رئيس التحرير
عصام كامل

خبايا اختيار المتحدث الرسمي.. فؤاد: بعضهم يعتبر نفسه وزيرا ثانيا.. وعماد: المجاملة تحكم الاختيارات

سكينة فؤاد
سكينة فؤاد

كشف عدد من المتخصصين فى مجال الإعلام عن ضوابط اختيار المتحدث الرسمى للوزارات والجهات الحكومية والدور المنوط بهم فى التعامل مع الوسائل المختلفة، وخاصة وسائل الإعلام، حيث يرى البعض أن الخبرة هى أساس الاختيار وقدرته على التعامل مع الأجهزة المختلفة، وخاصة وسائل الإعلام، وأن لا يستعلى فى التعامل مع وسائل الإعلام، وأن لا يعتبر نفسه وزيرا ثانيا بالوزارة نفسها. ويرى آخرون أن المتحدث لا بد أن يكون شخصية جذابة بطبيعته، وحلو الحديث وكلامه يخلو من الألفاظ غير المقبولة اجتماعيا.

الخبرة والتواصل

المستشار الأسبق لرئيس الجمهورية الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد ترى أن ضوابط اختيار المتحدث الرسمى للوزارات تتمثل أولا فى الخبرة وهو أن يتم اختياره على أساس الخبرة وقدرته فى التعامل مع الأجهزة التى يقدم المعلومات من خلالها والأجهزة التى يتعامل معها، وأن يقدم لها ما تتطلبه من معلومات عن الوزارة والمؤسسة التى يعمل فيها، مشيرة إلى أنه على رأس هذه الأجهزة التى يتعامل معها المتحدث الرسمى وسائل الإعلام، ولا بد أن يكون مدركا لدور الإعلام ومحترما لهذا الدور، وأن يعلم أن الإعلام يحتاج إلى تدفق المعلومات، وأن لا يستعلى على وسائل الإعلام المختلفة، وأن لا يعتبر نفسه وزيرا ثانيا فى الوزارة، وأن لا يعتبر لنفسه مركز قوة فى المؤسسة التى يعمل فيها.

وتابعت فؤاد: مهمة المتحدث الرسمي هى توصيل المعلومات وصناعة حاجز بين المسئول الذى يمثله والجهة التى من حقها أن تحصل وتطلب المعلومات عن هذه المؤسسة، وأن يكون لديه خبرات فى التواصل، وإدراك الدور المنوط به، وأن يكون عونا وإضاءة، وأن يلعب دوره فى تدفق المعلومات عن المؤسسة التى يمثلها.

عميد كلية الإعلام الأبق بجامعة القاهرة الدكتور حسن عماد مكاوى، يعقب على هذه الإشكالية قائلًا:  المتحدثون الرسميون للوزارات يجب أن يكون دارسين للإعلام، ومؤهلين لهذا المنصب الحساس وحاصلين على دورات تدريبية مكثفة، لافتا إلى أنه ليس أي شخص يصلح لهذا المنصب.

وتابع مكاوى: المتحدث الرسمى للوزارات لا بد أن يحسن التعامل مع وسائل الإعلام، ويكون لديه القدرة للإجابة على الأسئلة والاستفسارات المختلفة، ويكون لديه اللباقة فى الرد على أي شيء، ويدرس كيفية التفاوض والإلقاء والهروب من بعض الأسئلة أي يستطيع الدخول فى باب آخر، موضحا أنه يتم اختيار أشخاص غير مؤهلين وغالبا ما يكون من المعارف أو الأقارب وأغلب المتحدثين غير متخصصين والمجاملة هي من حكمت اختياراتهم.

وأكد الدكتور على عجوة، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، أن المتحدث باسم الوزارة لا بد أن يكون له اهتمام بمجال عمل الوزارة ولديه خلفية فكرية تتصل بهذا المجال، لافتا إلى أنه لا يجوز أن يكون متحدثا لوزارة الصحة وليس لديه خلفية فكرية وثقافية فى مجال الأمراض المشهورة المعروفة.

الخلفية الثقافية

وأضاف عميد إعلام القاهرة الأسبق: ليس شرطا أن يكون متحدث الصحة طبيبا، ولكن يكون لديه خلفية بالأمراض والأوبئة التى يشهدها المجتمع، مشيرا إلى أنه يفضل أن يكون من المجال الصحى، ولكن من الممكن أن يكون إعلاميا أيضا ولديه فكرة أساسية، ولا بد أن يكون المتحدث على صلة وثيقة بكل قيادات الوزارة، ومتفهما لطبيعة المرحلة وما يواجهها من تحديات.

وتابع على عجوة: المتحدث للوزارة لا بد أن يكون على صلة بالقيادات المتخصصة فى المجال نفسه من خارج الوزارة ذاتها قيادات لها قيمتها وقامات فى المجتمع، والأهم أيضا أن يكون المتحدث على صلة متميزة بوسائل الإعلام ولديه القدرة للتفاهم المستمر معهم.

وأوضح عجوة: يتفاهم مع الإعلام ويجاملهم فى حالات معينة سواء معنويا فى مناسبات أو احتفالات أو أعياد ميلاد وفى المواساة أيضا سواء برقيات أو رسائل أو الذهاب لأماكن المجاملة نفسها، ولا بد أن يكون المتحدث متزنا ولديه القدرة على الإقناع، وخاصة أن هناك أمورا معينة تقتضى عدم التعليق وهذا مقبول فى بعض الحالات بدلا من التورط ويتحدث عن معلومة غير صحيحة.

واستكمل عميد إعلام القاهرة الأسبق: المتحدث لا بد أن يكون شخصية جذابة بطبيعته وحلو الحديث وكلامه يخلو من الألفاظ غير المقبولة اجتماعيا، مشيرا إلى أن المشكلة الكبرى فى الاختيار أن بعض المتسلقين يستطيعون الوصول لهذا المنصب رغم وجود كفاءات كبرى، وأغلب القيادات لا تحسن اختيار المتحدث الرسمى رغم أنه سبب أساسى من نجاحها.

وتابع عجوة: لا يمكن أن نتصور أن المتحدث سيصنع معجزة، لكنه يبين الواقع، ولا يغالط، ولا يقدم صورة مخالفة للواقع ولا يحاول المبالغة فى وصف أشياء.

توفير المعلومات

من جانبها.. قالت أمين سر لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب هند رشاد إن المتحدث الاعلامى باسم أية وزارة من الوزارات هو أبرز مصادر المعلومة فى هذة الوزارةن وبالتالى لابد أن يتوفر فيه عدد من الشروط أبرزها: الأمانة واللباقة وتوفر المعلومات الكاملة عما ينقله من أخبار الوزارة، فضلًا عن ضرورة أن تكون هناك معايير للاختيار من جانب الوزارة للمتحدث الاعلامى من حسن سمعة وأمانة فى نقل المعلومة وأن يكون متخصصا فى شئون هذة الوزارة حتى يكون على دراية كاملة بها.

المذيعة والنائبة شددت على ضرورة تأهيل المتحدثين الرسميين باسم الوزارات، باعتباره ضرورة حتمية حتى يمكن استقاء وسائل الاعلام المعلومة الصحيحة عن طريقهم وبالتالى لابد أن تكون هناك دورات لتطوير أداء المتحدثين بكل وزارة بين الحين والاخر بهدف إكسابهم كل ما هو جديد من المهارات.

واختتمت هند رشاد تصريحاتها بالتأكيد على أن المتحدث الرسمي لأية جهة حكومية يحمل في عنقه أمانة نقل الحقيقة لوسائل الإعلام والرأي العام، ومن ثم عليه أن يؤديها على أكمل وجه.

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية