رئيس التحرير
عصام كامل

مصر على خط المواجهة الشاملة

لم تمر مصر طيلة تاريخها العريق، بحرب كتلك التي تخوضها الآن؛ فعلى مستوى دول الجوار، بات الملف الليبي حاضرا بقوة على أجندة القاهرة بعد أن خرجت أضغان النظام التركي البغيضة، والذي على رأسه «خبيث ماكر» ينفث سُمَّه جهارا نهارا؛ لهثا وراء ثروات المنطقة الكامنة في أرضها ومياهها..

 

فيريد غاز المتوسط، ونفط ليبيا، وفي نفس اللحظة التي يحرك فيها قواته لتركيع الشعب الليبي، يحمل «السلطان الموهوم» شعارات مثل «الدفاع عن الدين، والحريات، والديمقراطية»، تلك العبارات التي كان هو أول ناكر لها في الداخل التركي؛ ليثبت للعالم الأسباب الحقيقية وراء أطماعه في ليبيا، وفي ذلك كله خطر يهدد الأمن القومي المصري.

 

اقرأ أيضا: الاختيار.. استفتاء عارم على دماء شريفة

 

وفي تلك الأثناء يتصدَّر ملف «سد النهضة الإثيوبي»، اهتمام مصر؛ كونه يتعلق بشريان الحياة ولا جدال بشأن الحقوق التاريخية لنا في مياه النيل؛ لأن الحديث عن النهر بالنسبة لمصر، هو ذات الحديث عن شريان القلب بالنسبة لكائن حي، وقد بدت أديس أبابا، تدير عملية مراوغة في التفاوض مع القاهرة..

 

لأنها أثناء ذلك التفاوض كانت عمليات بناء السد قائمة، ويبدو أن أطرافا خفية تساند إثيوبيا من وراء ستار، فعلي الرغم من البيان الصادر من سفارة «الكيان الصهيوني» بالقاهرة في فبراير الماضي والذي تضمن أن «إسرائيل تتمتع بعلاقات سياسية واقتصادية مميزة مع كل من مصر وإثيوبيا، ولكنها لا تسهم ببناء سد النهضة الإثيوبي بأي شكل من الأشكال..»، إلا أن هذا البيان مطعون فيه من الناحية العملية..

 

اقرأ أيضا: حينما يتألَّق شيخ الأزهر

 

خاصة مع تصريحات وزير الري المصري الأسبق، محمد نصر الدين علام، بأن إسرائيل تتلاعب بشكل خفى فى أزمة سد النهضة بمساندة لإثيوبيا؛ بهدف التضييق على المصريين فى نهر النيل، مما يجعلنا أمام مواجهة قد يطول أمدها.

 

أما شأن الإرهاب، فحدث عنه ولا حرج، فلا زالت العمليات الإرهابية من حين لآخر يحاول الراعون والداعمون لها، الضغط على مصر التي حباها الله جيشا يحمل عقيدة قتالية يسطر بها أسمى آيات البطولة والشرف، لمواجهة ذوي الفكر المتطرف المارق عن الحياة..

 

اقرأ أيضا: هل سقطت «أرض اللواء» من حسابات المسؤولين؟

 

لذلك ينبغي ربط عمليات التنمية الشاملة لدينا بالأسباب التي تكفل القضاء على عوامل ذلك الفكر الذي تخلى أصحابه عن فكرة الدولة والوطنية، إذعانا لمن يمولونهم ويدعمونهم..

 

نحتاج الآن خطابا إعلاميا نابضا بفكرة الأمن القومي، خطابا يوحد المواطنين لمواجهة التحديات التى تواجه الوطن،فمعدن الشعب الأصيل سيظل نقيا مهما هبَّت رياح الأزمات المحملة بالأتربة.. والله من وراء القصد.

الجريدة الرسمية