رئيس التحرير
عصام كامل

الأزمات بدأت بمشاكل صغيرة!

لست بصدد الخوض في تناول أزمة العاملين في ماسبيرو التى ناقشها اليوم مجلس الشيوخ، ولكنني أرى أن هذه المشكلة تدعونا أن نتناول نهج مواجهة مشاكل العمل في أى شركة أو مؤسسة أو جهة داخل الدولة، لأن هذا النهج إما أن يفضى إلى احتواء المشكلة بالتوصل إلى حل لها ولو مؤجل تنفيذه، وإما أن يفضى إلى تضخم المشكلة وتحولها إلى أزمة متفجرة تجعل العاملين في هذه الشركة أو المؤسسة أو الجهة لا يكتفون فقط بالحصول على مطالبهم الأولى، وإنما يضيفون إليها مطلبا بتغيير من يتولون الإدارة فيها.. أى إما أن يفلح القائمون على العمل في تجاوز المشكلة وضمان انتظام العمل، أو يضخمون من حجم المشكلة ليصبحوا هم جزءا منها وليسوا جزءا في حلها!

وللأسف الشديد النهج الثاني في مواجهة المشاكل هو الغالب في العديد من الشركات والمؤسسات والجهات، رغم أن النهج الأول سهل وميسور ولا يكلف الكثير مثل النهج الأول، لأن علاج مشكلة في المهد أسهل وأقل تكلفة من علاجها بعد أن تستفحل وتتحول إلى أزمة.. وهذا أمر يستاهل بالتأكيد أن نتوقف عنده قبل أن نغوص في تفاصيل أية مشكلة تثور هنا أو هناك، خاصة وأن مشاكل العمل لا تتوقف ولا تنتهى، وهى مستمرة ما دام العمل مستمرا.

 

 

نحن نحتاج أن ندرب من نعهد لهم بإدارة جهة ما على كيف تتم مواجهة المشاكل التى تثور بين الحين والآخر بما يمنع تحول المشاكل إلى أزمات حادة، مادامت مشاكل العمل مستمرة ولا تتوقف، وقبل ذلك علينا ونحن نختار من نعهد لهم بإدارة المؤسسات والجهات والشركات أن نمنح الأولوية لمن يحسّن التعامل مع العاملين ويجيد احتواء المشاكل من خلال إجادة الإنصات للعاملين وتقدير معاناتهم وعدم تجاهل مطالبهم حتى ولو كانت بسيطة وصغيرة.

الجريدة الرسمية