رئيس التحرير
عصام كامل

الإسلام والتعامل مع الملحدين!

خطأ يقع فيه المؤمنون ولعبة يلجأ إليها غير المؤمنين عن الحديث عن رأي الإسلام مع تاركيه أو الخارجين عنه.. فكلاهما يلجأ إلي التراث.. والتراث كله بشري.. وكل ما هو بشري يبقي ظنيا لا تأكيد له أو إثبات مهما بلغت درجة الصحة إلا في حالة واحدة يقينية وهو اتفاقه مع القرآن الكريم.. عندئذ وعندئذ فقط يتفق التراث مع الأصل ونصدقه.. خصوصا عند الحديث في العقيدة والأحكام.. وليس في الفضائل والأخلاق !

 

يأمرنا القرآن وليس بعد أوامره أمر بأن "لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ" وأن "إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ" و"مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ ۗ" و"لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ" و"فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ" و"وَكُلّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ" وغيرها من الآيات التي تقول مضمونا متكاملا وواحدا.. وهو أن كل شخص في أمر العقيدة مسئول عن نفسه فقط ولا شأن له بغيره.. ثانيا الحساب في المسألة الإيمانية من اختصاص رب العزة سبحانه وحده.. ليس لمخلوق مهما بلغ أن يتدخل فيها.. وثالثا أن الحساب المتروك لله وحده مكانه الآخرة وليس الدنيا !

 

هل من تطبيق لهذه الآيات؟ نعم.. كان القرآن يتنزل عن المنافقين يبلغ رسوله عليه الصلاة والسلام بهم وبنياتهم.. لكنه في الوقت نفسه مأمور أن يعامل الناس بظاهرهم وظاهر أعمالهم.. فكان يتعامل معهم ولم يقاطعهم.. بل بلغ حد الصلاة عليهم عند مماتهم والاستغفار لهم وتتنزل الآيات تبلغه بمصيرهم "اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ" فيقول عليه الصلاة والسلام أنه لو يدرك الإستجابة لو زاد عن السبعين لفعل! والسبعين كان الحد الأقصي طبقا لأحد نظم العد  عند العرب أو السبعة ومضاعفاتها.. والمقصود هو الحد الأكبر أو الأقصي !

لم يقتلهم.. لم يعذبهم.. لم يسجنهم.. لم يقاطعهم.. بل يصلي عليهم ويستغفر لهم!! 

 

 

متي إذن يتصدي المجتمع لتاركي أديانهم؟ عندما يحملون السلاح لو القنابل يقتلون ويفجرون.. عندئذ يتحولون إلي أعداء "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِين"..

هذا هو الإسلام الحقيقي وهو الحجة علي غيره مهما بلغ شأنهم.. وهذا هو ديننا الصحيح النقي الصافي.. وهذا هو كتابه الكريم.. وهذا هو فعل رسوله  العظيم.. من شاء التزم به.. ومن أراد غيره فله ذلك.. عند الله الحساب وإليه الإياب !

الجريدة الرسمية