رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قصة أول صحابي جمع المسلمين لصلاة الجمعة

ارشيفية
ارشيفية

يوم الجمعة يختص بكثيرٍ من الفضائل؛ ومنها صلاة الجمعة وخطبتها، فيحرص المسلمون على الاجتماع لأداء صلاتها، وينبني على هذا الاجتماع الكثير من الآثار العظيمة؛ حيث يتعارف فيها المسلمون، ويتعاونون على البر والتقوى، ويستمعون لخطبة الجمعة وعظاتها الطيبة، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويتعلّمون أمور دينهم خاصة إذا أوْلى الخطباء العناية بخطبهم، ويتناصحون فيما بينهم بالخير.



كان الصحابي الجليل أسعد بن زرارة أول من جمع المسلمين لصلاة الجمعة في المدينة المنورة، وقد ذَكَرَ عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن أباه كان يترحم عليه، فقال له: (إذا سمعتَ النِّداءَ ترحَّمتَ لأسعدَ بنِ زرارةَ! قالَ: لأنَّهُ أوَّلُ من جمَّعَ بنا في نقيعٍ، يقالُ لَهُ نقيعُ الخضمات، قلتُ: كم أنتم يومئذٍ؟ قالَ: أربعون).

اقرأ ايضا.. فضل تلاوة الكهف يوم الجمعة.. وهل يغني الاستماع عن قراءتها؟

وأمّا أول جمعة صلّاها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالمسلمين في المدينة كانت بعد هجرته من مكة المكرمة وخروجه من قباء، وهذا ما ذكره ابن إسحاق في كتب السيرة، حيث نزل في بني سالم بن عوف يوم الجمعة، فصلّى في المسجد الموجود في بطن وادي رانوناء، وقد كانت تلك الصلاة أول جمعة يصليها النبيّ بالمسلمين في المدينة.

من هو الصحابي أسعد بن زرارة ؟
أسعد بن زرارة الصحابي الجليل أسعد بن زُرارة بن عُدس بن ثعلبة الأنصاري؛ هو أحد كبار صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كان نقيباً على بني النجار، وقيل أنّه التقى بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام- مع خمسة من بني الخزرج، فآمنوا بالدعوة الإسلاميّة، ثم عادوا إلى المدينة المنورة؛ ليحدثوا قومهم بأمر الإسلام، ثم رجعوا إلى مكة في العام الذي يليه، وقد كانوا اثنا عشر رجلاً، فبايعوا النبيّ الكريم بيعة العقبة الأولى، ثم بعث معهم مصعب بن عمير؛ ليعلّمهم الإسلام، ويُقرِئهم القرآن.

وفاتة
توفي أسعد بن زرارة -رضي الله عنه- في السنة الأولى من هجرة النبيّ عليه الصلاة والسلام، بمرضٍ يُقال له: الذبحة، وبعد وفاته جاء بنو النجار إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- فطلبوا منه أن يجعل لهم نقيباً بعد وفاة نقيبهم أسعد بن زرارة، فأخبرهم النبيّ -عليه السلام- بأنهم أخواله وسيكون نقيبهم، فكانت تلك فضيلة لبني النجار.

تسمية يوم الجمعة
 كان يوم الجمعة يسمّى في الجاهلية بيوم العروبة، ثمّ سُمي بيوم الجمعة على اختلافٍ في وقت تسميته؛ فقيل إنّه سمّي بذلك قبل الإسلام، وكان من سمّاه كعب بن لؤي، حيث كان يوماً يجتمع فيه مع قريش ويعظهم ويخطب بهم، وقيل إنّه سمّي بذلك بعد الإسلام.

ونرصد في التقرير التالي أهم الآداب والسنن المتعلقة بهذا اليوم المبارك:
1- استحباب كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلتها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه النسائي من حديث أوس بن أوس: "مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمُ الْجمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عليه السلام، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاَةِ، فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَليَّ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاَتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ؟! أَيْ يَقُولُونَ: قَدْ بَلِيتَ. قَالَ: "إِنَّ اللهَ - عز وجل - قَدْ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ عليهم السلام".

2- الأمر بالاغتسال فيه، وهو أمر مؤكد جدا، ويرى بعض العلماء وجوب الغسل، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدريرضي الله عنه قال: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وَأَنْ يَسْتَنَّ، وَأَنْ يَمَسَّ طِيبًا إِنْ وَجَدَ".

3- مس الطيب والسواك، ولبس أحسن الثياب، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاسْتَاكَ وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ فَلَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ حَتَّى رَكَعَ مَا شَاءَ أَنْ يَرْكَعَ، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ الإِمَامُ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلاَتِهِ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الَّتِي قَبْلَهَا".

4- قراءة سورة الكهف، روى الحاكم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ".

5- التبكير إلى صلاة الجمعة، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أوس بن أبي أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعةِ، فَغَسَلَ أحَدُكُمْ رأسهُ واغْتَسَلَ ثم غدا أو ابتكرَ، ثم دنَا فاسْتَمَعَ وأنْصَتَ كانَ له بكلِّ خُطْوة خَطاها كَصِيام سنةٍ وقيامِ سَنَةٍ".

Advertisements
الجريدة الرسمية