رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

معنى الله الحافظ الشافي.. من خواطر الشعراوي

الشيخ محمد متولى
الشيخ محمد متولى الشعراوى
تمر بنا جميعا أزمات مرضية يصعب معها العلاج، ونحن فى هذه الأيام نعانى من جائحة تصيب الكثيرين، ويصف الطبيب الدواء فيشفى مريض وينتكس الآخر، والجميع ينتظر رحمة الله تعالى بنا إلا أننا على يقين من أن المرض والشفاء كله بقدرة الخالق سبحانه، فما معنى أن الله سبحانه وتعالى هو الحافظ الشافي؟



يجيب فضيلة الدكتور محمد متولي الشعراوى فيقول : هناك أشياء لم يخضعها الله سبحانه وتعالى بقدرته للبشر، ولا يستطيع البشر أن يخضعها بقدراته، وسواء أكانت هذه الأشياء من قوى الطبيعة، أم من قوى الحيوانات والإنسان الذى يعيش معنا، أو من القوى الخفية فى الكون التى لا نراها فإنها شر للإنسان لأنه لا يستطيع أن يقف أمامها بقدراته الذاتية .


الاستعاذة بالله 


وما دامت كذلك فقد أمرنا الله أن نستعيذ به منها ، ونحن حين نلجأ الى الله فى ساعة المرض نلجأ اليه لتكون قدرته مع الدواء ، لتتفاعل معه فى الجسم ويقضى على الميكروبات .


ففى كثير من الاحيان يتناول مريضان بنفس  الداء نفس الدواء ، أحدهما يشفى والثانى يشتد عليه المرض وتسأل الطبيب فيقول لك : إنها قدرة الله التى جعلت الدواء يتفاعل مع الميكروب فيقتله ولا يتفاعل هناك .


واذا مرضت فهو يشفين 


والميكروبات ليست شرا مطلقا ، فإننا نستخرج منها الامصال التى تقينا من الامراض ، وأحيانا يستخرج منها الدواء ، لكنها شر للانسان ، ونحن بجانب العلاج الطبى نتجه الى الله سبحانه وتعالى ان يحقق لنا الشفاء ، وهذا هو معنى الاية الكريمة ( وإذا مرضت فهو يشفين ) .


معجزات الشفاء 


أما أسباب الشفاء فهى فى يد الله سبحانه وتعالى ، ولقد امرنا ان نأخذ بالدواء الذى خلقه الله لشفاء الداء ، ثم نترك تمام الشفاء لقدرة الله ولعل اكثر الناس فهما لهذه النقطة هم الاطباء الذين يشاهدون معجزات الشفاء كل يوم. 


/4305273


والله سبحانه يريد ان يقول لنا : أنا خلقت الليل والنهار ، وجعلت النهار مضيئا آمنا لتسير حركة الحياة فى الكون ، وجعلت الليل ساكنا مظلما لتنام فيه وتستريح وتصبح قادرا على حركة الحياة فى اليوم التالى.


لكن الليل ظلمة والظلمة تخفى الاشياء وتغرى بالشر ، ومعظم الجرائم والشرور ترتكب بالليل .ومن هنا لفأنا اعطيتك نعمة الامان بالليل كالنهار وهى أن تستعيذ بى ، ثم تنام هانئل مطمئنا ، لانى أنا الله الحى القيوم الذى لا تأخذه سنة ولا نوم.


فأنت إذا استعذت بالله ستنام فى حراستى ، وأنا لن أغفل عنك لحظة واحدة مادمت قد لجأت الى واستعذت بى ، فلا تخشى أن تأخذنى سنة من النوم ، أو أغفل عن أى شئ ..لأننى لا أنام ولا يفوتنى شئ مما يحدث فى الدنيا ، ظاهرا أو باطنا ، وحراستى لك لا تستطيع جيوش العالم كلها أن تمنحك إياها.


فإذا جاء الليل فاستعذ بى ، ونم آمنا مطمئنا فأنا الحى القيوم الذى لا تأخذه سنة ولا نوم ، لن أغفل عنك لحظة ولن أتركك ثانية ، بل ستكون دائما فى حراستي ، بقدراتي ، التي لا تستطيع أن تصل اليها كل المخلوقات . 
Advertisements
الجريدة الرسمية