رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: مصر تغرق في تهم ازدراء الأديان.. مرسي يعين الإرهابيين محافظين.. قوات الأسد تواصل اعتقالات وإحراق المنازل بدمشق.. فرنسا تعاني "في صمت" من العقوبات المفروضة على إيران

فيتو

تنوعت اهتمامات الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الأربعاء بقضايا الشرق الأوسط وكان من أبرز هذه الموضوعات ما يتعلق بالشأن المصري والشأن السوري.


وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية: إن النيابة العامة في مصر غمرها فيضان تهم ازدراء الأديان منذ عام 2011 في ظل تنامي نفوذ الإسلاميين في المجتمع ما دفع إلى الملاحقات القضائية وإصدار أحكام بغرامات باهظة وعقوبات بالسجن بتهمة إهانة الأديان.

لكن الصحيفة أكدت أن هذه الاتهامات ليست متعلقة فقط بازدراء الدين الإسلامي والدليل الحكم على داعية إسلامي بالسجن 11 عاما وعلى ابنه 8 سنوات بعد تمزيقهما الإنجيل.

ورصدت الصحيفة عددا من الاتهامات التي حدثت خلال الشهر الجاري وحده، حيث تم تغريم معلمة قبطية في الأقصر ما يوازي 14 ألف دولار بعد إدانتها بتهمة ازدراء الأديان، كما تم الحكم بسجن كاتب خمس سنوات بتهمة تشجيع الإلحاد وحكم على محامي مسيحي بالسجن سنة بتهمة إهانة الإسلام. 

وذكرت الصحيفة أن مثل هذه الاتهامات كانت نادرة الحدوث في مصر، وزادت وتيرتها بحدة منذ قيام الثورة، وتم تحويل أكثر من 24 حالة للمحاكمة، بعد إدانتهم جميعهم وصدر ضد 13 منهم على الأقل أحكاما بالسجن.

ورأت أن ما يحدث تحركه حملة على المستوى المحلي لدرجة أن الإسلاميين أجبروا مسئولين على تعليق عمل معلمين وأساتذة في الجامعات، على حد قول الصحيفة، وطرد عائلات مسيحية من منازلهم بعد شعورهم بالإهانة، وفقا لإسحاق إبراهيم العضو في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.

وقال عبد المنعم عبد المقصود، محامي جماعة الإخوان المسلمين: إن هذه الظاهرة ترجع إلى أجواء حرية التعبير غير المسبوقة التي تعيشها البلاد حاليا. 

لكن عبد المقصود أكد أن ما يحدث لا يمت بصلة لحرية التعبير قائلا: " إن ازدراء الدين، أي دين، هو جريمة، وليس شكلا من أشكال التعبير. وتساءل هل إشعال النار في الإنجيل من حرية التعبير؟ وإهانة الدين من حرية التعبير؟ ".
وبحسب الصحيفة، فإن الزيادة في دعاوى التكفير تعكس كيف اضطرب النظام منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك، حيث كانت أجهزة الأمن تتعامل مع الإسلاميين والمعارضين خارج إطار المحاكم، كما أن المقاضاة فيما يتعلق بتهم ازدراء الأديان كانت نادرة وعادة ما كانت تستهدف المثقفين البارزين.

لذا منذ الإطاحة بمبارك، أزيلت تلك القيود وسمح للتيارات المحافظة في المجتمع المصري بإثبات ذاتهم في الحياة العامة على المستوى المحلي.

وفى الشأن السورى أفاد ناشطون سوريون أن القوات النظامية شنت حملة مداهمات واعتقالات وإحراق للمنازل في قريتي سابر وتيما بريف دمشق.
 
ونقلت قناة (الجزيرة) الفضائية اليوم الأربعاء عن الناشطين قولهم: إن قوات نظام بشار الأسد قصفت أيضا بشكل عنيف مدينة داريا ومعضمية الشام في ريف دمشق، فيما دارت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام على أطراف إحدى البلدات في الغوطة الشرقية.

يأتي هذا في الوقت الذي أفاد فيه ناشطون سوريون بأن قوات الأسد قصفت مدينة زملكا بريف دمشق بمواد كيميائية ما أسفر عن إصابة العشرات بحالات اختناق.
فيما قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية: إن انتخاب الشيخ حسن روحانى رئيسا جديدا لإيران يمثل انفراجة ليس فقط بالنسبة للإيرانيين الذين يحتفلون بوصوله إلى السلطة وإنما أيضا بالنسبة لفرنسا التي تعانى "في صمت" من العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية.
 
وأضافت - في تقرير صحفى حمل عنوان "العقوبات ضد إيران تكلف فرنسا"- أن وصول المعتدل حسن روحاني، الذي انتخب في 15 الجارى، ربما يكون بارقة أمل بالنسبة لفرنسا، البلد الذي يعاني من انخفاض حجم التجارة مع الجمهورية الإسلامية.
 
وذكرت الصحيفة اليومية أن فرنسا التي كانت رابع أكبر شريك تجاري للجمهورية الإسلامية في عام 2002، تراجعت إلى المركز الـ15 بعد فرض العقوبات الاقتصادية من جانب الاتحاد الأوربي والأمم المتحدة والولايات المتحدة على إيران بسبب برنامجها النووى. 

وأضافت أن هناك عددا من الشركات الفرنسية في إيران تأثرت أيضا بفعل تلك العقوبات، موضحة أن فرنسا لا تشجع التجارة مع إيران حتى في القطاعات التي تنضوى عليها العقوبات مثل المواد الغذائية والأدوية أو السيارات وذلك منذ عهد الرئيس السابق ساركوزى وحتى بعد وصول الرئيس الحالى فرانسوا أولاند، حيث انهارت الصادرات الفرنسية إلى إيران لتصل حاليا إلى 800 مليون يورو مقابل مليارى يورو في عامي 2005. 

ونقلت الصحيفة عن سيباستيان ريجنو الباحث الفرنسى قوله: "إن فرنسا قبل وصول ساركوزى إلى الحكم (2007-2012)، كانت الشريك الصناعى الأول بالنسبة لإيران، وبالتالى فإن باريس تتحمل العبء الأكبر من العقوبات المفروضة على طهران، وذلك بالمقارنة بالولايات المتحدة على سبيل المثال".

وأشارت "لوموند" إلى أن على أهانى سفير إيران لدى باريس أكد أن صادرات الولايات المتحدة إلى طهران زادت بنسبة 50% خلال العامين الماضيين، فيما انخفضت تلك الأوربية إلى النصف منذ فرض الحظر النفطى.

وقالت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية: إن قيام الرئيس المصرى محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين بتعيين عادل الخياط محافظًا للأقصر أثار ضجة بالمجتمع المصرى.

وذكرت أن الخياط هو شخص سلفى تابع لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية التي انتهجت العنف من قبل وقامت بعملية سطو مسلح راح ضحيتها عشرات السياح بمصر من بينهم جنود وشرطة.

ولفتت الصحيفة اليوم الأربعاء إلى أن مرسى لم يلق بالًا للشعب الذي وجه له انتقادات لاذعة على تصرفاته وقراراته ومنها أنه يعين إرهابيين بمحافظات مصر الأمر الذي يزيد فتيل الغضب اشتعالا قبل فترة قليلة من مظاهرات 30 يوينو. 

وأضافت الصحيفة أن عشرات المحتجين من العاملين بالسياحة في الأقصر رفعوا لافتات أمام ديوان عام المحافظة تقول "لا للمحافظ الإرهابي".

وأبرزت الصحيفة تصريحات مايكل وحيد حنا بمؤسسة القرن الأمريكية قوله: إن الجميع مهتم بعملية دمج هذه الجماعة المسلحة سابقا في المجتمع والسياسة، لكننى أعتقد أن هذه الخطوة جريئة جدا.
الجريدة الرسمية