رئيس التحرير
عصام كامل

ساعة لنفسك وساعة لعيلتك .. أمهات الكيبورد يطلقن نداء "الحياة حلوة بس رتبها"

مؤسسة الجروب مع أسرتها
مؤسسة الجروب مع أسرتها

كثيرة هى ضغوط الحياة لدى الأمهات سواء كن يعملن أو يتفرغن فقط للعمل المنزلي وخدمة الأسرة خاصة في المجتمعات التي لا ترحم المرأة، وتعتبر أنه ليس من حقها ممارسة أى دور سوى الدور الأسرى فقط، بل ويعتبرون أن من تقوم بغير ذلك ما هى إلا "أم سيئة"،

قررت مجموعة من الأمهات المصريات تغيير النمط من التفكير والذهاب بالفكرة بعيدًا لخدمة الأم ومن ثم الأسرة وبالتالي المجتمع وأسسن جروب "باد مامز" أو  ."Bad moms"

باد مامز

 

"الأم السيئة" أو الـ "باد مام" جملة وقعها سيئ على الأذن، ولكن في الجروب قررت الأمهات اختيار الاسم الساخر للسخرية من نظرة المجتمع للمرأة، التي تقرر الحصول على وقت خاص بها لتنمية مهاراتها أو الاستمتاع حتى ولو بكوب قهوة وقراءة كتاب مفضل ولو لنصف ساعة وسط طاحونة الأمومة، ويطلق عليها bad mom وهو اللقب الذى رأى مؤسسو الجروب أنه إذا كان هذا هو تعريف الأم الإيجابية التي تحاول أن تسعد نفسها لتستطيع أن تسعد غيرها فمرحبا بهذا اللقب.

ضم الجروب في أول 24 ساعة من تأسيسه نحو ٣٠ ألف عضوة ووصل حاليًا إلى أكثر من 185 ألف عضوة، هدفه الأساسي تشجيع و تحسين نفسية الأمهات ودعم الأفكار التي تكسر الروتين، لأن مبدأ الجروب هو  Happy mother = happy wife أى "الأم السعيدة = زوجة سعيدة"، كما يحمل الجروب شعارا  عبارة عن رمز I love you "أحبك" بلغه الصم و البكم.

حياة أفضل

 

 

الجروب لاقى رواجًا كبيرًا بين أمهات ليس فقط من مصر بل من كثير من الدول العربية وتحول إلى متنفس للأمهات اللواتي يرغبن في تحسين حياتهن للأفضل، من خلال المتابعة مع متخصصين في مجالات مختلفة، بداية من العناية بالبشرة التي تمنح أى أم ثقة بنفسها ، وبالتالي يظهر تأثير ذلك على أسرتها، وذلك من خلال تقديم فيديوهات لايف لـ  skin care مع المتخصصة في مجال العناية بالبشرة هند فاروق، وصولًا لرياضة الرقص والزومبا عبر مقاطع فيديو تشجع الأمهات على أن الرياضة هى الطريق الأمثل لحياة أفضل، وذلك عبر مقاطع فيديو تقدمها الكابتن الرياضي سوزي الأعسر.

ليس ذلك فحسب وإنما يتيح الجروب للأمهات فرصة الحصول على استشارات أسرية ونفسية واتباع أفضل الطرق للتربية الإيجابية للأبناء من خلال مجموعة استشاريين مثل استشارية العلاقات الأسريه د.بسمه كمال، واستشاريه التربيه الإيجابيه مريم عبد القادر، واستشاريه الصحه النفسيه أمنيه علاء الدين و life coach يمني دحروج، الذين بدورهن يقمن بمتابعة يومية للتوعيه من خلال جدول أسبوعي، إلى جانب فيديوهات نشر الطاقه الإيجابيه التي تقدمها هيام عبد الحافظ، وكذلك الاستعانة بدكتورة رانيا عادل دكتوره التغذية العلاجية التي تحفز الأمهات على اتباع طرق "الدايت" السليمة وأنظمة الأكل الصحي، كما تم تأليف رواية مخصصة لفكرة الجروب أبطالها أمهات مقاتلات في دوامة الحياة كتبتها الأم والروائية، أماني عيسي، اسمها "عالم الدمي".

السياحة الداخلية

 

 

 كما يساعد الجروب على  تنشيط السياحة الداخلية، حيث تقوم رودي وحيد مرشدة سياحية متطوعة، بعمل رحلات مجانية تساعد الأمهات على معرفة تراث بلدهم في الوقت الذي يكون فيه الأبناء في المدرسة.

وينظم الجروب لقاءات خارجية "Outings" كثيرة  تجمع عدد كبير من الأمهات الأعضاء ليس في القاهرة فقط وإنما في كثير من محافظات مصر مثل الإسكندرية و المنصورة والزقازيق وطنطا لدرجة ان الباد مامز في بلاد خارج مصر مثل الكويت والسعودية و كندا نظموا لقاءات أكثر من مرة و وكن يجهزن لعقد لقاءات في باريس وميونخ وأمريكا لكن حظر التجوال عرقل ذلك.

فكرة الجروب 

هند محمد صديق مؤسسة الجروب تحدثت إلى فيتو: "أنا زوجة مصرية مغتربة في أمريكا متزوجة منذ ١١ عامًا، خريجة كليه زراعة جامعة عين شمس وكنت من أوائل دفعتي، عملت في مركز البحوث الزراعية و هناك تعرفت على زوجي وتزوجنا بعد قصة حب ورزقنا بـ أربع بنات، بعد ١٠ سنوات زواج وتحديدًا بعد مروري بظروف صحية ونفسيه صعبة بدأت بمراجعة حساباتي، ووجدت أنني قضيت فترة زواجي كلها متفانية في البيت والحمل والولادة والرضاعة ومساندة زوجي نفسيًا و معنويًا هذا عظيم ولكن لم أجد نفسي فبدأت بالبحث عنها وعدت إلى هواياتي القديمة التي تخليت عنها بعد الزواج مثل القراءة والرياضة وحاولت أن أعلم أولادي كيفية تحمل المسئولية".

هند أضافت: "الشرارة الأولي كانت بسؤال ابنتي لي هل وصلت لمرحلة التعليم في الـ high school أم لا؟، كان هذا السؤال بمثابة صدمة بالنسبة لي، أبلغتها أنني خريجة جامعية ومن أوائل دفعتي وفضلت المكوث في المنزل من أجلها وأخواتها، ومن ثم فاجأتني بجملة كان لها بالغ الأثر  قائلة: "أمي أنا لا أرغب في الالتحاق بالجامعة لأكون طبية أسنان كما تمنيت، بل  أريد أن أكون مثلك ارعى الأبناء"، ومن هنا أدركت أن هناك خللا ما لا بد من إصلاحه".

النصف ساعة

وتابعت: "بدأت في العودة إلى هواياتي القديمة سواء بالعمل في الصناعات اليدوية أو القراءة، وبدأت استعيد لياقتي البدنية التي تدهورت و اتجهت إلى الرياضة وكل ما أهملته في السابق بحجة أنه ليس لدى وقت!، ومن هنا خطرت لي فكرة (النصف ساعة)، قلت لنفسي ما الذي سيحدث إذا اقتطعت نصف ساعة في اليوم لنفسي الدنيا لن تخرب، و بدأت اجعلها عادة يومية وأراقب أثر ذلك علي نفسيتي وزوجي  وأولادي، لاحظت أن نفسيتي بدأت تتحسن كثيرًا وزوجي دعمني جدًا لي لدرجة أنه اشترى ماكينة خياطة وإبر وخيوط صوف لأمارس هوايتي المفضلة، تغيرت نظرة البنات لي وأصبحن يفخرن بي جدًا ويتابعن معي ما أقوم به، ويتابعن الكتب التي أقرأها ويقلدونني أيضًا بل ويحترمن الوقت الذي أخصصه لنفسي، وحينما وجدت التغيير الجذري في حياتي قررت أنشر الفكرة بين الناس ومن هنا جاءت فكرة الجروب الأساسية، التي أشجع من خلالها الأمهات على البحث عن هواياتهم والاهتمام بأنفسهن و ممارسة الرياضه للخروج من دوامة الحياة الطاحنة بما لا يخل بالدور المنوط به وهو الأمومة، وهى الفكرة التي لاقت رواجًا لم أكن أتوقعه".

مروة وهند

 

 

هند تضيف: "في البداية ترددت في تأسيس الجروب خوفًا من رد فعل المجتمع الذي ينظر إلى الأم التي تهتم بنفسها وعقلها وتنمي هواياتها على أنها أم أنانية لا تفكر غير في نفسها وأن كل الوقت لا بد أن يكون لأولادها فقط، ومن هنا كان تشجيع مروة سيد تاج لي (صاحبة فكرة اسم الجروب) لإطلاق اسم ""bad moms على الجروب وهو اسم مقتبس من اسم الفيلم الأجنبي الشهير الذي تدور قصته حول تلك المعاناة".

وأكملت: "رغبنا من خلال الجروب أن نشجع الأمهات اللواتي يشعرن بتأنيب الضمير لمجرد تخصيص وقت لأنفسهن في التخلص من هذا الشعور، وأن هذا حق من حقوق الأم، وبتشجيع من الأدمن نهى بهاء الدين التي ساندتني في القرار أبصر الجروب النور وخرج للمجتمع، لكي يستفيد أكبر عدد من الأمهات، والخطوة القادمة في الجروب ستشمل الكثير من الأفكار التي تخدم الأم ونفسيتها، إن شاء الله ربنا يوفقني وأستطيع تنفيذها بالشكل الذي يبهر جميع الأمهات".

عالم مواز لكورونا

وأضافت: "أجرينا مسابقات كثيرة في الجروب كان هدفنا منها دعم الأمهات ومنحهن طاقة إيجابية شعارها دائمًا "أنت تستطيعي" مثل مسابقة دعم الجدة و دعم الزوج والأم التي استطاعت أن تربي أولادها بمفردها في غياب الزوج سواء أرملة أو مطلقة أو زوجها مسافر لفتره طويلة، وكذلك مسابقة المشروعات الصغيرة الناجحة ومسابقة تحدي إنقاص الوزن وتحدي العناية بالبشرة، ومؤخرا أطلقنا "هاشتاج" يوميات إيجابية داخل الحجر الصحي و فيه أثبتت الأمهات أنهن على قدر المسئولية بأقل الإمكانيات، وابتكرن أفكارًا إيجابية جدًا لممارستها خلال فترة الحجر المنزلي بعيدًا عن ذعر العالم من كورونا".

وأردفت: "لدى حلم كبير وهو تأسيس مكان ترفيهي ضخم يضم الأمهات، ويكون ملحقا به حضانة تهتم بالأطفال وقت انشغال الأمهات في المكان الذي من المفترض أن يشمل كورسات تعليم "هاند ميد" و رياضة وغيره من المهارات، وأن يضم استشاريين يقدمون الاستشارات النفسية، كما أطمح أن يكون مكانا كاملا متكاملا تستطيع فيه أى أم ترغب في أن تفصل من روتين حياتها وتحسين صحتها النفسية وليس لديها فرصة أن تترك أولادها عند والدتها أو غيره أن تأتي إلى المكان لتحصل على الدعم وتكون مطمئنة على أولادها بالمكان في نفس الوقت".

بمناسبة عيد الأم: أمهات صنعن أبطالًا.. قصة زوجة شهيد وأم لأربعة ضباط

وخلصت هند: "نصيحتي للأمهات أنتن طاقة كبيرة لا بد أن يتم شحنها باستمرار حتى تستطيع أن تواصل منح العطاء بدون أن تشعر أنها ضيعت شبابها دون جدوى".  

الجريدة الرسمية