رئيس التحرير
عصام كامل

هل تكتب الأوبئة نهاية العالم؟.. روايات تكشف سيناريوهات «الفناء».. وأفلام ترصد تفاصيل انتهاء الحياة على كوكب الأرض

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

إلى جانب الرؤية الإيجابية التي يحاول البعض ترويجها حول مقدرة البشرية على التعافي من الأوبئة والأمراض الطارئة التي تصيب سكان العالم، لا يزال هناك مَن يتحدث عن تنبؤات ونبوءات وسيناريوهات عديدة ومخيفة حول نهاية العالم.

 

توقعات

وتناولت العديد من التوقعات عدة طرق مختلفة لنهاية العالم، لكل طريقة جانبها المُظلم الذي يختلف عن غيره ولكن الدمار واحد.

هذه الأفكار لم تأت من فراغ، فبعضها يستند إلى حقائق مرعبة، وربما مرت الكرة الأرضية حتى الآن بعدة كوارث وأزمات منها ما مضى ونجا العالم منه، ومنه ما نشهده الآن ولا نعرف مصير نهايته كفيروس «كورونا المستجد» المعروف علميًا بـ«كوفيد 19»، الذي لم يكن ظهوره في نهاية العام الماضي شيئًا هينًا، وانتشاره أصبح مثل النار في الهشيم، إذ قلب في بضعة أشهر العالم كله رأسًا على عقب، فقد جعل الإنسان حتى في الدول التي تعد نفسها متقدمة، يشعر بحدوث نهاية العالم، ويقف قلقًا عاجزًا حزينًا، لا يفهم كيف حصل هذا الوضع، ومتى وكيف سينتهي، وكم ستكون الخسائر الفادحة، وهل سينهض من جديد؟

تنبؤ

المثير في الأمر هنا أن الكاتبة سيلفيا براون سبق وأن تنبأت بما يحدث الآن في كتاب أصدرته منذ 12 عامًا تحت عنوان «نهاية العالم»، أثار ضجة كبيرة بعد صدوره، لا سيما وأنه تنبأ بأن الأرض في عام 2020 ستشهد مرضًا شبيه بالالتهاب الرئوي في جميع أنحاء العالم يعمل على مهاجمة الرئتين ولا يستطيع أحد الشفاء منه بسهولة.

وهو ما يشبه فيروس كورونا، الأمر الذي دفع العديد بعد هذه السنوات للإقبال على شراء الكتاب بكثرة من جديد، بعد أن انتشرت إحدى الصفحات التي تصف الوباء وتوابعه على مواقع التواصل الاجتماعي، ظنًا منهم أن قراءة هذا الكتاب الذي تنبأ بالفيروس قادرة على تحديد ملامح نهاية العالم وكيفية الخروج من هذه الأزمة.

وكانت الكاتبة سليفيا بروان، اختارت الوباء في كتابها «نهاية العالم» نظرًا لأن انتشار الأوبئة في زمن قديم مثل الطاعون والإيبولا وفيروسات الإنفلونزا المختلفة أكدوا أن إمكانية فناء العالم بواسطة أحد الأمراض أمر ممكن جدًا لسرعة انتقال بعض الأمراض عن طريق العدوي، فأكثر من مرة قضت الأمراض الوبائية على مجموعات كبيرة من البشر.

وبفضل المضادات الحيوية تمكن الإنسان من السيطرة على هذا النوع من الأوبئة إلا أن أنواع البكتيريا في تحول مستمر وتطور، كل مرة سلالات جديدة قادرة على مقاومة الأدوية الموجودة ليعمل العلماء على تطوير لقاحات أحدث.

المرض المعدي

لم يكن كتاب سليفيا بروان، الوحيد الذي تنبأ بما يقع على عاتق العالم أجمع في الوقت الحالي، لكن الدراما أيضًا كان لها دور كبير في هذه النبوءات، ففيلم «Contagion» أو «المرض المُعدي» الأمريكي رأى الكثير من النقاد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أنه تجسيد حقيقي لما يحدث حاليًا بسبب فيروس «كورونا».

وتدور أحداث الفيلم حول فيروس مجهول وقاتل ينتقل في الهواء وعبر اللّمس بسرعة جنونية، ويقتل المُصاب به في عدة أيام، مما يصيب العالم بالرعب، ويحاول الأطباء السيطرة على الفزع والخراب الذي يعم الأرض.

وكانت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، نشرت قبل وقت سابق تقريرًا أكدت فيه أن المتابعين ربطوا أحداث فيروس كورونا بأحداث فيلم المرض المعدي ويوثق انتشار مرض مُعدٍ ومميت يهدد البشرية مثل فيروس كورونا.

وعلى غرار اتهام السلطات الصينية للخفافيش بأنها سبب المرض بسبب انتشار «شوربة الخفاش» في سوق لبيع المأكولات البحرية بالجُملة؛ لينتشر سريعًا إلى 31 منطقة على مستوى المُقاطعات الصينية، يدور فيلم «Contagion»، الذي سلط الضوء على الخفافيش، معتبرًا أنها أصل تفشي الفيروس، وهو الأمر نفسه الذي يحدث حاليًا مع كورونا.

أنا أسطورة

العديد والعديد من السيناريوهات التي تنبأت بنهاية العالم عبر الفيروسات والأوبئة منها أيضًا فيلم «I Am Legend» أو «أنا أسطورة»، الذي صدر في ديسمبر 2007، بالولايات المتحدة الأمريكية.

وتدور قصته حول خطأ وقع في أحد المختبرات الطبية أدى إلى تكوين فيروس مُعدٍ، تحول إلى وباء وحول سكان المدينة إلى مسوخ مريضة، لم ينجُ منه سوى عالم الفيروسات روبرت نيفيل، الذي كان يحاول أن يبقى على قيد الحياة مع كلبته مصرًا على اكتشاف مصل مضاد لإنقاذ البشرية.

ومع حلول عام 2012، اكتشف عالم الفيروسات روبرت نيفيل من خلال برامج إخبارية ووثائقية قديمة أن الفيروس القاتل تم إنتاجه من التعديل في الخصائص الوراثية لفيروس الحصبة من أجل استخدامه لعلاج مرضى السرطان لكنه أدى في النهاية إلى نتائج كارثية، حيث توفي 90 % من سكان العالم في نهاية العام نتيجة الإصابة بهذا الفيروس، وأصيب 9 % من الباقين وتدهورت حالتهم وأصبحوا غير قادرين على التعرض لأشعة الشمس مما أجبرهم على الاختباء في الأماكن المظلمة أثناء النهار، أما الـ 1 % الباقين فهم من النادرين الذين يمتلكون مناعة ضد هذا الفيروس.

المثير في الفيلم أنه يصور قصة انتشار فيروس «إيبولا » الحقيقي الذي ضرب العالم عام 2012، وهو نفس العام الذي تم التنبؤ به داخل أحداث الفيلم.

نقلًا عن العدد الورقي...

الجريدة الرسمية