رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هيئة البريد في خدمة عمرو دياب!

لهيئة البريد المصرية إعلان يستفز الرآي العام المصرى منذ بدء إذاعته.. إعلان يركض فيه المغنى عمرو دياب ركضا يؤكد به حيويته وشبابه ومتانة ركبه، كما متانة صوته، وهو في الاعلان يتلقي بيتزا في موعدها المحدد، وصلت في وقتها، ووصول الطعام في وقته معناه أن البريد المصرى دقيق في مواعيده، لدرجة أن عمرو دياب تلقى الوجبة في موعدها..


منذ ظهور الاعلان والدنيا مشتعلة علي السوشيال ميديا، ضد هيئة البريد وضد عمرو دياب. لماذا الدنيا مشتعلة ضدهما؟ أولا من حق هيئة البريد أن تعلن عن نشاطها، مثلما تعلن هيئات حكومية كثيرة، ومن حقها أن ترسل رسالة مؤثرة للجمهور، عن نشاطها وعن تطورها وعن خدماتها.. فهل فعل الاعلان هذا وقدم محتوى إيجابيا؟

إعلان عن مطرب

 

رأي الناس إن الاعلان ليس عن هيئة البريد ولا عن نشاطها، بل الاعلان عن مطرب أنانى لم يقدم يوما أي شيء ملموس للبلد الذي يعيش تحت سمائه، بلد يعاني أزمة بعد أزمة وكارثة بعد كارثة بينما هو يتقافز مرددا السقم والتكرار في الأداء وفي اللحن، منفصلا عن كل الآلام من حوله.. مطرب عائش لنفسه فقط.. يركض بأموال هيئة البريد. 

 

يتحدث الناس عن حصول هذا المغنى علي أكثر من خمسة عشر مليون جنيه، مقابل الاعلان، هو في الحقيقة إعلان عن عمرو أكثر منه عن أداء هيئة البريد وخدماتها وتعميق صورتها الذهنية. من حق الممثل والمطرب أن يحصل علي المبلغ الذي يطلبه.. ومن حق أي معلن أن يدفع.. لكن اعتراض الناس علي المبلغ لم يلق أي رد فعل بالتكذيب او النفي. 

 

يرى الناس أن المبلغ من أموال الشعب وانه مبلغ ضخم، وأنه لم يخدم هيئة البريد ولا جمهورها، بل خدم المغني نفسه.. ومن المؤكد أن لدي هيئة البريد جهازا إعلاميا يتابع.. لكن لا رد حتى الآن عن كم المبلغ الذي تقاضاه عمرو دياب ليقدم اعلانا سمجا سقيما؟ لماذا تتقاعس هيئة البريد عن الرد؟ هل المبلغ صحيح؟ هل المبلغ أقل؟ تقديم الحقيقة سيهدئ من الخواطر، أما عدم احترام جمهور البريد المصري، بالصمت فليس له سوى معنى واحد أن المبلغ الكبير مستفز، فأنت لا تملك وأعطيت ما لا تملك لشخص لا يستحق!

 


على هيئة البريد أن تحترم الرأي العام وأن تنفي أو تؤكد صحة المبلغ المدفوع لمطرب خدمه الاعلان بأكثر مما خدم الهيئة، وبالمناسبة فإن المشكلة ليست في المغنى، بل في المبلغ إن كان صحيحا، وفي صمت رئيس الهيئة، وفي صناعة الإعلان نفسه!

Advertisements
الجريدة الرسمية