رئيس التحرير
عصام كامل

منتصر عمران يكتب: الرصاصة للرصاصة.. والفكرة للفكرة

منتصر عمران
منتصر عمران

من باب الرأي والرأي الآخر وطرح الفكرة على العقول للتعايش معها.. من باب ذلك كله.. وردا على المبادرة التي أطلقها احد القادة التاريخيين للجماعة الإسلامية.. وهو على الشريف على صفحته الشخصية بالفيس بوك التي ينادي فيها زملاءه في الجماعة من القادة بأن يتبنوا مبادرة للصلح بين الدولة ومن سماهم المسلحين وهذا من وجهة نظره طبعا.

 وذهب القيادي التاريخي إلى هناك حالة مشابهة في السابق ويقصد بها مبادرة وقف العنف التي أطلقها هو وزملاؤه في الجماعة... ومع احترامي لشخصه ولمبادرته أقول إن الأمر في حالة ما يحدث في سيناء اليوم مختلفا تماما عن حالة الجماعة الإسلامية في تسعينات القرن الماضي.. لأنه ببساطة كانت الجماعة الإسلامية أحداثها كانت عشوائية أو قل بدائية وكانت داخل الصعيد كانت الأرض الرخوة لها السياحة وكان التمويل من سرقة محلات الذهب للصاغة المسيحيين لحاجة في نفس يعقوب طبعا يعرف تفسيرها من كان في الجماعة الإسلامية مثلي.

مبادرة الجماعة الإسلامية ولدت من داخلها أي أن الجماعة وخاصة قادتها هم من طرحوها من خلال القيادي خالد إبراهيم.. والحمد لله أن الدولة المصرية تفاعلت معها بعد التأكد من حسن نوايا من طرحوها وبشروط حاسمة.. وبعد تأنٍ ودراسة لملف الجماعة برمتها من قبل الأمن.. حيث كان من مطالب الدولة المصرية وقتها تسليم السلاح والمسلحين وموافقة قادة الجماعة الإسلامية خارج مصر على المبادرة وإعلان ذلك إعلاميا.

بالفعل عرض قادة الجماعة على الأمن أسماء المسلحين.. وخرجت رسائل من السجن إلى قادة الجناح العسكري داخل مصر بإلقاء السلاح من إجل إخراج إخوانهم من السجون.. بل كان من شروط الأمن أن يتم خروج المعتقلين على دفعات بعد دراسة ملف كل معتقل على حدة دون أي شرط من الجماعة وأن يترك خروج المعتقلين بالكيفية التي يراها الأمن بمعنى الجماعة الإسلامية سلمت نفسها تسليما كاملا للأمن يتصرف كيفما يشاء لدرجة أن مهندس المبادرة الفعلي من قبل الأمن وهو اللواء مصطفى رفعت وهذا اسمه الحركي رحمه الله قال في جموع المعتقلين بسجن الوادي على الجماعة الإسلامية أن تنسى الدعوة 30 عاما وأن يصبح ضباط أمن الدولة في كل فرع هم المسئولين عن أفراد الجماعة وليس قادة الجماعة.. هذا باختصار ما حدث مع الجماعة الإسلامية.

 نأتي للإرهابيين في سيناء الذي يريد على الشريف أن يقوم بمبادرة صلح بينهم وبين الدولة المصرية أولا هنا تجاوز منه لأن ساوى بين الإرهابين والدولة والنظام!! علاوة على أن تنظيم الإرهابيين في سيناء يختلف عن الهيكل التنظيمي للجماعة الإسلامية حيث كل الإرهابيين عبارة عن خلايا عنقودية متفرقة إداريا وفكريا.. وليس لهم قائد واحد يجتمعون عليه.. بمعنى أن في سيناء كذا فكر وتنظيم تفكيري يقاتل الدولة بخلاف الذئاب المنفردة علاوة على أن طبيعة ساحة المعركة في سيناء تختلف عن ساحة العمليات داخل قلب الدولة المصرية من أسوان إلى الإسكندرية وليس لهم قادة داخل السجون بمعنى أنه بمجرد اعتقال أو قتل قائد للإرهابيين في سيناء تنقطع علاقته بالمنظومة كلها ويختار التنظيم قائدا جديدا لها وهذا في جميع التنظيمات الإرهابية بداية من القاعدة مرورا بجميع التنظيمات التي انشطرت منها وتوزعت في العراق وسوريا واليمن وليبيا ومالي ونيجيريا والجزائر وتونس.. وأخيرا في سيناء التي شهدت أكثر من تنظيم أو فصيل لذا أرى أن مبادرة وقف العنف الخاصة بالجماعة الإسلامية يصعب تكرارها مع الإرهابيين في سيناء وأن التنظيمات الإرهابية في سيناء لا يصلح معها إلا مصطلح الفناء للأضعف وأنا بكل ثقة أقول إن الدولة المصرية قادرة على استصال الإرهاب من أرض سيناء المقدسة.

الجريدة الرسمية