رئيس التحرير
عصام كامل

حينما يتألَّق شيخ الأزهر

«الذين يقولون هذا أسوأ رمضان سيمر على الأمة قد أساءوا الأدب مع الله بل ربما هذه أسوأ أمة مرت على رمضان».. بهذه الكلمات وُفق فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في توجيه النصيحة لمن دفعه انفعال عابر أو غضب أهوج للقدح في شهر رمضان المبارك في ظل ما يمر به العالم من أزمة فيروس كورونا..

 

الكلمات المشار إليها ليست مجرد نصيحة عادية أو فقرة وعظية في برنامج بقدر ما هي وصف دقيق يضعه «جراح روحي ماهر»، إن جاز لي الوصف، فالأزمات تمر على العالم متوالية وتحتاج لتجاوزها رجال أشداء على المستوى العلمي.

 

اقرأ ايضا: أقبل شهر الإصلاح

 

أعتقد أن الإمام الأكبر باعتداله وفكره الثاقب واحد من هؤلاء، فالرجل لا تحتاجه مصر فقط بل العالم بأسره، فأسلوب حياته وحده يترجم فلسفة من نوع خاص، حيث يعيش الرجل بمفرده في شقته في القاهرة ليباشر مهامه الدعوية والعلمية شيخا للأزهر الشريف، لكن ارتباطه القوي بقريته «القرنة» في الأقصر ينمو بداخله رغم انشغاله.

 

تظل الأسرة في القرية بالصعيد والشيخ متواصل معها.. فضلاً عن دوره المشهود له هناك فيما يعرف بـ «ساحة الطيب» حيث يدير الشيخ جلسات عرفية لحل مشكلات أبناء القرية وغيرهم.. وهناك يجلس بملابسه الصعيدية في بساطة وهدوء يلبي طلب محتاج ويربت على كتف مكروب، فأسلوب حياة يضعنا أمام عالم صاحب منهج وفكر وفلسفة..

 

اقرأ ايضا: هيا بنا نقرأ

 

وليست هذه الكلمات دفاعا عن الرجل أو ترويج له، فعباراته الفياضة في أحاديثه التلفزيونية خير دليل يفصح عن تلك الشخصية، ولكنني أجدد التأكيد على الدور الحيوي لتلك المنارة المضيئة وهي مؤسسة الأزهر الشريف التي طالما تثري الفكر الإنساني بعلماء أجلاء..

 

والأجدى لمن ينتقدونها تارة بسبب جهلهم وأخرى بسبب الحقد الأعمى على الإمام وزملائه، أن يسعوا إلى دعمها والوقوف على ما تحتاجه من مقومات لتظل المؤسسة النموذجية للوسطية والاعتدال ومحل الاحترام بين كل دول العالم.

 

الجريدة الرسمية