رئيس التحرير
عصام كامل

مصر وأهمية الاستفادة من السوق الاستهلاكي الصيني (1)

أثناء افتتاح المنطقة الصناعية للغزل والنسيج بالروبيكي، في يوليو 2020 قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه يطمح الوصول بقيمة الصادرات المصرية إلى الخارج خلال السنوات المقبلة إلى 100 مليار دولار. وأعتقد أن الظروف العالمية كلها قد تأثرت بجائحة كوفيد 19 الا أن هناك بادرة أمل بدأت تلوح في الافق فقد أعلنت  بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء خلال 2021، ارتفاع قيمة الصادرات المصرية لمختلف دول العالم خلال الـ 8 أشهر الأولى من العام الحالي بنسبة 37.8%. حيث سجلت مايقدر ب 25،8 مليار دولار مقابل 18،7 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2020.

 

ارتفاع قيمة الصادرات 

 

وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية على رأس قائمة أعلى عشر دول استيرادًا من مصر خلال الـ 8 أشهر الأولى من العام الجاري؛ حيث سجلت قيمة صادرات مصر لها مليار و544 مليون دولار، يليها الهند مليار و524 مليون دولار، حسب بيان الاحصاء.

أما إيطاليا فقد أحتلت  المركز الثالث بقيمة مليار و506 مليون دولار، ثم السعودية مليار و403 ملايين دولار، ثم تركيا مليار و280 مليون دولار، ثم اليونان مليار و9 مليون دولار، ثم الصين 986 مليون دولار، ثم أسبانيا 937،5 مليون دولار، ثم الإمارات 874 مليون دولار، وأخيرًا المملكة المتحدة 732 مليون دولار.

 

وقد سجلت المنتجات البترولية المرتبة الأولى بقائمة أهم عشر سلع صدرتها مصر لمختلف دول العالم خلال الفترة المذكورة ؛ حيث بلغت قيمة صادرات مصر منها 3،6 مليار دولار، وجاء في المرتبة الثانية البترول الخام 1،7 مليار دولار. وجاء في المركز الثاني، الملابس الجاهزة 1،3 مليار دولار، ثم أسمدة 1،2 مليار دولار، ثم فواكه طازجة مليار و7 مليون دولار، ثم لدائن بأشكالها الأولية مليار و5 مليون دولار.

 

وفي آخر القائمة، جاءت صادرات عجائن ومحضرات غذائية متنوعة 683،3 مليون دولار، ثم منتجات مسطحة بالدرفلة من حديد أو صلب 411،5 مليون دولار، ثم سجاد وكليم 296،8 مليون دولار، وقضبان وعيدان وزوايا وأسلاك من حديد 244،7 مليون دولار.

 

والحقيقة أنه وفقًا لما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي "انا بحلم بتصدير على الأقل 100 مليار دولار.. منعملش كده ليه.. 100 مليار دولار على الأقل خلال السنتين التلاتة الأربعة اللي جايين.. بس دا ميجيش كده دا كلنا مش هنام ومش هنرتاح.. سواء كان اللي بيشتغلوا أو اللي بيديروهم أو الوزارات المعنية المتابعة للموضوع".

إذن علينا جميعا سواء الجهات الرسمية الحكومية المعنية بعمليات الاستيراد والتصدير وكذا المستثمرون والمنتجون بذل قصاري الجهد حتي نحقق حلم من أحلام الجمهورية الجديدة والذى أشار اليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلماته وهو الوصول بالتصدير الي 100 مليار دولار وهذا يتطلب العمل ليل نهار.

 

معرض شانغهاي

 

 جالت في خاطري كل هذه الاحلام وأنا اتابع فعاليات وانجازات الدورة الرابعة من معرض الصين الدولي للواردات بشانغهاي الذي عقد خلال الفترة من 5 إلى 10 نوفمبر 2021، وقد أكدت نسخة المعرض هذا العام على العديد من الحقائق المهمة، كما تميزت ببعض المبتكرات الجديدة في تنظيمه، وقد حرصت العديد من  الدول العربية، ومن ضمنها مصر، على المشاركة في فعاليات المعرض في إطار علاقاتها الاقتصادية المتميزة مع الصين، وهي مشاركة بحاجة إلى ضخ مزيد من الزخم لتؤتي ثمارها بالنسبة لهذه الدول.

 

 

وتم عقد المعرض هذا العام، على الرغم من استمرار جائحة كوفيد -19، ليؤكد على عدة حقائق مهمة،  منها حرص الصين على المشاركة والمنفعة المتبادلة مع جميع دول العالم، خاصة وأن الصين تُعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأكبر دولة مُصدّرة في العالم، وثاني أكبر دولة مستوردة في العالم، وثاني أكبر متلقٍ للاستثمار الأجنبي المباشر في العالم..

 ففي الفترة من يناير إلى سبتمبر عام 2021، استوردت الصين سلعا قيمتها ما يقرب من 2 تريليون دولار أمريكي، بزيادة 32.6 في المائة على أساس سنوي، وفي النصف الأول من عام 2021، شكّلت واردات الصين من السلع حوالي 12 % من الإجمالي العالمي، كما ساهمت بنسبة 15 في المائة من زيادة الواردات في جميع أنحاء العالم خلال هذه الفترة، حسبما ذكرت البيانات الصادرة عن منظمة التجارة العالمية.

الحقيقة أن المعرض يمثّل جزءا مهما من سياسة الصين الاقتصادية والتنموية طويلة الأجل في بُعدها الخارجي، والتي ترتكز على دعم التعددية الحقيقية والانفتاح على العالم الخارجي، والالتزام بالعولمة الاقتصادية، وتبني العديد من الخطوات والإجراءات المحلية بهذا الصدد.

الجريدة الرسمية