجز موعد ثم يوافق الطبيب على موعد الحجز ضمن العيادات الافتراضية، ويتم خلال مكالمة الفيديوكول جلسة فحص نفسى واستشارة نفسية.
ومن ضمن مميزات المنصة أنها تقرب المسافات بين المحافظات ويمكن لمواطن ساكن فى محافظة بعيدة أن يتلقى الخدمة ولا يحتاج إلا لوصلة إنترنت.


وتشمل المميزات تقليل الوصمة المجتمعية تجاه المرض والمرضى فيمكن أن يكون لدى أي مريض الحرج من الجلوس فى عيادة طبيب نفسى يخشى أن يراه أحد الجيران أو رئيسه فى العمل، ويمكن التواصل عن بعد وتسهيل الحصول على الخدمة بدلا من الحجز والنزول من المنزل وركوب مواصلات يمكن أن يتواصل أسهل من خلال الفيديوكول.

*وهل يتم وصف العلاج من خلال مكالمات الفيديوكول؟
العلاج النفسى قائم ويحصل على الاستشارة النفسية الطبية، وهو أمر متاح أيضًا على الخط الساخن فى الجلسات النفسية، بينما وصف الأدوية النفسية ما زال يتم بحث الأمر والتواصل مع الجهات العلمية الوطنية والدولية إذا كان متاحا وصف الأدوية النفسية أم لا.

*وهل يوجد إقبال على المنصة الإلكترونية للصحة النفسية؟
إقبال كبير، أول يوم فقط استقبلنا ٥ آلاف زيارة فى ٢٤ ساعة وأول أسبوع أكثر من ١٢ ألف زيارة و٥٠٠ طلب كشف وعلاج ويوجد تعطش للخدمة.

*ما هو المرض النفسى وهل له أعراض؟
المرض النفسى من الأمراض المظلومة لأنه ليس له معالم واضحة والناس تسيء التعرف عليه وأيضا يصعب التشخيص إلا من خلال دراسة وتشمل الأمراض النفسية الاكتئاب والفصام والقلق والتوتر وفرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال، والناس أصبح لديهم ثقافة تجاه المرض النفسى إلا أننا نحتاج لزيادة الوعى ونتوجه حاليا لتوعية المواطنين بالأمراض النفسية ومتى أعرف أن عندى مرضا نفسيا.
والحقيقة أن بعض الناس تعتقد أن المرض النفسى يمكن أن يحدث نتيجة زعل شديد أو حزن أو مشكلة إلا أنه يصيب الإنسان دون أسباب معروفة والزعل والحزن هى عوامل تساعد وتزيد من ظهور المرض.
والمرض النفسى يؤثر على قدرة الإنسان على العمل والعطاء والتركيز والقدرة على الإنتاج وإذا كان لا يؤدى مهامه الحياتية ويوجد خلل فى قدرته على الإنتاج فهو يحتاج بسرعة إلى استشارة نفسية.

*أين يتجه المواطن الذى يشعر بوجود مشكلة نفسية؟
يمكن التواصل عبر الخط الساخن ١٦٣٢٨ للاستعلام عن أقرب مكان خدمة أو يتوجه للمستشفيات مباشرة فى كل أنحاء الجمهورية منها مستشفيات مشهورة مثل المعمورة فى الإسكندرية والعباسية والخانكة فى القاهرة الكبرى، جميعها مستشفيات قديمة وعريقة. 


ومتوفر أيضًا فى أسوان وسوهاج وأسيوط والمنيا وبنى سويف وفى القاهرة الكبرى أيضًا مستشفيات المطار وحلوان وبنها وقريبا مستشفى إمبابة لعلاج الإدمان ومتوفر مستشفيات فى المنوفية وطنطا وبورسعيد.

*كيف يتم تعزيز الصحة النفسية للمصريين؟
يوجد حاليا اهتمام من القيادة السياسية بملف الدعم النفسى للمصريين وهى نعمة لا يجب أن نفرط فيها، والاهتمام بالصحة النفسية والخوف على المجتمع المصرى يجب أن نستخدمها أحسن استخدام.
ويوجد ظواهر نفسية مجتمعية مؤذية للمجتمع وتحتاج إلى وقاية وتوعية ولدينا.


وهناك مشكلة فى تمييز الصح من الخطأ ويجب لعلاج تلك الظواهر المجتمعية المؤذية مشاركة كل هيئات الدولة وعلى رأسها الإعلام.


وفى إطار الانتشار المصرى للإعلام فى كل دول العالم يجب توجيه قوة الصحة النفسية وعلاج الإدمان لتحارب ظواهر المجتمع الفاسدة وتواصل مباشر مع صناع الدراما لأنها سلاح قوى ولها تأثير كبير وأقوى من أي أسلحة فى المجتمع ويتم تقييم أعمال الدراما.


وأيضا التواصل مع المؤسسات الدينية ولدينا تواصل مستمر مع دار الإفتاء والأزهر وعقد ندوات توعية وتعليم وتدريب فرق على كيفية زيادة الوعى المجتمعى بالصحة النفسية.

*وما تقييمك للصحة النفسية للمجتمع المصرى؟
الظواهر الاجتماعية النفسية الفاسدة تؤذى المجتمع وتؤثر سلبا على أخلاق الشباب.


وهى القاعدة العريضة للمجتمع، بينما الفئة الصغيرة وهم المرضى النفسيون وعددهم قليل والناس تعتبرهم شماعة تعلق عليها الأخطاء، بينما هم يحتاجون إلى العلاج وإعادة تأهيل والدمج فى المجتمع، فمثلا المدمن بعد علاج الإدمان وحصوله على برنامج علاجى، وتغير وشفى تماما، يجب أن يعمل ويجد فرصة عمل وينفق على أسرته ويكون شخصا مقبولا من المجتمع، والأمر يحتاج إلى قوى الشعب كلها، وليس الأطباء فقط، وأيضا القوى الاقتصادية فى البلد تتعاون والبعد عن الوصم للمريض وليس التعامل معه على أنه مجنون أو مدمن يؤذى من حوله.


الناس يجب عليها لتحسين المجتمع نفسيا إدماج العناصر الضعيفة طالما تتحسن وتسعى للشفاء والتخلص من الرواسب السلبية.

*هل هناك دوافع نفسية وراء حوادث الانتحار ودور الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان فى مواجهتها؟
معدلات الانتحار غير مثبتة علميا إذا كانت تزيد أو تقل فى مصر، ونتيجة تركيز الإعلام والسوشيال ميديا أصبح معروفا، والناس لديهم وعى أكثر بالصحة النفسية ومعظم أسباب الانتحار اضطرابات نفسية، وصعب أقتنع أن شخصا ينتحر بدون الإصابة باضطراب نفسى.
ونظمنا فى الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان حملة حياتك تستاهل تتعاش، وتعاملت من خلال مجتمع الشباب وعلاج أسباب الانتحار، ومن هنا تظهر أيضًا أهمية توفير العلاج النفسى قريب لبيتك، لو أي إنسان لديه حرج أو كسوف الذهاب لمستشفى يمكن التواصل عبر المنصة الإلكترونية، وأى شخص يعرف إنسانا آخر يعانى من مشكلة نفسية يلجأ سريعا إلى متخصص فى الصحة النفسية.

*آخر إحصائية صدرت عن الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان من ٤ سنوات بشأن معدل انتشار الأمراض النفسية أثبتت أن ٢٥% من المجتمع مصاب بمشكلات نفسية، هل توجد دراسات وإحصائيات جديدة توضح نسب الانتشار حاليا؟
نحن بصدد إعداد دراسة جديدة وإجراء مسح شامل للاضطرابات النفسية وتوعية المجتمع بالمرض النفسى وقد تلقت فرق التواصل المجتمعى بوزارة الصحة تدريب على زيادة وعى الناس بالمشكلات النفسية.
ونتمنى إطلاق مبادرة ضمن مبادرات ١٠٠ مليون صحة للصحة النفسية بتشجيع من الوزير على ذلك، ونأمل أن تتبناها الرئاسة.

*هل يتم علاج المخدرات الحديثة المصنعة فى مستشفيات الأمانة العامة للصحة النفسية؟
يتم علاج كل أنواع الإدمان سواء التقليدية أو المصنعة بنجاح ويشفى منها المريض نهائيا طالما التزم بفترة العلاج ومتابعة مستمرة مع الطبيب.

*بعض المشكلات المجتمعية منها الطلاق تزايدت مؤخرا فى المجتمع فكيف تؤثر سلبا على الأطفال والأجيال الجديدة؟
الطلاق ليس أمرا جيدا، ولكن إذا وقع لماذا نضخم من تلك الظاهرة إعلاميا، ولو وقع بشكل صحى ومسالم بدون مشكلات وتجريح مع التركيز على نفسية الطفل وإحساسه بالأمان والاطمئنان بدلا من انهيار الحياة ويمكن أن يحدث فى إطار صحى وسليم، لا نقول إنه أمر مطلوب ولكن وارد حدوثه والجميع لديه عقبات فى الحياة قد يتمكن من التغلب عليها وقد لا يستطيع التغلب عليها.


ولدينا فى الطب النفسى العلاج الزواجى متوفر وموجود لمنع حدوث الطلاق، ولكن الناس لا تلجأ فى الغالب للطبيب النفسى بل تذهب إلى تخصص التنمية البشرية أو المؤسسات دينية.


وتعريف الأزواج أن مشكلاتهم الزوجية قابلة للعلاج ويمكن الوقاية منها ويمكن تنظيم دورات توعية للشباب المقبلين على الزواج لتفادى قضايا الطلاق

*هل تشارك الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان فى وضع قوانين الأحوال الشخصية ومسائل الرؤية للأطفال بالنسبة لحالات الطلاق؟
من فترة طلب منا الرأى فى وضع أسس وقواعد الرؤية بالأدلة العلمية وقد أرسلنا بالمراجع العلمية أسس تنظيم مسالة الرؤية.

*هل تؤثر مسالة الرؤية على نفسية الطفل؟
يجب أن يعلم الجميع أن الطفل فى أي لحظة من لحظات عمره عليه أن يتمكن من رؤية الأب والأم فى أي وقت ولا يمكن أن يتحكم أي طرف فى ذلك أو يمنعه من رؤية الأب أو الأم، وقضايا الرؤية معظمها يتاح بها مستشار نفسى وقبل الحكم قد يلجأ القاضى له ويعرف رأيه قبل إصدار حكمه.

*وكيف يؤثر الطلاق على الحالة النفسية للطفل؟
أى مشكلة بين الأب والأم تؤثر سلبا على الطفل سواء فى زواج أو طلاق، ويجب أن نعرف ماذا نفعل للحفاظ على نفسية الأطفال من خلال توفير إطار احترام متبادل بين الأبوين دون حدوث مشكلات وقضايا وخلافات.
ونتفق جميعا على أن ليس كل المتزوجين سعداء ولكن بعض الأهل يكونون قادرين على حل مشكلات الحياة بشكل سوى. 
وتقييم الأسرة لا يكون بأنها سعيدة أم لا ولكن هل هى قادرة على مواجهة المشكلات ولديها منتج سليم وهو تربية أطفال اسوياء يتعاملوا مع المجتمع بشكل سليم..هل منتج الأسرة من أطفال يخدعون المحيطين بهم أو يكذبون على الأب والأم ويخفون عنهم أو يتعاملون مع الآخرين بشكل غير سوى.

*ما تفسيرك لزيادة معدلات الجريمة سواء بين الأزواج أو أفراد المجتمع؟
زيادة العنف المجتمعى والجرائم أمر مرتبط بالإحباط إذا لم يكن السبب هناك أمراض نفسية، أو تعاطى مواد مخدرة وهو أمر واضح ومعروف أن الإدمان والتعاطى سبب من أسباب الجرائم.

*ولماذا يحدث الإحباط؟
يحدث الإحباط بسبب وجود توقعات وآمال لا نحققها ويجب على كل إنسان أن يضع آماله وطموحاته فى مقدار إمكاناته وعلى سبيل المثال معدلات العنف الزواجى بسبب عدم التقدير من الزوج والزوجة ويمكن تنظيم برامج توعية عن كيفية التعامل بين الأزواج واكتساب علاقة زوجية ناجحة واتباع أساليب التعزيز الإيجابى للأطفال،
بجانب مشكلات أخرى تسبب الإحباط منها معدل الدخل والإقامة ومستوى المعيشة، والأسوياء يتأقلمون مع أوضاعهم، وبعض الأسر قد تكون ذات مستوى قليل ماديا وسعيدة وأسر ذات مستوى مرتفع وتعانى من أزمات واضطرابات نفسية.

*كيف تفسرين حدوث التنمر وكيف يتم محاربته؟
التنمر مرض نفسى اجتماعى من الظواهر التى نحاربها وله تأثير على الثقة بالنفس للنشء والمجتمع ككل.
وأنصح الناس عندما ترى شخصا متنمرا أن تشفق عليه ولا تخاف منه لأن المتنمر لديه إحساس بالنقص ورغبته فى أن يكسر من أمامه ويقلل من شأنه، وهو إنسان مسكين وضعيف ويجب أن نحاول علاجه ولا نكرهه.
ولكى نواجه التنمر يجب وضع الحدود الواضحة بين الناس، وكل إنسان يجب أن يفهم جيدا أهمية وجود حد فاصل لا يسمح لشخص أن يتعداه سواء بالإهانة أو الضرب، والشخص المتنمر لا يرى الحدود ويمد يديه ولسانه والتطاول قد يكون لفظى أو جسدى.
ويجب أن نعلم الأطفال حدودهم ومقوماتهم. على سبيل المثال لو شخص قال لطفل أنت قصير، على الطفل أن يفهم أن طوله مرتبط بالجينات وأن القصير إنسان طبيعى ويفهم ذلك، ويثق فى نفسه وفى شكله وملامح وجهه ومواصفاته وأخلاقه. وكل طفل يتأكد أنه مثل ما لديه نقاط ضعف لديه نقاط قوة، وعليه أن يعرف حدوده ولا يسمح لأحد أن يتعداها وأن ثقته بنفسه غير قابلة للزعزعة والاهتزاز.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"

الجريدة الرسمية