رئيس التحرير
عصام كامل

"مش مهم شكلك.. المهم جواك إيه؟"

في ترتيب يوم الإثنين في البصخة المقدسة، نلاقي حدثين يمكن فيهم تشابه مهم، لكن مش كله بياخد باله من التشابه ده، وهو أن المسيح مش بيدور على الشكل الخارجي للحاجة، لكن بيدور دايماً على المضمون اللي جواها.


وقت ما كان بيتمشى مع تلاميذه شاف شجرة تين شكلها حلو أوي، وأوراقها مرسومة بشكل جميل، لدرجة أنها لفتت نظره وحب ياخد من ثمارها وياكل منها.

شجرة بدون ثمر
لكن الحقيقة مجرد ما قرب منها، اتضايق علشان لاقاها يدوب منظر على الفاضي، مفهاش ثمار خالص، شكلها حلو، لكن قلبها كان فاضي، شكلها كان بهي للعيون، لكنها مكانتش بهية للبطون اللي تشتهي ثمرها، لأنه باختصار مش موجود.

رغم أنه كان عارف أن ده مش وقت وجود التين في الأشجار زي ما ذكر القديس مرقس في الإصحاح 11، "أن الوقت ليس وقت إثمار التين"
لكن كانت اشارة عن الثمار الداخلية للإنسان واللي بتكون روحية مش ظاهرية في الجسد لكن في التفكير والروح. لكن ساعتها لعنها وقال: "لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَرًا بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ!"

فبقت يابسة وفاضية من الورق والثمار، لأنها كانت يدوب منظر. وبعدها لما دخل الهيكل، غضب من الصيارفة والبياعين اللي كانوا موجودين في كل مكان في الهيكل ورمى صناديقهم ومكاتبهم وكان عايز يطهر الهيكل، اللي هو رمز لبيت الملك اللي دخل قبلها البلد وسط استقبال كبير من الناس.

تطهير الهيكل
فكان لازم يروح لقصره ويطهره من كل حاجة متلقيش بمكانه، وساعتها انتهرهم وقال: "أَلَيْسَ مَكْتُوبًا: بَيْتِي بَيْتَ صَلاَةٍ يُدْعَى لِجَمِيعِ الأُمَمِ؟ وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ".

الموضوع مش مجرد تطهير من التجارة اللي كانت بتتم، ولا طرد للناس اللي مينفعش تكون في الهيكل، لأن ربنا بيقبل كل اللي بيروح له، وسواء الهيكل أو الكنيسة حالياً، فهما موجودين لكل الناس، لكن للي فعلاً محتاجين يتقابلوا معاه ويلمسوه في حياتهم.

موجودين للي حابين يلمسوا نعمته ووجوده فيهم وفي قلوبهم. موجودين للي يحب يشفى من كل سلطان غير سمائي متملك عليه. سلطان مرض.. سلطان خطية.. سلطان خوف..

الحقيقة..

المسيح لما لعن الشجرة، وطهر الهيكل من جواه، كان حابب يقول لنا: "ايوة.. أنا عايزك من جوة تكون حلو". عايزنا نطبق قول الكتاب المقدس: "تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ". عايزنا من جوه نكون كويسين، بنحاول تكون فينا ثمار مزهرة.. متهزناش التجارب والضيقات..

الجمال الداخلى 

بالعكس، نكون عاملين معاها زي الذهب في النار، كل ما تلمسنا تنقينا، وكل ما نقعد في التجارب أكثر، نلمع وتبان نعمته علينا وفي حياتنا بأحسن صورة وشكل.

دايماً الجمال بيكون من الداخل للخارج مش العكس، وعمرك ما تبقى جميل داخلياً علشان حلو في الشكل. لأن الجمال الظاهري في الشكل بيكون متعلق بالجينات أو بحاجات وراثية وتجميلية. لكن الجمال الداخلي واللي بينعكس على أشكالنا من برا بيكون نابع عن تجارب حقيقية، وعن تشكيل بيتم من خلال كل حاجة بنمر بيها في حياتنا وبنشوفها.

فافرح بكل تجربة وبكل ضيقة بتمر بيها، لأن غرضها بيكون دايماً أنك تثمر وأنك فعلاً تكون جميل، مش في الشكل، لكن في كل حاجة.
من كتاب "٧ أيام- دروس من أحداث اسبوع الآلام"
الجريدة الرسمية