رئيس التحرير
عصام كامل

منتصر عمران يكتب: صور من أحوال المسلمين مع الوباء

منتصر عمران
منتصر عمران

لا بد في وقت المحن والبلاء أن نعود ونلجأ إلى رب السماء.. ولا يعني ذلك بالضرورة أن نستغني عن الأسباب.. فكما أن التوكل على الله سنة ربانية فأيضا الأخذ بالأسباب سنة كونية.

فعندما نظرت إلى ما حل بنا من وباء ألزمنا المنازل.. وعزلنا عن المساجد أيقنت أن هذا ابتلاء من الله.. فمن أجل أن أعرف الداء بحثت عن الدواء.. فتجولت بتفكيري في أيام الزمن البعيد.. فقرأتُ ما كتبه المؤرخون عن أيام وقوع الأمراض والأوبئة بها.. فعلمت منهم أن الجائحة  كانت تنزل بالقوم منهم حتى يصل الأمر بالناس يكادون لا يفرغون من تشييع عشرات الجنازات حتى يشيعوا العشرات الأخرى.. حتى عجز الناس عن التشييع.

 

بل وصل الأمر أن الجنازات من كثرتها لم يجدوا لها مشيعين!!

ساقني هذا الأمر وحال الناس هكذا.. الحال الذي لا تصدقه عقولنا الآن لماذا لم يخرج عليهم عالم ، وكان وقتهم العلماء المجتهدون بالمئات، وليس بالعشرات.. أقصد علماء الدين طبعا بفتوى إغلاق المساجد ومنع الجمعة والجماعات؟! مجرد سؤال خطر على عقلي.

قلت في نفسي ممكن يكون هناك عالم أو أكثر من العلماء الجهابذة في وقتهم أفتى لهم بذلك.. ولكن لعدم وجود وسيلة تواصل بين الناس كحالنا اليوم.. لم تصلهم الفتوى أو أن الناس قالوا لبعضهم: لماذا نخشى الموت في بيوت الله؟! هذا ما نرجوه ونتمناه.

طبعا أسمع الآن واحدًا من الجماعة إياهم يقول: انت ماذا تقصد من كلامك؟! هذا هل تطالب الناس بالصلاة في المساجد حتى ولو ماتوا بها؟! اسكت أيها المتفلسف طبعا أنا لا أقصد ذلك.. لأن ديني يمنعني من ذلك أن أورد الناس المهالك.. ولكن أقصد ماذا كان موقف أسلاف المسلمين عندما يحل بهم الوباء اللعين.

وهنا أسوق لك مقولة ممثل منذ أيام، قال: أتمنى أن أموت بكورونا وأنا على خشبة المسرح فلم تنكر عليه انت وامثالك، ولا اتهمته بأنه يريد إهلاك الناس!!! أيقنت من حالك أنك أبدا لا تخشى على المصلين من الهلاك ولكن تريد أمرا آخر!

من الممكن أن يكون ايام الناس في الزمن السحيق لا يوجد عندهم ما نحن عليه الآن من وسائل اتصال حديثة وعلم بلغ الآفاق... ولكن كانت عندهم عقيدة راسخة رسوخ الجبال.. وكان الدين هو أول اهتماماتهم.. فالدين عندهم في القمة ومن بعده يأتي كل شيء.

ولكن نحن الآن شغلنا بشواغل الدنيا.. وعليها أصبحنا نزن الأعمال والتصرفات واتخاذ القرارات على حساب المنفعة الوقتية أو جلب المضرة الظاهرة.. وغابت عنا الروحانيات التي هي غذاء الأرواح.. فأصبح كل شيء أمرا ماديا ومحسوسا.. وهذا ما أفقدنا لذة حلاوة الإيمان والتسليم بقضاء الله والعمل بالدعاء لرفع البلاء.

 اللهم عجل لنا  يارب بعودة مكانة الدين في نفوس عبادك المسلمين..

الجريدة الرسمية