رئيس التحرير
عصام كامل

من فضلك لا تبلل أصابعك!

ذهبت صباح اليوم، إلى أحد فروع الهايبر ماركت الكبرى فى منطقتى، وهو الفرع الذى أتعامل معه بكثرة نظرا لجودة منتجاته وعروضه المنخفضة نسبيا.. اشتريت ما أريد من أجبان وما شابه، وكان موظف البقالة حريصا للغاية، وهو يقوم بتعبئة أطباق المنتج على أن يكون مرتديا قفازا بلاستيكيا، أعمالا بالاجراءات الاحترازية للوقاية من أى أمراض أولا وهو المفترض، وللوقاية من تلوث الأيدي باحتمالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد ثانيا.

 

انتهيت من مشترياتى، إلى أن وصلت إلى الكاشير، وكان إلى جواره أحد أفراد الهايبر مهمته تعبئة المنتجات للزبائن في أكياس بلاستيكية، ومع كل زبون، كان هذا الموظف المختص بالتعبئة يقوم بعادة مستشرية في الكثير من المحال وتثير الغثيان، خاصة في تلك الأجواء التي تكثر فيها الأمراض والأوبئة، ألا وهى عادة بل الإصبع بلعاب اللسان من أجل انتقاء كيس بلاستيكي من رزمة الأكياس أو ورقة من رزمة أوراق.

 

عادة بل الإصبع

 

نظرت إلى الموظف قائلا له، "ماذا تفعل؟"، رد على مندهشا: "فيه إيه حصل حاجة؟"، قلت له: "أنت تقوم بتعبئة منتج طعام يدخل بيوتنا وببساطة تقوم مع كل كيس بتلويثه بلعابك"، رد علي في هدوء: "أنا لا أدخل يدي داخل الأكياس"، قلت له: "لكنك تمسك الأكياس وتمسك المنتج بيدك المبللة باللعاب، وأنا أمسك الكيس من خلفك وبالتالى أولادى في المنزل، وأنت لا تدرى أنك تقوم بأمر يثير الغثيان وينشر الأمراض".

 

وانتهى الأمر إلى تسجيل اعتراضي على هذا السلوك القبيح أمام إدارة الهايبر، وإلى عزوفي عن شراء تلك المنتجات وتركها كما هي وانصرافي من الفرع خاوي الوفاض، مع نظرات اندهاش تلاحقنى من العاملين وكأني شخص مضطرب عقليا.

تلك العادة القبيحة، أحاربها في أى متجر أزوره، وأجد من يقوم على التعبئة به يقوم بهذا الأمر، ويبدأ الأمر بالاعتراض أمام البائع على هذا السلوك، ثم اندهاش البائع من هذا التصرف على إعتبار إنى "محبكها شوية"، ثم الإنتهاء إلى مقاطعتي هذا المتجر تماما.

 

لا أدعى مثالية زائدة، ولكنه حقي وحق أسرتي أن أحاول قدر الإمكان الاحتراز عند شراء المنتجات، وأن تكون نظيفة مغلفة لم تمسسها أيد، مادامت لن تخضع لعملية غسيل تحت الماء مثل الخضروات أو اللحوم، وحتى لو كانت ستخضع، فمن حقى ألا تتلوث يدي بلعاب غيري في هذا الوقت الذي نمر فيه جميعا بظروف محاربة لوباء خطير أبسط أدوات إنتقاله، هو ذلك اللعاب.

 

 

أدعو أى صاحب متجر، لوضع إسفنجة مبللة بالماء أو بالمطهرات إلى جوار عامل التعبئة، مع التشديد بالالتزام باستخدمها، وتدريجيا سيعتاد التعامل من خلالها، مع مشتريات العملاء.. كما أدعو الجميع إلى محاربة تلك العادة، بتنبيه البائعين، والإصرار التام على شراء منتج مغلف نظيف، وإلا فلتكن مقاطعة هذا المتجر تماما وإبلاغ مسؤوليه بهذا.

كل الأمور بقدر الله من مرض أو صحة، لكن الصحة غالية، وقدر المستطاع لنحاول الإحتراز والتماس النظافة والوقاية، ونهاية لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا.

الجريدة الرسمية