رئيس التحرير
عصام كامل

عنايات أحمد "أنديرا غاندي الصعيد".. أول نائبة بالاتحاد الاشتراكي | صور

عنايات أحمد أول نائبة
عنايات أحمد أول نائبة بالاتحاد الاشتراكي

كانت وما زالت يضرب بها المثل في تحمل المشقة والمسئولية وصعوبات الحياة، إنها المرأة الصعيدية التي تصبر حتى تصل إلى تطمح.

في مطلع السبعينيات حصلت عنايات أحمد محمد السيد على ليسانس الآداب قسم الفلسفة والاجتماع من جامعة الإسكندرية، وتقلدت عدة مناصب فور تخرجها، منها معلمة للغة الإنجليزية التي كانت تجيدها بطلاقة وبعد ذلك عينت كموظفة بهيئة قناة السويس، ثم مدرسة مجتمع وبعدها أخصائية اجتماعية بدار المعلمات.

وبدأت التفكير في العمل السياسي، والترشح كعضو في الاتحاد الاشتراكي آنذاك، ورغم الانتقادات والصعوبات التي تعرضت لها في ذلك الوقت إلا أنها كانت تصر على خوض التجربة والنجاح.

“فيتو” التقت بأول نائبة علي مستوى الصعيد في السبعينات لتسرد لنا ذكريات وأسرار جديدة تكشفها لأول مع وتعدد لقاءاتها مع السيدة جيهان السادات حرم الرئيس الراحل انور السادات في الأقصر.

ولدت عنايات في 1943 في محافظة قنا وترشحت عنايات كعضو في الاتحاد الاشتراكي في عام 1971، وكانت مرشحة في ذلك الوقت ضد أحد أقاربها بالقرية والذي كان يدخل إلى دواوين العائلات ويقول لهم "مش عيب تختاروا ست .. هو مفيش رجالة".

وقالت عنايات: ”كنت في وقتها في عامي الثلاثين وغير متزوجه ، وكان خالي هو الداعم الأساسي لي في ذلك الوقت وازعم اني استطعت فك القيود وكسرت قاعدة ان تكون المرأة قادرة علي تحمل المسئولية وتولي قيادة منصب“.

 

ولفتت إلى أنها كانت تلف النجوع علي لمبة جاز، وقالت: ”كنت أذهب إلى الأهالي في الدكاكين والبيوت وأشرح لهم ما سأقوم به من أعمال لهم من دخول كهرباء ومياه، وكانوا يقولوا لي: والله مفيش راجل بعمة بيقول لينا الكلام ده.. وبعدها وجدت الكثير من كبار العائلات يؤيدونني وكنت بالنسبة لهم كثمار الفاكهة الجديدة”.

 

وأكدت أنها بالفعل نجحت ودخلت الاتحاد واستطاعت أن تنفذ ما وعدت به الأهالي وتمكنت من إدخال الكهرباء إلى أغلب النجوع، وكانت السيدات عندما يشاهدونها يلقبونها بـ"أنديرا غاندي" وقالت: ”وقتها كنت بالنسبة لهم رمزا وهذا ما شجعني علي استكمال المسيرة حتى انتهاء الفترة”.

وأضافت: “في عام 1973 كنت لا أنوي الترشح لأني تعبت كثيراً في العمل طوال الفترة الأولى ووقتها وجدت الكثير من كبار العائلات بعد ما شاهدوا ما قمت به لهم طلبوا هما ترشحي وبالفعل تصعدت حتى وصلت إلى اللجنة العليا وفي عام 1975 كنت عضو باختيار الرئيس أنور السادات”.

 

وتابعت: "في ذلك الوقت كانت أبواب الحرب تدق وكنا وقتها نجمع المساعدات والتبرعات لجميع المقاتلين ونقوم بالعديد من المجهودات لتأييد ونصرة مصر في حربها ضد العدو الغاشم، وهذا بالطبع أثر بشكل كبير في عملي وجعل رصيدي في تزايد وهذا كان سبب اختياري دون ترشح في عام 1975 من قبل السادات”.

وقالت: ”أتذكر جيدا تلك الأيام كما لوكانت بالأمس عندما كنا نجوب القري والمراكز لجمع أثواب الملابس ونقوم بحياكتها لإرسالها إلى المستشفيات، ووقتها حصلت قنا على أفضل محافظة في هذا العمل والمجهود.

وأكدت أنها في ذلك الوقت جمعتها علاقة ود مع جيهان السادات التي أشادت بالمعرض الذي قامت بتنظيمه، وقالت: ”قمت بتنظيم مؤتمر شعبي لها في الأقصر ووقتها تم اختيار على مستوى اللجنة المركزية بالصعيد كله وكنت الوحيدة من ضمن ثماني سيدات وجميعهن من كبار السيدات، ولكن النجاح والمجهود الذي قمت به في تلك الفترة أثر بشكل كبير”.

اقرأ أيضا: 

محافظ قنا يطمئن على ثلاثة أشقاء بعد إجرائهم عمليات زرع القرنية| صور

ووقعت عنايات أحمد في معركة مجلس النواب، وقالت إنه عندما طلب منها الترشح من قبل الدولة مع فكري مكرم عبيد وعبدالرحيم عمر كانت وقتها أول سيدة تترشح لمجلس الشعب هي الدكتورة آمال عثمان أستاذ القانون الجنائي وكانت أمين مساعد للتنظيم النسائي ورئيسة اللجنة التشريعية في عهد الدكتور فتحي سرور وقالت: ”وقتها كنت أنا أول سيدة على مستوى محافظة قنا تخوض تلك التجربة وكان في ذلك الوقت مطلوب من كل محافظة أن ترشح سيدة وكانت آمال عثمان هي التي صاغت ذلك القرار وكان الهدف منه هو التأكيد على أن المرأه قادرة”.

 

وتابعت: ”منذ ذلك الوقت بدأت ألف وأجوب كل القرى والمساجد والكنائس والنجوع ولكن في ذلك الوقت كانت قبيلة الأشراف قد تنبهت إلى أن لها مقعدين ثابتين وفي هذه الدورة لن يكون لهم سوى مقعد واحد وبدأت الحرب تدق طبولها وهو الأمر الذي جعلهم يدفعون بسيدة منهم وبالفعل دخلنا في معترك ضيق وبعد صراع طويل وقبيل الانتخابات بيومين أعلنت الانسحاب ومنذ ذلك الوقت لم ادخل في مجلس النواب نهائيا“.

وأضافت: ”كنت على مدار 25 عاما عضو مجلس محلي و16 عاما مقرر لفرع المجلس القومي للمرأة ولم يقعدني عن العمل سوى تعبي في الفترة الأخيرة وتركت ساحة العمل وتفرغت لعائلتي ،حيث اني لدي بنت وحيدة متزوجة ولدي أحفاد، وانتهى مشواري“.

الجريدة الرسمية