رئيس التحرير
عصام كامل

الأول عاوز يعامل كالرسول والأخير طلبه غريب.. كيف رد شيخ الأزهر على استفزاز الملك فاروق والبنا

الشيخ محمد مصطفى
الشيخ محمد مصطفى المراغى

في أغسطس عام 1945 تقدم شيخ الأزهر الشيخ محمد مصطفى المراغى بطلب إلى أحمد ماهر رئيس الوزراء عام 1945 يطالبه فيه بحل جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المماثلة لأنها أباحت لنفسها حق اصدار الفتوى ونشرها على الناس إلا أنه رحل في نفس الشهر قبل أن يتحقق طلبه.
وكان الشيخ المراغى وهو العالم الأزهرى تولى مشيخة الأزهر عام 1928 حتى 1930 على علاقة وطيدة بالمرشد العام للإخوان حسن البنا حتى أنه عندما تولى المشيخة ذهب إليه البنا ومعه قيادات من الإخوان وسلموه رسائل متعلقة بإصلاح التعليم الدينى ومقاومة الالحاد، وتعديل القوانين.

الافتاء الشرعى 

وكما نشر في كتاب “ موقف الازهر من جماعة الاخوان المسلمين” أنه ظهر للشيخ المراغى مع الوقت الوجه الحقيقى لجماعة الاخوان وأن الأمر كله كان تحويل الجماعة إلى مرجعية بديلة من غير أن تكون مؤهلة لذلك، فأباحت لنفسها الفتوى في الدين على يد مرشدها  للرد على ما يجول في خاطر الجماهير من استفسارات. 

حتى أن الجماعة أنشأت قسما للفتوى عام 1945 بعيدا عن الأزهر مهمته النظر في المسائل الفقهية والنظر في الدساتير والقوانين الوضعية ومدى انطباقها أو مخالفتها للإسلام، وذلك بعد أن كان قلم الإفتاء الشرعى لكل المصريين هو دار الإفتاء المصرية وهيئات الازهر الشريف.

أول عالم أزهرى 

ومن هنا طالب  الشيخ مصطفى المراغى رئيس الوزراء أحمد ماهر بحل جماعة الاخوان لخطورة أفعالها ومحاولتها الإفتاء فيما يعرض على المركز العام لها من استفتاءات شرعية الأزهر هو المنوط بها.. ليكون المراغى أول عالم دين أزهرى يطالب الحكومة بحل جماعة الإخوان، إلا أنه رحل في نفس الشهر قبل ان يتحقق طلبه.

والشيخ محمد مصطفى المراعى عندما تولى مشيخة الازهر تبنى اصلاح الازهر فتقدم الى الملك فؤاد بمشروع متكامل لإصلاح الازهر وبتدخل كارهي الشيخ  المراغى والحاقدين عليه رفض فؤاد المشروع عام 1930، فوضع الشيخ مشروع اصلاح الازهر في ظرف واستقالته في ظرف آخر وعلى الملك ان يختار فقبل فؤاد الاستقالة.


إلا أن الهيئات الأزهرية وطلبة الأزهر طالبوا بعودة المراغى إلى الأزهر لعدة سنوات حتى أعاده الملك الى مشيخة الأزهر عام 1935 واستمر شيخا للازهر حتى وفاته.

معارضة الملك فاروق 

وعندما تولى الملك فاروق الحكم 1936 اصبح المراغى مرشدا ناصحا له، إلا أنه لجرأته وغيرته على دينه رفض الاستجابة لطلب الملك فاروق اصدار فتوى تحرم زواج مطلقته فريدة بآخر أسوة بزوجات الرسول عليه السلام، فكان رده على الملك بالرفض قائلا “ أما الطلاق فلا أرضاه، وأما التحريم بالزواج فلا أملكه، والمراغى لا يستطيع تحريم ما أحله الله ” رحم الله الشيخ المراغى.
 

الجريدة الرسمية