رئيس التحرير
عصام كامل

بسبب الرقائق الإلكترونية.. 61 مليار دولار خسائر في صناعة السيارات

الرقائق الإلكترونية
الرقائق الإلكترونية تهدد صناعة السيارات
مشكلة كبيرة تواجه صناعة السيارات بسبب تعطل توريد الرقائق الإلكترونية على مستوى العالم، وقد لا يعلم كثيرون أن الرقاقة الواحدة قد لا يتجاوز سعرها دولارا واحدا، ولكن الاعتماد الجوهري للسيارات الحديثة على عمل هذه الرقائق خلق مشكلة عالمية كبيرة.


وبحسب IHS Markit، فإن صناعة السيارات ستتأثر بانخفاض قدره 1.3 مليون سيارة خلال الربع الأول من العام الحالى 2021، بسبب النقص العالمى فى الرقائق الإلكترونية، التى أثرت على كل الصناعات وليست صناعة السيارات فحسب؛ إذ امتدت إلى إنتاج الهواتف، وأعلنت شركة آبل لهذا السبب أنها ستخفض من إنتاج هاتفها الجديد بنسبة 20%.

أما عن قطاع السيارات فقد توقفت العديد من المصانع لأسابيع قليلة خلال الربع الأول من العام الحالى 2021، بالإضافة إلى أن غالبية شركات السيارات أعلنت عن تقليل إنتاجها حتى لا تتعرض لإغلاق كامل بسبب النقص الشديد فى الرقائق الإلكترونية.


61 مليار دولار خسائر





وتقدر خسائر صناعة السيارات العالمية ضخمة خلال عام 2021 بنحو 61 مليار دولار وهي خسارة ضخمة في وقت وجيز ولن تكون صناعة السيارات وحدها ضحية أزمة الرقائق الإلكترونية وإنما أيضا شركات صناعة الجوالات والحواسيب ومنصات الألعاب تشكل جزءًا هائلًا من الطلب على الرقائق.

وقد بدأت الأزمة تتكشف خلال عطلة الكريسماس، عندما أعلنت بعض شركات السيارات، تعطيل الإنتاج بسبب نقص المكونات، فيما خفضت شركات أخرى إنتاجها. تشير التقديرات إلى أن الإنتاج العالمي من السيارات سيتراجع 3% أو ما يعادل أكثر من 620 ألفا في الربع الأول من هذا العام.

أزمة الرقائق واكبت تفشي الكورونا وتراجع المبيعات
 



وقد بدأت المشكلة الحقيقية مع تفشي وباء الكورونا وحيث تراجعت مبيعات السيارات مما دفع المنتجين استهلاك مخزونهم من الرقائق الإلكترونية اعتقادا منهم ان الازمة ستطول وأنهم مع تراجع المبيعات لن يكونوا قريبا بحاجة لكميات اضافية من الرقائق. 

الأزمة دفعت مسؤولين في الإدارة الأمريكية إلى عقد اجتماعات ومناقشات مع نظرائهم في تايوان ومسؤولين تنفيذيين للضغط على صناع أشباه الموصلات من أجل زيادة تصدير الرقائق الإلكترونية الحيوية لشركات صناعة السيارات.

وحذرت شركة "جنرال موتورز" من أن الأزمة الحاصلة في سلاسل توريد الرقائق، قد تخفض أرباحها لهذا العام حوالي ملياري  دولار  ، بعدما اضطرت إلى إغلاق مصانع في كانساس وكندا والمكسيك، وتخفيض إنتاجها في كوريا الجنوبية.

وكذلك أوقفت فورد موتور إنتاجها  في مصنع واحد على الأقل، فيما خفضت شركات "فولكس فاجن" و"أودي" الإنتاج.

لماذا الشعور بأزمة الرقائق مؤلم لصناع السيارات
والسبب الرئيسي في الشعور بوطأة الأزمة العالمية أن السيارات والشاحنات الحديثة تحتوي على العشرات من الرقائق، وهو رقم يزداد بفضل التوجه نحو السيارات المدعومة بالتكنولوجيا، أو التي يتم تصنيعها بمحركات كهربائية، وبحلول عام 2022، تقدر شركة "ديلويت" أن كل سيارة تحتوي على رقائق بقيمة 600 دولار تقريبا، مقارنة بـ 312 دولارًا في 2013.

بالنسبة للصناعات الأخرى المعتمدة على الرقائق، من المرجح أن يستمر النقص خلال النصف الأول من العام على الأقل، وربما لفترة أطول، ويشير ذلك إلى أن وحدات التحكم في ألعاب الفيديو من "سوني" و"مايكروسوفت" قد تظل غير متوفرة في عام 2021.

ويبدو أن إحدى المشكلات الرئيسية هي نوع من أشباه الموصلات يسمى المتحكمات الدقيقة - وهي في الأساس أجهزة حاسوب صغيرة جدًا - تُستخدم لأشياء مثل أنظمة التحكم في المحرك، وأكدت شركات الإنتاج الكبرى بالفعل وجود أزمة في توريد هذا المنتج.

وعلى عكس بعض المنتجات الأخرى، يمكن أن يستغرق تكثيف إنتاج الرقائق وقتًا طويلا.

وقال اتحاد "صناعة أشباه الموصلات" مؤخرًا إن الأمر يستغرق عادة 26 أسبوعًا منذ طلب شركة السيارات شريحة إلى وقت تسليمها، وبالنسبة للمعالجات الدقيقة الأكثر تقدمًا، تحتاج أحيانًا سنوات.

وقد تسببت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في قيام بعض صانعي الرقائق بتحويل التصنيع من الصين إلى تايوان، ومثل هذه التغييرات تربك قطاع التصنيع حيث يقوم مصممو الرقائق بتعديل سلاسل التوريد الخاصة بهم وينتقل الإنتاج من مصنع إلى آخر.
Advertisements
الجريدة الرسمية