رئيس التحرير
عصام كامل

100 وش للكاملة أبو ذكرى!

في مصر ثلاث مخرجات يجب ألآ تغيب عن عينيك أعمالهن. هن علامة الجودة والكمال الفنى. المتعة المحققة نصيب من يحرص على متابعة أعمالهن. الغائبة عنا بفنها، ولا أعلم سببا أبدا لغيابها، المخرجة إنعام محمد علي صاحبة (الطريق إلى إيلات)، وصاحبة الجوهرة الفنية (أم كلثوم) لصابرين وكوكبة هائلة الموهبة من النجوم.

 

وبعد إنعام المختفية قهرا أو عذرا، تأتى البنوتة المصرية المبدعة ساندرا نشأت، ثم الكاملة فنا وروحا كاملة أبوذكرى. تعرفت علي (أحلى الأوقات) معها.. وتوالت أعمال لها كشفت عن موهبة في إدارة العمل الدرامي وبث الروح في كل مشهد ولفتة وتفصيلة داخل المشهد الواحد.

 

داخل الماراثون الدرامى الرمضانى الحالى تنافس مجموعة العدل بيسرا في خيانة عهد، ثم في الكوميديا الراقية السريعة الإيقاع بـ 100 وش .

 

في الـ100 وش، تتألق نيللي كريم وقد هجرت مسلسلات الشم والاكتئاب والأمراض النفسية، واستسلمت تماما لحالة التنقيب العميق التى قامت بها كاملة أبو ذكرى فاكتشفت فيها هذه الروح الفكاهية الجميلة.. رغم إنها رئيسة عصابة بأكملها!

 

اقرأ أيضا: المؤامرة المتبادلة والأدلة الغائبة!

 

مسلسل ب100وش هو النسخة المصرية المعدلة بذكاء وخفة ظل من المسلسل الإسبانى الأشهر سرقة المال Money Heist، بمواسمه الخمسة . النسخة المصرية لا تقوم على عصابة سطو وعنف وتفجيرات ورهائن واقتحام البنك المركزى الإسبانى.

 

الفكرة أنها عصابة مجمعة، هدفها النصب، وليس إلا النصب. رأس العصابة البروفيسور.. في Money Heist وفى المسلسل المصرى اسمه مستر عمر. نصاب من طراز راق رفيع.. ابن الزمالك.. الفاشل الأنيق الذكى جدا.. الوسيم.. المتمسك بتقاليد الحى الذى كان!

 

الرأس الثاني في العصابة.. من بولاق.. جارة الزمالك. سكر، نيللي كريم، وهي في الحقيقة، سكر. نيولوك.. في الأداء وفي النطق، وفي الشكل وفي العفوية. في أداء نيللي وآسر ياسين انسيابية آسرة. هذا الانعكاس علي المشاهد سببه الوحيد فنيا هو أن رئيسي العصابة مستمتعان بالعمل، ومديرة العمل، أي المخرجة في نفس القالب الشعورى: مستمتعة.

 

من عملية نصب صغيرة بنصف مليون إلى عشرين مليونا إلى ثلاثين مليونا.. والبقية تأتى.. لأن النصاب لا يشبع.. وهو كأي نصاب يعتمد علي خفة الظل، والحضور.. والتخطيط.. فينصب الفخ لتسقط الضحية.

 

اقرأ أيضا: خناقات عائلية.. عودة إنسان الغابة

 

شريف الدسوقي، سبعبع، وعلا رشدى، والشاب إسلام إبراهيم ومصطفى درويش ودنيا ماهر(النكدية الرغاية) وزينب غريب.. وغيرهم صنعوا مع سكر ومستر عمر بهجة فنية ممتعة، وسط ظلام ودخان أزرق خانق من مسلسلات زنا المحارم والعنف والفساد والقتل والمخدرات والسهوكة الممحونة .

 

النص وضعه عمرو الدالى وأحمد وائل.. ولعبت الموسيقى التصويرية لتامر كروان وأغنية مليونير مليونير دورا كبيرا في نقل الإيقاع السريع.. بلا جوقات نواح.. ولا خلفيات عويل ولا عواء ذئاب. الموسيقي ترجمت السرعة والبهجة والهدف الكوميدى. لا أحد أخذ العصابة على إنها عصابة..

 

حتى الشرطة بعد إبلاغها بعملية سحب العشرين مليون جنيه بالنصب.. تتحرك براحتها.. ولا تتابع ولا تتنصت علي تليفون أي مشتبه به.. وتلك من المآخذ على المسلسل.. لكن كما قلت.. فإن الجميع يعتبر ال 100وش فاكهة رمضان اللذيذة. لعبت كاملة بالكاميرا كثيرا وسخرت مدفعيتها الفنية، فوق المطلوب، فجاء السكر زيادة والمتعة أحلى .

مع كاملة.. يوجد فن.. وإعادة خلق ممثلين ركدوا سابقا.. آسر ياسين بعد التجديد، ونيللي بعد التنقيب في حقول موهبتها.. سيواصلان هذه الثنائية الفنية الناجحة.

 

الجريدة الرسمية